في غرف الظلام بالقصر الفيكتوري، عاشت اليانا لحظات من مصيرها الغامض. شعرها الأسود كالغراب جعلها تبرز بشكل مختلف في عائلتها، حيث كانوا يميلون إلى تمجيد خصلات شقيقتها الذهبية. في الأروقة الباردة للقصر العريق، وجدت اليانا مأوى في رفقة الكتب، حيث كانت تتجول بين صفوفها المتراصة.لم يدرك أفراد عائلتها أن اليانا تحمل سرًا خفيًا - قوة قادرة على استدعاء العناصر واستخدام ظلال الإمبراطور. مع مرور السنين، نمت ذكاء يانا ومرونتها، وصقلت مهاراتها في السحر بسرية، دون أن يلتفت إليها أحد في عائلتها. في حين انغمست شقيقتها ذات الشعر الذهبي في عالم الحب والامتيازات التي منحت لها، لم تكن تدرك المحنة التي تعصف بقلب يانا في الخفاء.
استيقظت اليانا ابنه خمس سنوات من نومها بصدمة على صوت صراخ خادمتها فيرونيكا، التي كانت تلومها على تأخرها في الاستيقاظ.
"إلى متى ستضلين نائمة؟ لقد أصبحنا في الساعة الثامنة مساءً!" صرخت فيرونيكا بغضب.
تحاول اليانا أن تبرر تأخرها قائلة: "أنا آسفة، فيرونيكا، شعرت بالتعب الشديد الليلة الماضية."
"التعب؟" قالت فيرونيكا بسخرية، "أنا كل يوم أشعر بالتعب بسببك."
تقوم فيرونيكا بسحب اليانا من شعرها بوحشية وترميها بقسوة قرب الحائط، ثم تبدأ في ضربها بقسوة بعصا صغيرة.
بعد انتهاء فيرونيكا من هذا العقاب القاسي وسط بكاء اليانا، تقول بضحكة ساخرة مرسومة على وجهها: "لماذا البكاء؟ لم يكن ذلك الضرب قويًا بما فيه الكفاية!"
اليانا تشعر بألم حاد ينبعث من رأسها حين تسحب فيرونيكا شعرها بوحشية، وتشعر بالضربات القاسية تتساقط على جسدها الصغير، وكل ضربة تزيد من شعورها بالإهانة والظلم.
"لا تستحقين شيئًا من هذا الرفاهية والرعاية، إنك مجرد قمامه تضيع وقت العائلة!" تصرخ فيرونيكا وهي تواصل ضرب اليانا بقسوة.
اليانا تحاول بصعوبة تحمل ألم الضربات وتتمالك نفسها لكنها لا تستطيع إخفاء دموع الألم والإهانة التي تنهمر على وجنتيها. تعترف في قلبها بالعزاء الذي تشعر به عندما تظهر هذه العلامات من الضعف، فتسمح لدموعها بالتدفق بحرية، مختبئة وحيدة في مكان مظلم من روحها.
وسط هذا الجحيم الجسدي والعاطفي، تستمر فيرونيكا في توجيه الضربات بلا رحمة، وكأنها تستنزف آخر قطرة من القوة الباقية في اليانا.
فيرونيكا تتوقف أخيرًا عن ضرب اليانا، وهي تنظر إليها بابتسامة فاتنة من السخرية. "لن تتمكني أبدًا من الالتفاف علي، يا أميرة محتضرة. أنت لا تزالين عبدتي وستبقين كذلك!"
أنت تقرأ
"كرستاليا " اسطوره الضلام
Historical Fictionفي قلب العصر الفيكتوري، عادت ألاميرة اليانا ، التي كانت قد حُكِمَت وأُعدِمَت في سن المراهقة، إلى الماضي عندما كانت في عمر الخمس سنوات فقط. كانت رحلتها في العودة إلى الزمن مغذاة برغبة شديدة في الانتقام من عائلتها - والدها وإخوتها الذين ألقوا بها في ط...