التشابتر ' خمسة ' .
_______________________
الزمن : قبل ثلاثة أعوام .
تناولت الكتابَ من الرَف و فَتحتُ اول صفحتين ببعض الفضول ، كانت نهاية الأسبوع بالفعل ، لذا قررتُ القدومَ إلى المكتبة العامة و اقتناءَ بعضِ الكُتب ، شعرت أن الكتابَ أعجبَني لذا قررت استعارته ، حملتُ نفسي و كدت اذهب لاستعارة الكتاب من أمينِ المكتبة لكنني توقفتُ مكاني عندما لمحتُ وجهًا مألوفًا .
اقتربتُ بخطىٍ بطيئةٍ نحو النافذة التي يقفُ أمامها ، و ثم وقفتُ مكاني لا إراديا اتأملهُ و هو يقرأُ الكتابَ بينما تنعكسُ أشعةُ الشمسِ على وجهه و لم تُعِيقه رغم ذلك عن قراءة الكتابِ بِنهمٍ ، رُغم المَسافةِ بَيننا لكنني لم استطع إلا أن الحظَ روموشهُ الكَثيفةِ و كيف تنخفضُ عندما يجعدُ جبينهِ ربما بعدما رأى مقطعاً لم يُعجبه في الكتاب بين يديه ، زم شفتيه ثم حرك بصره إلى مكاني و تصادمت أبصارنا في لحظة قصيرةٍ شعرتُ أنها اعوامُ .
بعد مدةٍ قصيرة من تصادم أبصارنا و عدمِ مُحاولة أحدنا المُبادرةَ على الحديث ، تجنبتُ انا عيونهُ و عدتُ ادراجي إلى حيثُ أمين المكتبة ، " اريدُ استعارة هذا الكتاب " نظر أمينُ المكتبةِ نحوي ثم تناول قلمًا و اخذ مني اسمَ الكتابِ و دونه في ملفٍ ما ،ابتسمتُ بلطفٍ نحو الأمين و كدتُ أغادر لكنني توقفتُ مكاني عندما رأيتُ جاري يستعيرُ هو الاخرُ كتابًا ما .
توقفتُ مكاني انتظرهُ لسببٍٍ ما ، و عِندما انتهى هو نظر لي بِصمت و هُناك ابتسامةٌ على شفتيه ، بادلتهُ الابتسامَ و لم أشعر إلا و نحنُ نمضي الطريق معًا ، لم نتحدث كنا صامتين فقط طوال الطريق الطويل ، لاحظتُ شيئًا و هو أن جاري لم يحاول فتح موضوعٍ ما معي و لو لمرةٍ واحدة ، هل هو من النوع الانطوائي ؟ .
شعرتُ ببعض الإثارةِ ترفرفُ في قلبي ، جاري هذا يبدو غريباً متكتمًا و على ما يبدو انا الوحيدة التي تواصلت معهُ في المبنى الذي نعيشُ به ، و ربما هذا يرجعُ لتقارب منازِلنا ، زفرتُ الهواءَ و وقفتُ مكاني انظر لظهر جاري الذي تقدم دون النظر إلي ، نظر هو لي فجأةٍ و عاد بخطواته نحوي سألني بينما ينظرُ نحويَّ من الاعلى بسببِ فرقِ الطولِ بيننا بعيونٍ شعرت أنها تكن بعض الكره لي " هل أنتِ بخير ؟ . توقفتِ فجأة " .
فتحت عيوني ببعض الدهشة حينما ادركتُ شيئًا ، هل يعقلُ أنه لايزال يحقدُ علي عندما تقيأتُ أمام منزله ؟ ، نظرت له و قلت بنبرة خرجت مغتاظة " هل تكرهني ؟" رفرفت رموشهُ بدهشةٍ لسؤالي الذي ليس بمحله ، ارتفع الدم لوجهي عندما أدركت أنه لا يوجد سبب ليكرهني في حين أننا مجرد غرباءَ فعليًا ! .
اكره غبائي الذي يظهرُ في اوقاتٍ سيئة ، " لما ؟" سألني بصوت خافتٍ و ابتسمتُ بحرج ، الوضع يزدادُ سوء بالفعل لذا قلتُ بينما امسحُ على رقبتي من الخلف " لا شيء ، كنتُ امزح " تجنبتُ النظر له مرة اخرى و تخطيته ببضع خطوات ثم وقفت مكاني " الن تكمل الطريق معي ؟ سيد جار " نبستُ بابتسامةٍ صادقة و هو ابتسم لي و اخذ يخطو نحوي .

أنت تقرأ
الجرِيمَةُ المِثاليَّةُ
Contoوجه طرفَ السكينِ نحو عُنقي و نظر لي بنظرةٍ باردة اخترقت عظامي ، لكنني ابيتُ أن أظهر خوفيَّ منهُ و قلتُ بثقة " هل ستقتلني ؟" . رغم سؤالي الا أنني رأيتُ ابتسامتهُ التي تنمو ببطىء على شفتيه ، " ما رأيكِ أنتِ ، هل سأفعل ؟ " ازدردتُ ريقي عندما خز الطرف ر...