جلس الأصدقاء الثلاثة (مروان) و(زياد) و(أمل) مع (حمزة) ورجلًا وامرأة آخرَين من الجن يستمعون إلى تعليماته بشأن الظرف الطارئ الذي قَدم باثنين من البشر لم يكن من المتوقع أن يزورا عالم الجن تحت أي ظرف من الظروف.
كان الرجل والمرأة الآخرَين يميل لون بشرتهما إلى الأرجواني، وكان الرجل ذو شعرٍ طويلٍ وناعمٍ ذي لونٍ أسودٍ فاحم.
عرَّفهما (حمزة) بالسيد (تابان) والسيدة (بوهيره) وقال من عشيرة (السناوسة) التي تمتاز بدقة عالية في تقليد الأشكال التي تتشكل بها وأنهما سيساعدان كُلًّا من (مروان) (أمل) في تغطية اختفاءهما من المنزل، حيث طلب منهما إعطائهما عناوينهما وأرقام هواتف والدَيهما حيث أنهما سيقابلان والدي كلٍّ منهما في هيئتهما وسيخبِرانهما بحُجَّةٍ مُتقنةٍ يلفِّقانها لهم تُبَرِّر غيابَهما عن المنزل لمدة أسبوع، وستتَضَّمن ضياع هاتفيهما وسيعطيانِهِما أرقامًا بديلة مؤقتًا للتواصل معهما، وسيقضيان المهمة شاكرين ويعودان لعشيرتهما، وسوف يبقى بعض أفراد عشيرة (بني كهيال) يتابعون الموقف تحسُّبًا لأي طارئ.
وفور انتهائه من الشرح تشكل (تابان) في هيئة (مروان) الذي قال في انزعاج:
- إيه شغل العفاريت ده؟
نظرت (أمل) بانبهار إلى السيدة (بوهيره) وهي تتموج هي الأخرى حتى استقرت في شكلها وحجمها كأنها تنظر إلى نفسها في المرآة وقالت:
- كده الشكل تمام، بالنسبة للصوت بقى؟
تنحنحت السيدة (بوهيرة) وقالت بصوت مطابق لصوت (أمل):
- هل يبدو صوتي مألوفًا لك.
وقال (تابان) بصوت مماثل لصوت (مروان):
- لا تخف يا سيد (مروان) سنطمئن والديك وننصرف بهدوء.
كان (مروان) يتقبَّل الأمر بصعوبة، فوجود نسخة ثانية مطابقة له تتكلم معه بنفس صوته وكأنه هو، أمرٌ استثنائي يحتاج إلى وقت لتقَبُّلِه فقال:
- وحضرتك يا سيد (تعبان) لما هتتكلم مع بابا هتقول له "كيف حالك يا أبي، سوف أتغيب عن المنزل قليلًا" ولا إيه بالظبط؟ أكيد هيكشف طريقة كلامك؟
- اسمي (تابان) يا رياسة مش (تعبان)، ومش عاوزك تقلق يا كبير، أبوك هنشيله فوق دماغنا.
ضحك (زياد) وقال:
- ده طلع من بولاق.
قال (حمزة):
- حسنًا، هل من أمرٍ آخر؟
قالت (أمل):
- أنا سمعت من (زياد) إن في علماء هنا أشبه بعلماء الفيزياء عندنا، صحيح الكلام ده؟
- بالطبع يا سيدتي فلسنا أمة من الجهلة، ولكن علومنا تختلف بالطبع عن علومكم، فقوانين عالمنا تختلف عن قوانين عالمكم.
- ينفع أقابلهم؟
- لقد طلَبْتُ من (نائلة) ابنتُ عمي اصطحابك في جولة تعارف للفتيات في القصر أحسَبُ أنها ستساعدك على إمضاء وقتك هنا، ولكن إن كنتِ ترغبين في هذا فسَأعطي تعليماتي لمجلس العلماء ليتعاونوا معكِ فيما تريدين.
صفَقَّت بيديها كالأطفال، ثم أعادتهما إلى جوارها في حرج، فتابع:
- هذه الحجرة هي حجرتي الخاصة، تم إفراغها من جميع متعلقاتي استعدادًا لاستقبال السيد (زياد)، ولكن نظرًا للظروف الطارئة سوف تكون خاصة بالسيدة (أمل) وسوف تُحضِر لكِ (نائلة) ما تحتاجين إليه، أما السيد (زياد) والسيد (مروان) فسيقيمان بالحجرة المجاورة، والتي يتم الآن تجهيزها لهما وسيجدان فيها كل ما يحتاجانه بإذن الله، هل هناك أي استفسارٍ آخر؟
قالت (أمل):
- هو مش استفسار الحقيقة هو مجرَّد توضيح بسيط.
اتجهت إليها أنظار الجميع فتابعت بخفوت: أصلك عمَّال تقول من ساعة ما قعدنا السيدة (أمل)، السيدة (أمل)، فحبيت أصحح لك المعلومة.
أخذ (مروان) و(زياد) يحدقان في سقف الحجرة بعد أن فَهِما ما ترمي إليه، وسأل (حمزة):
- كيف؟
أجابته في ثقة:
- آنسة، اسمي الآنسة (أمل).
أنت تقرأ
ميثاق
Horrorأخذ يُقَلِّب الدِّماءَ مع رَمَادِ الورقة ثم سَكَبَها على يده اليمنى وطلب من (زياد) أن يمد له كفَّهُ اليمنى وأطبق عليها بكَفِّه المملوءة بالدماء وأخذ الخليط يتساقط من كفَيْهِما وقال: ردد معي ما أقول.. بسم الله الملك.. قاهرِ الجبابرة.. ومالكِ الدنيا و...