اللهم اهدنا فيمن هديت و عافنا فيمن عافيت و تولنا فيمن توليت انك تقصى و لا يقضى عليك تباركت ربنا و تعاليت
اسكريبت
لقمة عيش
بقلمى .. ميمى عوالى
فى عزبة صغيرة من ريف بلدنا اللى اتغير حاله و ما بقاش نفس الحال ، الزراعة قلت بعد ما الاراضى هجرها اصحابها و جرفوها و بنوا عليها بيوت كتييير بالمسلح ، و بقت الفلاحة فى الارض موضة قديمة و مش اد المقام
و الفلاحين هجوا من الارض عشان يدوروا على باب رزق بعيد عن ماسكة الفاس ، لكن فيهم اللى فضل ماسك فاسه و حارس ارضه بعمره و روحه ، و اللى كان منهم ابراهيم ابن الجازية
الجازية دى كانت ام ابراهيم ، و كان عندها من الصبيان تلاتة غيره .. مسعود و سليمان و قدرى ، و كمان بنتين .. وهيبة و عزيزة ، بس كان اكبرهم ابراهيم و اللى شال الحمل على اكتافه من قبل ما يتم اتنين و عشرين سنة لما ابوه مات و ساب الكل امانة فى رقبته
جوز الجازية لما مات .. كان ابراهيم ابنه يا دوب متجوز بقاله كام شهر ، و مراته ليلى يادوب كانت حامل فى شهرين
ابراهيم طول عمره كان شقيان فى الارض بتاعة ابوه .. صحيح الارض ماكانتش كبيرة و يا دوب هم سبع قرايط ، لكن كانت ايده مابتسيبش الفاس ، لانه الوحيد فى اخواته اللى فاته العلام ، ابوه صمم يطلعه من المدرسة من قبل حتى ما ياخد الابتدائية ، و قال له انه محتاج له معاه فى الارض ، و هو ما حاولش يعارض ابوه ، و فعلا ساب المدرسة و اتولى الارض مع ابوه بس كان بيحفظ القرآن مع شيخ الجامع
و ابوه عشان يكافأه و يعوضه .. جوزه صغير ، و اختار له ليلى بنت جيرانهم اللى هى كمان ماكملتش علامها ، رغم ان اخوها الكبير كمل تعليمه .. بس امها كانت بتخاف عليها عشان حلوة ، و المدرسة بتاعتهم كانت بعيدة عن العزبة ، فهى كمان ماكملتش برضة الابتدائية بس ابوها صمم انه يحفظها القرآن الكريم .. يعنى ماجمع الا اما وفق
و بما ان اخوات ابراهيم كلهم دخلوا المدارس ، فماحدش فيهم كان له اى علاقة بالارض ، و ماحدش كان بيساعد ابراهيم فى الارض غير ليلى اللى ماكانتش بتتاخر ابدا عنه الا فى الشديد القوى ، و كانت راضية و صابرة رغم معاملة الجازية الناشفة هى و بنتها عزيزة و اللى كانوا بيغيروا من جمالها و حلاوتها و كمان اخلاقها اللى الكل بيتحاكى بيها ، و رغم الحمل التقيل اللى ليلى شايلاه على اكتافها
لكن كل ما كان اخواته بيكبروا و يتقدموا فى تعليمهم ، كل ما كانت مصاريف العيشة اصعب و اكتر ، لحد ما صاحب ابراهيم اللى كان مسافر ايطاليا رجع اجازة فى البلد و اتقابلوا مع بعض ، و حاول يقنعه انه يسافر هو كمان عشان يقدر يحسن من مستوى معيشتهم ، و ابراهيم بقى محتار يعمل ايه ، فرجع الدار و قال ياخد رايهم ، و اول ما دخل و لقاهم كلهم متجمعين فى صحن الدار قال : السلام عليكم
الكل : و عليكم السلام
ليلى : اتأخرت كده ليه يا ابراهيم
الجازية بامتعاض : ياختى ماتسيبيه يفك عن روحه شوية ، هو انتى لازم تبقى كابسة على روحه كده على طول
مسعود و اللى كان فى كلية الحقوق فى اخر سنة بدفاع : و هى الولية اتكلمت يا امة و اللا عملت حاجة ، دى بتطمن عليه
عزيزة اللى فى اولى اداب : خليك انت على طول كده لابس لها روب المحاماة و بتدافع عنها فى الرايحة و الجاية
ليلى بطيبة : طب ده مسعود ان شاء الله هيبقى عسل بالروب اما يتخرج ان شاء الله
ابراهيم ابتسم لليلى بحب عشان كبرت دماغها من مناوشات امه و اخته و بصلها و قال : سعيد اصله خلاص قرب يسافر و كنا قاعدين مع بعض شوية
الجازية و هى بتمصمص شفايفها بسخرية : هو فى حد بقى زى سعيد ، اهو من يوم ما اتجوز مروة بنت ابو مصطفى و هو حاله اتبدل ، كانت دخلتها عليه وش السعد ، ماهو فى ناس كده ، ناس قدمها ينشف الزيت و ناس قدمها يروى الغيط
ليلى بعدم اهتمام : سعيد راخر ابن حلال و يستاهل كل خير ، ربنا يرزقه برزق عياله و يشفى له ابنه يانضرى و بعينه على مصاريف علاجة
مسعود : ماهى كل حاجة و ليها ضريبة .. بس اللى يفهم
ابراهيم : سعيد عاوزنى اسافر معاه
ليلى بخضة : تسافر فين يا ابراهيم .. تسافر ازاى و تسيبنا كلنا كده
الجازية بفرحة : ده يبقى يوم الهنا
ليلى باعتراض : يوم الهنا انه يفارقنا و يفارق عياله يا امة
الجازية : و هم عياله هيحصل لهم ايه يعنى ، و ما كله ياختى ليكى و ليهم
ليلى و هى بتبص لابراهيم برجاء : انا مش عاوزة حاجة يا ابراهيم .. عيالك هنا اولى بيك من الغربة و البهدلة
ابراهيم : الحمل تقل اوى يا ليلى ، و البنات كبروا و هيحتاجوا جهاز و شوار ، و الكام قيراط يادوب بيكفوا مصاريفنا و مصاريف علامهم
ليلى : ماتشيلش هم حاجة .. كله بيتدبر
عزيزة : ااه ياختى و انتى فايتك ايه ، مانتى نفدتى و اتجوزتى و اتستتى كمان
سليمان و اللى كان فى تالتة سياحة و فنادق : ماتشيلش هم البنات يا ابراهيم ، انا و مسعود خلاص قربنا نتخرج و ان شاء الله نشتغل و نساعد و نشيل من على اكتافك شوية
قدرى و اللى كان فى الثانوية العامة : لو عاوز تسافر يا ابراهيم يبقى تسافر عشانك انت و مراتك و عيالك و بس ، شوف حالك بقى احنا مابقيناش صغيرين
وهيبة و اللى هى كمان فى بكالوريوس تربية : ماشاء الله كلكم بقيتوا كبار كده مرة واحدة ، الا ماشفت واحد فيكم نزل معاه مرة الغيط و قال له ايدى معاك يا اخويا
قدرى : انا كنت عاوز ابقى معاه و هو اللى مارضيش و قاللى انتبه لمذاكرتك
الجازية : و ماهى مراته معاه .. مايطلب منها اللى هو عاوزه لو محتاج حاجة انتبه انت فعلا لمذاكرتك
عزيزة : ايوة .. بس لو ابراهيم سافر مين هياخد باله من الارض ، و ماحدش بيفهم فى الفلاحة غيره
ليلى بصت لابراهيم من تانى و قالت له : بلاها يا ابراهيم رب هنا رب هناك و رزقك ربنا هيبعتهولك مكان ما تكون طالما بتسعى و بتعمل اللى عليك
ابراهيم بص للجازية و قال لها : ايه رايك يا امة
الجازية بحيرة : يا ابنى السفر حلو و قرشه حلو ، تجهز اخواتك البنات و تبنيلنا البيت بالمسلح .. و تعمل لكل واحد من اخواتك شقة و ….
قدرى باستياء : ايه يا امة .. حيلك حيلك ، تكونيش فاكراهم هيقابلوه فى المطار بشنط الدولارات و الاسترلينى ، ثم هو انتى يعنى عمالة تعدى هيعمل ايه لينا انا و اخواتى ، طب فين مراته و عياله
الجازية بامتعاض : ماهم اكيد هينوبهم هم كمان من الحب جانب ، ثم ماهو سعيد صاحبه ماشاء الله اخد حتة ارض و بناها عمارة اربع ادوار واجر شققها كمان
سليمان : و من كتر القر مش عارفين علاج لابنه ، و شكل ابنه التانى هيبقى نفس الحكاية .. ربنا يسترها عليهم
مسعود : ماهو سعيد مابقالوش فى الغربة شوية برضة يا امة ، ده متغرب من ايام ماكنت لسه فى اولى ثانوى
ابراهيم بص لوهيبة و قال : و انتى يا وهيبة ، رايك ايه
وهيبة : انا ماليش رأى يا ابراهيم ، لو انت عاوز تسافر سافر لروحك ، و لو مش عاوز برضة اقعد لروحك ، و مالكش دعوة بحد ، احنا كلنا كبرنا و المفروض نخف الحمل عن كتافك انت و مراتك بقى شوية
عزيزة بتريقة : يا حنينة
ابراهيم بتنهيدة حيرة : يعنى اعمل ايه برضة ، كنت محتاجكم كلكم تتفقوا على راى واحد و تقولولى عليه
مسعود : طب انا هسالك سؤال مهم
ابراهيم : اسأل
مسعود : هو انت معاك فلوس السفر و تكاليف الورق
ابراهيم : لا
مسعود : طب هو سعيد قال لك الورق هيتكلف اد ايه
ابراهيم بامتعاض : ماهو قاللى لو سافرت شرعى فعلا هيتكلف كتير .. لكن لو …….
ليلى بذعر : لا يا ابراهيم .. لا يا نضرى مافيناش من لو دى
الجازية : جرالك ايه با بت انتى .. ماتهدى شوية هو ايه العبارة .. فى ايه
ليلى و لاول مرة تتكلم بنبرة غضب : فيها انه لو فكر يعمل التانية دى هيبقى فيها و فيها يا امة
ابراهيم : انا مافكرتش اعمل حاجة ياليلى ، انا لسه باخد رايكم
ليلى وقفت و قالت بحزم : و انا قلت رايى يا ابراهيم .. انا مش موافقة ، مافيش حاجة فى الدنيا دى كلها تستاهل انك تتغرب عنى و عن عيالك ، و ان كان على الفلوس ، رزقك هيجيك مكان ما تكون
الجازية بحدة : و لا هو انتى فاكرة ان رايك هو اللى هيمشى الليلة و اللا ايه ، ماتفوقى كده لروحك
ليلى : الليلة اللى بتتكلمى عنها دى يا امة تبقى جوزى و عيالى ، و عموما انا قلت اللى عندى
و التفتت شالت ابنها محمود صاحب التلت سنين و اللى كان نايم على رجل وهيبة و راحت على اوضتها من غير ماتحاول ترد على الجازية اللى كانت بتقول بسخرية : مابقاش الا الجاهلة راخرة اللى هترتب لنا عيشتنا
قدرى نهر امه و قال بزعل : ايه يا امة الكلام الفارغ ده
الجازية بحدة : بقى انى كلامى فارغ
قدرى و هو بيبص لابراهيم بزعل : ااه طبعا فارغ ، ليلى مش جاهلة .. دى كفاية انها حافظة كلام ربنا كله ، و بعدين لو اللى انا فهمته من كلام ابراهيم صح تبقى ليلى عندها حق
الجازية بغضب : جك كسر رقبتها ، هو ايه اللى قالته اصلا .. كل اللى قالته ندب فى ندب
وهيبة : ماتصطبرى يا امة و استهدى بالله كده و بعدين افهمى ، ايطاليا بالذات معظم اللى بيروحوها غير شرعى بيغرقوا و مابيرجعوش تانى ، و عشان كده ليلى مش عاوزاه يعمل كده
الجازية : جك غارقة تاخدها و نخلص منها ، هى هتبشر على الواد ليه
سليمان : لا اله الا الله .. صلى على النبى يا امة و استهدى بالله
الجازية و كلهم : عليه الصلاة والسلام
سليمان : بص يا ابراهيم .. انا رايى انك لو حبيت تسافر ، تسافر لروحك زى ما قالت وهيبة بالظبط و ماليكش صالح بقى بينا .. انت كفاية عليك اوى لحد كده ، بس يوم ماتفكر تسافر لازم سفرك ده يبقى شرعى حتى لو اتكلف ايه ، مافيش حاجة تستاهل ابدا انك تعرض روحك للخطر عشانها
و بعدين بص للجازية و كمل كلامه و قال : يمكن السفر تكون فلوسه حلوة صحيح يا امة ، لكن الغربة بتاخد قدامها من صحة الواحد و عمره اد اللى بتديهوله عشر مرات
الجازية : ليه يعنى .. ماهو كله شغل ، و بعدين ده انا عرفت ان سعيد عمل مطعم له هناك و بقى من الاعيان
مسعود : و جاى يلم من شباب البلد هنا و خصوصا اللى مكملوش علامهم عشان يشتغلوا عنده هناك
الجازية : تقصد ايه يعنى
مسعود : ماتزعلش منى يا ابراهيم .. انت حتى مابتعرفش انجليزى ، يبقى هتتعامل معاهم هناك ازاى
ابراهيم : ماهو قاللى انى هتعلم اللغة بتاعتهم هناك شوية بشوية
وهيبة : و على ما تتعلم تبقى تحت رحمته هو و بس
ابراهيم : بس سعيد صاحبى من زمان و عمرى ماشفت منه حاجة وحشة
ليلى رجعت وقفت على باب اوضتها اللى كانت سايبة بابها مفتوح عشان تعرف الحكاية هترسى على ايه و قالت لابراهيم : ماحدش قال ان سعيد وحش ، بس احنا بنقول ان ماحدش ضامن الظروف تبقى ايه ، يعني افترض ان سعيد نفسه لا قدر الله حصل له اى حاجة .. انت هتعرف تتصرف ازاى
و الارض هنا .. مين اللى هيراعيها ، ماحدش من اخواتك بيعرف يمسك فاس و لا شرشرة حتى
الجازية : اهى وش البومة قفلتهالك من كل يمة
ابراهيم بص لامه و قال : هو انتى عاوزانى اسافر يا امة
الجازية : و ماتسافرش ليه و تتهنى و تهنينا معاك
ابراهيم : بس مصاريف السفر عاوزالها فى سكتها ييجى مية الف جنية و زيادة
الجازية و هى بتصرب على صدرها بخضة : مية الف ايه
مسعود بتريقة : اومال انتى فاكرة ايه يا امة
الجازية : و ده اللى هو بالطيارة و اللا التانى
سعيد: التانى يا امة ، اللى بالطيارة مشكلته فى الاوراق و الفيزا
الجازية و هى بتبص لايد ليلى : و هو دهب مراتك لو اتباع مايجيبش حاجة و احنا نحاول نتصرف فى الباقى
ليلى بصت لابراهيم و قالت بحزم : دهب الدنيا كلها ما يغلاش عليك يا ابراهيم و انت عارف ، لكن لو فكرت تعملها و تركب البحر دار ابويا اولى بيا من دلوقتى
الجازية بغضب : هى القوالب نامت و الانصاص قامت و اللا ايه.. انت بتهددينا ، مع الف سلامه يلامة ياختى .. ده يوم المنى
وهيبة قامت وقفت جنب ليلى و قالت : استهدى بالله ياليلى و استعيذى بالله من الشيطان الرچيم
ليلى بهدوء و هى باصة لابراهيم : انا هادية يا وهيبة ، بس ربنا قال لنا ،، وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ،، و انا خايفة عليه ، و قلبى مايطاوعنيش ابدا انى اساعده فى حاجة ممكن تأذيه
الجازية قامت من مكانها وقفت قدام ليلى و مسكت دراعها بحدة و قالت بغضب : لا هو انتى هيبقى قلبك على ابنى اكتر منى يا بت انتى
هنا ابراهيم قام شال ايد امه من على دراع ليلى و قال لليلى : ادخلى على اوضتنا دلوقتى يا ليلى و اقفلى على روحك
ليلى عملت زى ما ابراهيم قال لها من غير ما تنطق بحرف واحد ، و بعد ما قفلت على روحها ابراهيم بص لامه و قال لها : سؤالك اجابته عندى يا امة
الجازية : سؤال ايه ده
ابراهيم : لا هو انتى مش كنتى لساكى بتسألى ليلى ان كان هيبقى قلبها عليا اكتر منك ، و انا هجاوبك و اقول لك ااه يا امة .. ليلى طول عمرها من يوم ما اتجوزنا و هى قلبها عليا اكتر منك
الجازية بصدمة : بقى مراتك قلبها عليك اكتر منى يا ولا
ابراهيم بغضب من غير ما يعلى صوته : ااه يا امة قلبها عليا اكتر منك ، و انا عارف من يوم ما ابويا خطبهالى انك مابتحبيهاش لا انتى و لا عزيزة ، و هى كمان عارفة ، و رغم ذلك عمرها ماعاملتكم زى ما بتعاملوها ، و ما بتقوللكيش انتى بالذات غير كل كلمة طيبة
و من يوم ما اتجوزنا و هى ايدها بايدى فى كل كبيرة و صغيرة حتى فى الغيط ، رغم انها مش شغلتها و لا ليها فيه حتى
كام مرة كنت ابقى محتاج حد من اخواتى معايا يساعدنى وقت الرى و اللا الحرت و اللا اى شغلانة و انتى اللى كنتى بتمنعيهم عنى باى حجة مالهاش لازمة و تقوليلى مراتك عندك خدها معاك و كانت هى تسيب كل اللى فى أيدها و تيجى معايا و تبقى ايدها سابقة ايدى
الجازية بسخرية : و هو ده كده عشان قلبها عليك و اللا عشان تبين قدام الخلق انها هى اللى واقفة جارك
ابراهيم : و افرضى ، انا اللى يهمنى انها فعلا وقفت جارى و سندتنى ، و هى اللى مراعية البهايم و الزريبة لوحدها الا حيالا فى الاجازة بتاعة وهيبة بتساعدها ، و هى اللى بتحلب و تدرى تحت البهايم و هى اللى بتعمل الزبدة و الجبنة و تبيعهم كمان فى السوق
الجازية : و افرض ، ماكل الستات و البنات بيعملوا اللى هى بتعمله ، زادت عنهم ايه يعنى
ابراهيم : اومال بتزعقى لوهيبة ليه لما بتساعدها ، و مابتخليش عزيزة تعمل معاها ليه طالما كل البنات بتعمل
عزيزة : و لا هو انت عاوزنى اخدم على الست ليلى بتاعتك دى و اللا ايه يا ابراهيم
ابراهيم بحدة : اخرسى ، و اتكلمى بادب عن مراة اخوكى الكبير
عزيزة بنزق : مراة اخويا الجاهلة
مسعود و سليمان بحدة فى نفس واحد : عزيزة
عزيزة بامتعاض : هو فى ايه ، مالكم انتو راخرين
وهيبة شدت عزيزة من دراعها و قالت لها بزهق : و بعدها لك بقى ما تتلمى
عزيزة : انا ماقلتش حاجة غلط
ابراهيم قرب من عزيزة وقف قدامها و قال لها : الجاهلة دى اللى مش عاجباكى انتى و امى .. تبقى مراة اخوكى الجاهل برضة ، و اخوكى و مراة اخوكى الجهلة دول هم اللى كبروكى و عملوا لك قيمة يا بنت ابويا و امى
عزيزة بلخبطة : انا بتكلم عن مراتك مش عليك على فكرة
ابراهيم : تبقى انتى اللى جاهلة و عامية كمان يا عزيزة
ابراهيم رجع بص لامه و قال لها : انا كنت جاى اخد رايكم عشان تشوروا عليا و انا حاطط فى بالى انك اكتر واحدة هتعارضى الكلام اللى قلته ، ماكنتش حاطط فى بالى ابدا انك بايعانى للدرجة دى يا امة .. تصبحوا على خير
ابراهيم ادالهم ضهره و مال على محمد ابنه اللى عنده سبع سنين و اللى كان نايم على الكنبة .. شاله بالراحة بعد ما سمى بإسم الله و راح على اوضته فتحها و دخل بهدوء و قفل وراه من تانى بنفس الهدوء
وهيبة قالت لعزيزة : هتفضلى طول عمرك كده دبش و مابتحسسيش على كلامك قبل ما تقوليه
عزيزة : و هو انا قلت ايه غير الحقيقة
وهيبة : الحقيقة انك عديمة الاحساس
مسعود : و عديمة الرباية كمان
الجازية : حيلك منك ليها .. هى يعنى كانت غلطت فى بنت بارم ديله و اللا ايه
سليمان : لا حول ولا قوة الا بالله ، هو فى ايه يا امة ، هو انتى بينك و بين ليلى تار ، دى هى اللى شايلة الدار كلاتها على دماغها
الجازية : و ماتشيلش ليه ان شاء الله ، كانت مشلولة
مسعود بزهق : انا رايح انام ، انتو الكلام معاكم زى قلته ، بس لعلمكم ، لو ابراهيم طلعت فى دماغه ينقسم فى عيشته عننا .. يبقى معاه حق
ابراهيم لما دخل الاوضة بتاعته كانت ليلى قاعدة على الكنبة و دموعها على خدها و اول ما شافته قامت ساعدته ينيم محمد و عدلت الغطا عليه و بعدين مسكت ابراهيم من دراعه و قالت له : مش عاوزاك تزعل منى يا ابراهيم ، انا قلبى عليك
ابراهيم بابتسامة و هو بيحاول يدارى زعله : عارف يا ليلى .. و متأكد كمان
ليلى : يعنى مش زعلان منى
ابراهيم : هو لو على الزعل ، فانا زعلان
ليلى : ليه بقى
ابراهيم : لما تفكرى ترجعى بيت ابوكى لازم ازعل يا ليلى
ليلى برجاء : حقك عليا ، بس من رعبى عليك كنت عاوزة انبهك ان النتيجة مش هتبقى سهلة خالص
ابراهيم قعد على الكنبة بتنهيدة و قال : عارف يا ليلى ، بس برضة خدت على خاطرى منك
ليلى : حقك على راسى ، سامحنى ، و اوعدك انها ماتتكررش ابدا تانى
ابراهيم : ماشى يا ليلى
ليلى بحذر: هتسافر برضة يا ابراهيم
ابراهيم : لا يا ليلى .. مش هسافر
ليلى اترمت فى حضن ابراهيم بفرحة و هى لتمسح اثر دموعها من على وشها و قالت له : ايوة كده الحمدلله .. غمة و انزاحت
ابراهيم : الحمدلله .. اهو الواحد بيعرف حاجات ماكانش فى حسبانه انه ممكن يعرفها
ليلى : حاجات زى ايه
ابراهيم : ماتشغليش بالك
بعد كام يوم و هم كلهم متجمعين على العشا ، الجازية بصت لابراهيم و قالت : الا هو سعيد سافر خلاص
ابراهيم : ايوة
الجازية : اومال الجدعان اللى قالوا انهم هيسافروا له دول هيسافروا ازاى
ابراهيم باختصار : ما سألتش
سليمان : بيجهزوا حالهم يا امة ، الفلوس اللى محتاجينها يامة ، اهو اللى باع حتة ارض و اللى باع دهب امه .. و قدامهم بتاع اسبوعين تلاتة على مايسافروا
الجازية بامتعاض : حظوظ
ابراهيم ساب اللقمة اللى كان ماسكها و قال الحمدلله و قام من على الاكل فليلى قالت له بلهفة : ماكملتش لقمتك ليه يا ابراهيم
ابراهيم و هو خارج برة الدار كلها : شبعت ياليلى ، ابقى بس اعمليلى شاى و هاتيهولى برة
محمد ابن ابراهيم بص لليلى و قال لها باستغراب : هو ابويا و ستى مابيتكلموش مع بعض ليه يا امة
الجازية بسخرية : لا ما شاءالله نبيه زى امك
ليلى هى كمان قامت بعد ما اتطمنت ان محمود خلص اكله و راحت عملت الشاى ليها و لابراهيم و خرجت وديتهوله .. لقته كان قاعد على المصطبة قدام الدار و رافع راسه للسما و سمعته بيرتل بعض ايات القرآن الكريم بصوت اقرب للهمس و انتبهت انها سورة الضحى
فحطت الشاى جنبه و قعدت هى كمان و قالت : الله يفتح عليك يا شيخ ابراهيم ، و ان شاء الله ربنا هيمن عليك بكرمه و مش هيسيبك ابدا
ابراهيم : ادعيلى يا ليلى
ليلى : داعيالك من قلبى فى كل صلاة ، بس ليه حاساك متكدر و متضايق ، مالك يا ابراهيم ، اوعى تكون واخد على خاطرك من امك ، انت مش تايه عنها
ابراهيم : الايام بتجرى يا ليلى و العيال بيكبروا ، و عاوزهم يتعلموا علام حلو .. مش عاوزهم يطلعوا قليلين و لا جهلة زيى و بتعايروا بجهلهم
ليلى : اخص عليك يا ابراهيم ، قطع لسان اللى يقول عليك جاهل
ابراهيم بزعل : قالوا ياليلى ، حتى اللى منى قالوها من غير حيا و لا خشى
ليلى : عزيزة لسه عيلة يا ابراهيم مايتتاخدش على كلامها
ابراهيم : عيلة! العيلة دى انا اللى مربيها لحد ما وصلت للى وصلت له ، و بعدين لا يا ليلى مش عيلة ، عزيزة كبيرة كفاية انها تميز اللى يصح و اللى مايصحش ، و لو عزيزة عيلة .. امى كمان عيلة يا ليلى!
لسه ليلى هترد عليه سمعوا اللى بيقول لهم : العواف عليكو يا اولاد
ابراهيم وقف و سلم و قال : يعافيك يا ابة عيسى ، عامل ايه .. اقعد تعالى ده ليلى عاملة شوية شاى يستاهلوا بقك
عيسى و اللى يبقى ابو ليلى .. قعد و قال : و الشاى بتاعك وحشنى يا ليلى يا بنتى
ليلى قربت الشاى من ابوها و قالت : بالف هنا على قلبك يا ابة
عيسى : الله يهنيكى يا بنتى ، اومال محمد فين هو و محمود
ليلى : محمود لابد جوة جار وهيبة كالعادة ، و محمد كان بيتعشى
عيسى : الله يحميهم و يفرح قلوبكم بيهم
ابراهيم : تسلم يا ابة ، و ياترى عبدالله ( اخو ليلى الكبير و الوحيد و بيشتغل فى البحر الاحمر مهندس بترول ) مابيتصلش
عيسى : بيتصل و بيسلم عليكم كتير
ليلى : و مش ناوى ييجى قريب
عيسى : بيقول ناوى ، و يا عالم بقى
ليلى : عياله وحشونى اوى ، بقالهم كتير مانزلوش البلد
عيسى : اهو قاللى انه محوش الاجازات بتاعته عشان ييجى يقضى معانا رمضان كله ان شاء الله و العيد كمان
ابراهيم : ييجوا ينوروا الدنيا كلها
عيسى بص لليلى و قال لها : ماتعمليلنا دور شاى حلو كده تانى يا ليلى
ليلى قامت اخدت الكوبايات الفاضية و قالت : على عينى يا ابة حالا
عيسى : براحتك .. انا لسه هتكلم كلمتين كده مع جوزك على ما تيجى
بعد ما ليلى دخلت الدار .. عيسى التفت لابراهيم و قال له : انت مالك كده مش عاجبنى بقالك كام يوم
ابراهيم : ليه بس يا ابة مانا حلو اهو
عيسى : انا اللى اقول ان كنت حلو و اللا لا ، مالك و ما تكذبش عليا و تقول مافيش
ابراهيم بتنهيدة : مانت عارف يا ابة .. الحمل كل مادا و بيتقل ، و نفسى اعمل حاجة للعيال ، و اديك شايف الارض مابقيتش تجيب همها زى زمان
عيسى بسخرية : ياخى قول الحمدلله .. و هو يعنى ايه اللى بقى يجيب همه الايام دى يا ابنى ، بس هو ده بس اللى مغيرك كده؟
ابراهيم : الحمدلله يا ابة ، دايما حامده و شاكر فضله
عيسى : طب انا كنت عاوز اخد رأيك فى حكاية كده
ابراهيم : خير يا ابة
عيسى : انت عارف ان انا اللى براعى الارض بتاعتى ، و وقت الرى و العزق و الحصد بشوفلى كام نفر يساعدنى بالاجرة
ابراهيم : ايوة عارف
عيسى : و طبعا عارف ان عبدالله حاله زى حال اخواتك ، لا ليه فى الزرع و لا القلع ، و انا صحتى مابقيتش زى الاول ، و مش هفضل عايش لهم العمر كله هو و اخته
ابراهيم : ربنا يديك الصحة و طولة العمر
عيسى : مهما طول يابنى مش هنخلد فيها ، لابد من يوم ورقتنا تقع و نرجع للى خلقنا
ابراهيم : إنا لله و إنا إليه راجعون
عيسى : ايوة كده .. و انا اتكلمت مع عبدالله فى الحكاية دى و قلت له على رأيى و هو ايدنى فى كلامى و شجعنى انى افاتحك فيه
ابراهيم بفضول : خير يا ابة .. انا مش فاهم حاجة
عيسى : فيه انك اولى من الغريب يا ابنى
ابراهيم باستغراب : اولى منهم فى ايه
عيسى : انا اصلى فى الاول فكرت ااجر الارض
ابراهيم : خسارة يا ابة
عيسى : مانا رجعت برضة قلت زيك كده ، و فى الاخر ربنا هدانى للحل
ابراهيم : و اللى يبقى ايه بقى الحل ده
عيسى : انت عارف ان عندى تلت فدادين ، و وقت مايحين الاجل هيبقى عبدالله له فدانين و مراتك فدان ، فقلت انى هسلمك الفدان بتاع مراتك من دلوقتى تزرع و تقلع بنفسك و ريعه كله ليكم انت و ليلى
ابراهيم : ازاى يعنى يا ابة الكلام ده
عيسى : اسمع بس للاخر و بعدين ابقى اتكلم
ابراهيم : ماشى .. سامعك
عيسى : الفدانين بتوع عبدالله .. انت برضة اللى هتزرع و تقلع .. بس الريع فى الاخر بعد ماتحسب المصاريف هيبقى بالنص بينك و بينى و بعد ما اقابل وجه كريم يبقى بالنص بينك و بين عبدالله
ابراهيم : يا ابة انا اخدمك بعينى من غير ما اخد ايتها حاجة ، انت ليه بس بتقول الكلام ده ، ان كان على الارض من بكرة هراعيها معاك و ايدى بايدك ، و هاخد بالى منها زى ما براعى ارض أبويا تمام و لا تحمل هم حاجة ابدا
عيسى : اللى هيتعمل هو اللى هقول عليه و بس ، و اسمع منى للاخر
ابراهيم : هو كمان لسه فى اخر يا ابة
عيسى : ايوة فى .. الدار
ابراهيم بص على الدار بتاعة عيسى و قال : مالها الدار
عيسى : فضيت عليا يا ابنى ، من يوم ام ليلى الله يرحمها ما راحت و الدار مابقالهاش حس
ابراهيم بص له و سكت مستنى يعرف باقى كلامه ، فعيسى كمل كلامه و قال : انت و مراتك و عيالك قاعدين فى اوضة ، و انا الدار عندى دورين و فاضية ، ايه قولك تيجى انت و مراتك و العيال تملوا عليا الدار .. خدوا الدور الفوقاني و وسعوا على روحكم ، و اهو تبقوا نفس معايا ، و مانتوش بعاد برضة عن امك و اخواتك ، اديك جنبهم برضة و واخد بحسهم و واخدين بحسكم
ابراهيم بتردد : ايوة يا ابة ، بس حكاية الدار دى ممكن تزعل عبدالله
عيسى : عبدالله بييجى البلد و هو عارف ان الدار مفتوحة و عمرانة ، و لو الدار انقفلت بعد موتى مش هيهوب ناحية البلد تانى ابدا
ابراهيم : بس مهما ان كان حقه
عيسى : و هو موافق على كلامى ده بالحرف ، و لو انت مش عاوز تطلع فوق خليك تحت معايا ، بس انا بقول عشان ليلى برضة مهما ان كان ماتنحرجش منى
ابراهيم : هتنحرج من ابوها
عيسى : يا ابنى انا الشيب خط فى راسى بدل الخط خطوط و فاهم انا بقول ايه .. فكر فى كلامى ده من هنا لبكرة و تدينى رايك
ابراهيم : بكرة كده على طول
عيسى : خير البر عاجله
فى الوقت ده كانت ليلى خارجة بالشاى و سمعت اخر جملة قالها ابوها فقالت بضحك : مين فيكم ناوى يتجوز و مستعجلين عليه كده
و حطت الصينية و قالت : معلش اتأخرت عليكم بس كنت بروق مطرح العشا
عيسى مد ايده اخد كوباية الشاى و قام و قال : انا هروح اشرب كوباية الشاى الحلوة دى و انام طوالى ، و هبقى اجيب لك الكوباية الصبح
ليلى : يووه ، وهو انا لحقت اقعد معاك
عيسى مشى بعد ما قال لها : اقعدى مع جوزك بقى و اسمعى منه اللى قلتله عليه
ليلى فعدت باستغراب و فالت : هو ابويا ماله يا ابراهيم .. فى حاجة و اللا ايه .. ايه اللى حصل
ابراهيم : مش عارف يا ليلى ، بس اللى حصل ….
بعد ما ابراهيم حكى لليلى كل اللى ابوها قاله ، قالت له بفضول : و انت رأيك ايه
ابراهيم : مش عارف ، حاسس انه مش حقى ، لكن فى نفس الوقت حاسس ان ابوكى تعب و مش قادر على الحمل لوحده .. انتى ايه قولك
ليلى : ابويا بقالة حبة حلوين صحته مابقيتش عاجبانى و كمان قعدته لوحده مزهقاه
ابراهيم : ان كان على القعاد احنا ممكن نروح نقعد معاه مافيهاش حاجة و اهو ناخد بحسه و ياخد بحسنا و يتونس بالعيال
ليلى : و هتقول ايه لامك
ابراهيم بزعل : ماتشغليش بالك بامى ، امى كل اللى يهمها ان مصاريف الدار تفضل زى ماهى فى ايدها
ليلى : خلاص يا ابراهيم .. طالما هتوافق على حكاية الدار .. وافق كمان على حدوتة الارض ، و طالما برضا ابويا و عبدالله ، يبقى كله بحلال ربنا
و فعلا .. ابراهيم و ليلى نقلوا عيشتهم فى بيت عيسى ، و ابراهيم و ليلى صمموا يفضلوا معاه تحت و مارضيوش باخدوا الدور اللى فوق ، و ابراهيم قال ان عشان يفضل نضيف و مترتب لعبدالله لما يحب ينزل البلد فى اى وقت
الجازية فى الاول فرحت لما عرفت بموضوع الارض و كانت فاكرة ان ابراهيم هيضم ريعها على ريع السبع قراريط بتوعهم ، لكن ابراهيم قال لها : ده مال ليلى و فلوسها ، و حرام عليا لما اعمل كده
الجازية : طب و ما هو انت اللى هتشتغل فى الارض و لولاك مش هيبقى لها سعر
ابراهيم : و مانا برضة اللى بشتغل فى الارض بتاعة ابويا و ليلى كمان ايدها بايدى فى كل سهم فيها .. و فى الاخر طلعتونى انا و مراتى جهلة و مش اد المقام و مالناش قيمة يا امة
من وقت ما ابراهيم نقل عيشته عند عيسى بقوا كلهم يتجمعوا بالليل على المصاطب الاسمنيية اللى قدام الدور يتسامروا و يحكوا مع بعض على امور حياتهم ، لحد ما فى ليلة لقوا ميكروباص عدى من قدامهم و كان فيه اربعتاشر شاب من شباب البلد ، و كل اللى فيه شاوروا لابراهيم و اخواته الشباب اللى قاموا كلهم سلموا على كل اللى فيه و اتكلموا معاهم دقايق و رجعوا من تانى لمكانهم ، فالجازية قالت بمصمصة شفايف ممتعضة : شباب واعية و عارفة مصلحتها مش زى ناس
ابراهيم مابصلهاش و ابتسم بسخرية و سكت ، و سليمان قال : ادعيلهم يا امة ان ربنا يسلمهم و يجيبها معاهم سليمة
الجازية بامتعاض : هيسترها معاهم يا اخويا ، هم يعنى رايحين يحاربوا
مسعود : لا يا امة ، هيركبوا البحر و هم هربانبن و متحشرين فى مركب و هم عاملين زى علب السردين ، ربنا يلطف بيهم و يسلمهم
عيسى : ايوة يا اولاد ادعولهم ان ربنا يسترها معاهم
عدت الايام يوم ورا التانى و الدنيا شبه هادية مافيش جدبد غير ان ابراهيم و ليلى ابتدوا يراعوا الارض الجديدة مع أرضهم ، و كانت ليلى ملاحظة ان ابراهيم كلامه مع امه و عزيزة على الاد ، رغم انهم بيتكلموا معاه عادى ، بس هو كلامه معاهم مش اكتر من السلام و رد على اى سؤال يسألوه ، بس فضلت انها ماتسألوش و ماتتدخلش بينهم
لحد ما فى يوم كان عدى على سفر الشباب لايطاليا حوالى اسبوعين ، و كانت ليلى مع ابراهيم و عيسى بيستعدوا للنوم و فجأة سمعوا صوت صريخ و صويت عالى جاى من بعيد ، و شوية بشوية كانت الاصولت بتعلى و تكتر و تقرب و تتعدد مصادرها ، فابراهيم و عيسى خرجوا وقفوا على باب الدار و لقوا مسعود و سليمان و قدرى هم كمان فتحوا الباب عندهم يشوفوا فى ايه ، فعيسى قال .. هو فى ايه يا اولاد
قدرى خرج و قرب من الطريق و قال : الصوت مش جاى من حتة واحدة ، ده من كذا ناحية
شوية و ناس كتير اتجمعت و وسط دوشة و لغط مش مفهوم واحد قال : المركب كلها غرقت قدام ليبيا و مانجيش منها غير تلاتة
ابراهيم بخضة : تقصد انهى مركب يا عبد العزيز
عبد العزيز : المركب اللى كانوا مسافرين عليها لايطاليا
ابراهيم و عيسى و اخواته فى نفس واحد : لا حول ولا قوة الا بالله ، لا حول ولا قوة الا بالله
عيسى : جيبتوا الكلام ده منين يا عبد العزيز
عبد العزيز : فخرى ابن ابو عيطة .. كلمهم فى البيت عنده و حكالهم على اللى حصل و قال لهم ان ماحدش نجى غيره هو و يونس و سامى ولاد عمه اكمنهم بيعرفوا يعوموا كويس ، لكن سامى فى المستشفى عشان راسه اتخبطت فى صخرة باين و اللا مش عارف فى ايه بالظبط و حالته خطرة و فى المستشفى
وهيبة بعياط : يا حسرة امهاتهم عليهم يا نضرى
ليلى بعياط و هى حاضنة دراع ابراهيم بخوف و رهبة : الحمدلله ان ربنا هداك ، الف حمد و شكر ليك يارب ، يا عالم حالنا كان هيبقى ايه دلوقتى
ابراهيم بص ناحية امه لقاها بتهرب بعينها اللى مليانة خوف و دموع من عينيه ، و لفت بجسمها و رجعت على دارها من غير كلام و عزيزة و وهيبة هم كمان دخلوا وراها ، و وهيبة بصت لامها و قالت لها : لولا اللى ليلى عملته كان زماننا بنتحسر احنا راخرين دلوقتى على ابراهيم و مكويين بناره .. الحمدلله ، على الله بقى تهدى شوية من ناحيتها يا امة ، و متهيألى كلنا عرفنا قيمتها من يوم ما انقسمت عنا و بقى معظم يومها فى الارض مع جوزها
عزيزة : ااه ياختى .. امسكيها فرصة بقى و اقعدى بكتى فينا
وهيبة : ياختى انا لا ببكت و لا بزفت .. انتو حرين .. انا خلصت ضميرى منكم ، بس ابراهيم من يومها و هو زعلان و مكسور من كلامك يا ست عزيزة ، و من كلامك برضة يا امة
عزيزة : بكرة ينسى ، ابراهيم مابيشيلش فى نفسه
وهيبة : طب مافكرتيش انه كان ممكن يسافر و يغرق زى اللى غرقوا و هو زعلان منك ، مافكرتيش فى حالك وقتها كنتى هتبقى عاملة ازاى يا عزيزة
عزيزة بزهق : يووووه بقى ، دماغك شوية
الجازية قامت مرة واحدة و راحت ناحية برة ، لقتهم كلهم قاعدين على المصطبة و هم عمالين يحوقلوا و يتشاهدوا ، فقربت من ابراهيم و شدته مرة واحدة قومته من مكانه و خدته فى حضنها و هى بتقول بزعل : بركة انك بخير يا ضنايا .. الحمدلله ان ربنا خلاك ماتسافرش و تفضل وسطينا
قدرى : طبعا يا امة ، الحمدلله
مسعود : الف حمد و شكر لله
ابراهيم كانت دموعه فى عينيه ، لكن اخيرا حس انه مهم عند امه ، يمكن ماحسيتش بقيمته غير دلوقتى بس على الاقل حست قبل فوات الاوان
💥💥💥💥💥💥💥💥💥💥
المال مهم ، و مهم اوى كمان ، لكن اللى اهم من المال .. هو الطريقة اللى هييجى بيها المال ده
الهجرة الغير شرعية هتخلى قرشك فيه شبهة حرام لانك هتاخد حاجة اصحابها مش راضيين عنها
هتقوللى مانا اشتغلت و طلع عينى و.. و.. و ..و…
هقولك طالما دخلت بلد بطريقة غير مشروعة فقرشك هيبقى غير مشروع
ليه نعرض نفسنا للمهالك ، ده ربنا سبحانه و تعالى قال فى كتابه العزيز ،، وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ،،[البقرة:195]
ليه نبقى عارفين الخطر و شايفينه و برضة نفضل مكملين بمنطق اصل يمكن حظنا يطلع احسن من اللى سبقونا
ليه نستلف و نندين و نخلى اهالينا يبيعوا اللى قدامهم و اللى وراهم على حاجة فيها مخاطرة كبيرة بالشكل ده
عاوز تسافر .. سافر ، السعى مش عيب و لا حرام ، بالعكس السعى مطلوب ، بس نسعى بالحلال عشان يبقى طريقنا و زادنا و مالنا كله حلال ، القرش السحت بيضيع قصاده ملايين حلال ، مافيش احلى من لقمة عيش حلال حتى لو كانت حاف
عاوزين لما نحلم نعمل حسابنا اننا مانصحاش من حلمنا على كابوس طابق على ايامنا و عمرنا
اسكريبت .. لقمة عيش
بقلمى .. ميمى عوالى
بحبكم فى الله ..❤️
أنت تقرأ
لقمة عيش
Short Storyاجرى با ابن ادم جرى الوحوش . غير رزقك لن تحوش لقمة عيش .. اسكريبت بقلمى .. ميمى عوالى