بداية لعنتي...

1.2K 58 6
                                    

يقال ان اهم شيء في الحياة هو التوقف عن قول أتمنى و البدء في قول سأفعل....
نصيحة من ذهب تخرج من اناسٍ من خشب، لم تدرك حقيقتهم ولكنها طبقت مقولتهم وهاهي الان عازمة على تحقيق حلم طفولتها....
ميلانو-إيطاليا:
ناظرت أديمها المنعكس على غلاف كراسها لبضع دقائق قبل ان تأخذ نفسًا عميقا..." ادعى تايجان.. تايجان آلبيتسي بالثامنة عشر من عمري خريجة ثانوية اكيستريا الايطالية وطالبة فجامعة اكويليا للطب و اليوم هو اليوم 13،الثالث عشر منذ عزمي على تحقيق حلم طفولتي«إختراع آلة للسفر عبر الزمن» "هذا ماكتبته لتمزق تلك الورقة و تلسقها في حبل ملسق بالحائط احتوى على اثني عشر ورقة بدت انها تحمل نفس الرسالة.
تراجعت بضع خطوات للوراء لتناظر ذلك الحبل بفخر ثم سارعت في جمع مستلزماتها المدرسية داخل محفظتها لتخرج متجهة الى الجامعة؛ وضعت السماعات في اذنيها لتصعد الحافلة و تجلس في احدى المقاعد المحاذية للنافذة.. وصَلَت للجامعة بعد وقت ليس بقصير لتكمل نهارها كالمعتاد ساعتين دراسة ثم ربع ساعة راحة ثم ساعة في المكتبة و اخيرا ساعتين دراسة.
عادت بعدها الى المنزل منهكة ولكنها رغم ذلك صعدت لتجهز نفسها فمن عادات تايجان الخروج مع صديقاتها ليلا لقضاء بعض الوقت الممتع، كان كل شيء يسير على مايرام الى ان أرادت تشغيل محرك السيارة.. حاولت تشغيله عدة مرات لكن دون جدوى كانت هذه اول مرة يحدث هذا معها فتايجان من النوع المحافظ، أغراضها دائما ما تبقى بحال جيد لفترات طويلة وهذا كان سبب استعمالها للحافلة للذهاب الى الجامعة من اجل تجنب ارهاق المحرك و في هاته الحالة كان البنزين مملوء والمحرك سليم فلم تستطع معرفة اين العلة. ألغت تايجان مخططاتها تلك الليلة بسبب شعور الغضب الذي انتابها صعدت لغرفتها لتغلق الباب بقوة مما جعل الكوب الزجاجي الموضوع جنب سريرها يسقط ليتحطم كلياً، تنهدَت حينها بإحباط لتتجه نحوه بغية تنظيف ما تسببت به لكن ماإن نزلت إلى مستوى الزجاج حتى رأت لون الماء يتغير من لونه الأزرق الشفاف العادي الى لون بني براق.. لم تدرك المعجزة التي حدثت أمامها حتى شعرت بصداع وألم قوي مستوى رأسها لتمسك به من شدة الالم ولم تمر دقائق حتى اغمي عليها.

..... إستيقظت لتجد نفسها في المستشفى و يحيط بها مجموعة من الاشخاص ذات بشرة بيضاء شاحبة و شعر اسود غرابي و عيون ملونة من أخضر و ازرق يرتدون ملابس قد تبدو غريبة في عصرنا الحالي و فوق رؤوسهم قبعات سوداء؛ لم تستطع تايجان معرفة إن كان المنظر الذي امامها حلم ام حقيقة رغم ذلك لم تعرهم اهتماما كبير بقدر الاهتمام الذي اعارته لتصميم المستشفى، لم تكن ابدا كإحدى المستشفيات التي نجدها في قرننا الحالي لا في شكلها ولا في الادوات المخصصة للعلاج بها. بعد فحصٍ سريع قامت به اعين تايجان وجهت نظرها لاحد الغرباء امامها لتردف:« أنا اسفة ايمكنك اخباري اين انا؟» نظر الغريب الى رفقائه باستغراب ليجيبها:
«Sorry I don't understand ur language can u speak english?»
قالها بلهجة بريطانية خشنة جعلت تايجان تنصدم من هذا، كيف يتحدثون بالبريطانية و قبل قليل حدّثَت صاحب المخبزة بالايطالية؟ حاولت التحكم في تعابير وجهها لتعيد طرحها للسؤال بالانجليزية ليجيبها الرجل مجددا:«أنتِ في المشفى الملكي الامير نفسه هو من احضركي الى هنا!»إإتسعت حدقاها فور سماعها لكلمة امير.. هل حقا هذا ماقاله ام انها تهلوس؟ الامير؟ مشفى ملكي؟ أليست بعض الخزعبلات التي درستها في التاريخ عند تطرقهم لدرس تعدد المماليك عبر العصور؟ أسئلة كثيرة دارت بعقلها لكن سؤال واحد كان أهمهم بالنسبة لها«إن كان ماقاله الرجل صحيح فهل هذا يعني انها متواجدة في حبكة زمنية غير حبكتها؟» ولتجيب على سؤالها طرحت سؤالا واحدا« عذرا في اي سنة نحن؟» وهنا كانت الصاعقة....الاجابة التي خشيتها وفي نفس الوقت ارادت سماعها« نحن في سنة 1898 سيدتي» مزيج مخطلت من الاحاسيس شعرت به انذاك لم تستطع استعاب الامر ولكن لم يكن لديها الوقت لذلك فلم تمر دقائق حتى طرقت الباب احدى الخادمات التي جلبت معها فستان انيق من العصر القديم لتضعه فوق سريرها« آآنستي الامير أكسل يود مقابلتك تفضلي هذا الفستان هو ينتظرك في مكتبته!» اردفت لتنحني ثم ذهبت....
أخذت تايجان الفستان لتناظره باعجاب غيرته سريعا لتناظر نفسها بمرآة الحمام كان الفستان جميل حقا.. طلبت الخادمة من تايجان اتباعها حتى تدلها على طريق المكتبة لتفعل تايجان ماطُلب منها كانت تناظر الجدران و اللوحات المعلقة عليه طوال الطريق بذهول لتستوعب شيئا فشيئا اين هي حتى قاطع حبل افكارها صوت الخادمة «سيدتي... سيدتي! لقد وصلنا و استسمحك عذرا سأذهب لدي عمل اقوم به» ابتسمت لتنحني و تغادر، تبسمت لها تايجان بدورها من باب الاحترام لتبقى تناظر خطواتها و هي تبتعد حتى غابت عن ناظرها لتتنهد بتوتر قبل ان تطرق الباب بتردد... بعد وقت قصير سمعت الرد من الداخل "نعم! تفصل بالدخول" وضعت يدها على مقبض الباب لتدره و تدفعه بتردد بعدما اخذت نفسا عميقا
«اردت رؤيتي سموك؟» قالتها بتوتر لتحمر وجنتيها خجلا و بدون سوابق سمعت صوت قهقهة ضعيفة لترفع رأسها مناظرتا الامير لتتفاجأ من ما رأته..
..... امير بمعنى الكلمة شاب يبدو في بداية العشرينات ذا بشرة حنطية و اعين سوداء ليست واسعة أسنانه ناصعة البياض تلفت الانتباه و انفسه منحوت، طوله قد يتراوح بين 180 و 185 سم و شعره حريري مقصوص باحتراف و هيئته تدل على صفاته النبيلة و كونه ذا منصب مهم ليردف بهدوء و الابتسامة رسمت على شفتيه«اجل اجل تفضلي بالجلوس يا انسة كيف حالك؟!» قال وهو يشير لها بالجلوس على المقعد المقابل لخاصته لتجلس بتردد و تردف«بخير سموك لكن ايمكنني سؤالك ما سبب رغبتك برؤيتي؟»
تبسم الامير ليردف«لاشيء جدير بالذكر اردت فقط الاطمئنان على من انقذتها اليس من حقي فعل هذا؟»
«لا ابدا سموك لم اقصد ذلك بسؤالي وانا اسفة على سوء ظني وانا ممتنة جدا واقدر ما فعلته لكن ايمكنني سؤالك كيف انتهى بي المطاف هنا فانا حقا لا اتذكر»
ناظرها أكسل حينها بنظرة مزجت بين الحيرة و القلق ليردف«فانيسا احقا لا تتذكرين اي شيء؟»
....

لعنة فيكتوريا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن