انتهى (حمزة) من وضع الدواء على موضع إصابة (زياد) وقال:
- اترُكهُ لحَظَاتٍ ليَجِف قبل أن ترتدي ثيابك.
فعل (زياد) ما طلب وفي عينيه نظرات الغضَبِ والتَّسَاؤُلِ، وأخذ يتابع (يورقان) وهو يتحرك في الغرفة ذهابًا وإيابًا ويضرِب كفًا بكف ثم قال مخاطبًا (حمزة):
- ما الذي أتى بك إلى هنا أيها الأحمق؟
أجابه (حمزة) في هدوء:
- لقد أحضرت الدواء لعلاج (زياد)، لا أعرف أنَّى لدواء بسيط كهذا ألَّا يتواجد في هذا المكان؟
أجابه بحنق:
- اعذرني يا سيادة ولي العهد فكما لاحظت جلالتك لا يعيش أمثالنا في القصور التي تعودت أنت على العَيْشِ فيها لذلك توجد بعض الكماليات البسيطة التي تنقصنا.
ثم تابع في حدة:
- أين تظُنُّ نفسَك يا (حمزة)، أنت لا تعرف كم نعاني من أجل الحفاظ على هذا المكان والحفاظ على استمرار الحياة فيه؟
أجابه (حمزة):
- بل أعرف جيدًا ما هو حال المكان يا (يورقان)، فقلد قُمتُ بتأسِيسِهِ معك إذا كنت تتذكر، ولكن الدواء شيئًا أساسيًا، ماذا إن أصيب أحد الأطفال؟
ثم تابع في حدَّةٍ:
- دَعكَ من هذا الآن، لقد كدت تقتل (زياد) مع عِلمِك بما يُمَثِّلُه لي من أهمية، إن كنت لا تستطيع الحفاظ على سلامَتِهِ لأجلي فلتفعل ذلك لأجل والدك.
- لقد كان يحاول الهرب، وكلما أمسكنا به يحاول الهروب ثانية، كان لابد أن نوقفه.
نظر (حمزة) إلى (زياد) في تساؤل فقال:
- انت عاوزني أبقى محبوس وفي فرصة موجودة إني أهرب ومحاولش؟!
ثم تابع في انفعال: وبعدين ممكن تفَهِّمني إيه اللي بيحصل بالظبط، والتمثيلية اللي انتم عاملينها عَلَيَّ دي عاملينها ليه؟ والجرح والحبس لزمتهُم إيه؟ أنا اللى عاوز إجابات، مش انت اللي المفروض تعاتبني؟
قال (حمزة) في هدوء:
- أولًا أنا أعتذرُ مِنك وبِشِدَّةٍ عمَّا سَبَّبْناه لك من ألم، ولكن كان من المفترض أن يتم علاجك في وقت فقدانك للوعي ولا تشعر به من الأساس، وهذا ما حدث مع السيد (مروان) والآنسة (أمل)، تم علاجهما أثناء فقدانهما الوعي وعندما أفاقا كان الألم قد زَالَ نهائيًا، إلا أن (يورقان) لم يمتلك الدواء اللازم لعلاجك فكما ترى أنه من الصعب الحصول على بعض الأشياء في هذا المكان.
انتبه (زياد) فجأة إلى أنه لا يشعر بالألم في موضع الإصابة فنظر إليه يتفقده فلم يجد أي أثرٍ للجُرحِ، فارتدي رداءه قائلًا:
- ده ميمنعش إنك خطفتني وحبستني وعاملتني بمنتهي قلة الذوق.
- لابد أن تعلم أنني اتفقت مع (يورقان) على معاملتك معاملة كريمة وأن يَهتَّم بك هذه الليلة فقط، حتى يتبين أمر عودتك من عدمه.
أنت تقرأ
ميثاق
Horrorأخذ يُقَلِّب الدِّماءَ مع رَمَادِ الورقة ثم سَكَبَها على يده اليمنى وطلب من (زياد) أن يمد له كفَّهُ اليمنى وأطبق عليها بكَفِّه المملوءة بالدماء وأخذ الخليط يتساقط من كفَيْهِما وقال: ردد معي ما أقول.. بسم الله الملك.. قاهرِ الجبابرة.. ومالكِ الدنيا و...