كان (مروان) راقدًا على فراشه يحدق في فراش (زياد) الخالي وهو يفكِّر فيما قد يكون قد حَلَّ به الآن.
كان متيقنًا أن (آزريل) هذا هو من دَبَّر حادث اختطافه، ولولا تعليمات (حمزة) المُشّدَّدَةِ ألا يفعل شيئًا متهوِّرًا لذهب إلى حجرة (آزريل) وانهال عليه ضربًا حتى يخبِرهُ بمكانِ صديقِهِ.
قطعت أفكاره طرقاتٌ على باب الحجرة ففتحه ليجدَ أمامَهُ رجلًا مُسِنًّا من الجن ذو لحية طويلة وبجواره أحد الحرَّاس يقول:
- السيد (آزريل) يريد التحدث معك.
- السيد (آزريل)، أهو ده المعني الحرفي للمثل اللي بيقول اللي بيخاف من العفريت يطلع له.
قال (آزريل):
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قالها بهدوء ليُشعِر (مروان) بالإحرَاجِ من مقابلته بهذه الصورة الهجومية بدلًا من أن يقوم بإلقاء السلام.
قال (مروان) في برودٍ:
- تصَدَق محستش بأي إحراج.
- أنا لا أريد أن أُشْعِرَكَ بالإحراجِ يا سيد (مروان)، إنما أرَدتُّ الحديث معك بشكْلٍ ودِّي، فربما تجدني مفيدًا لك بأي شكل من الأشكال.
قال (مروان) بعد تردُّد:
- اتفضل.
- اعذرني يا سيد (مروان)، فهذه منطقة (حمزة) الخاصة وسوف أتسبَّبُ لنفسي بحرجٍ شديد إذا وجدني جالسًا مع ضيْفِهِ في منطقتِهِ دون عِلمِهِ، هلَّا سِرنا سويًا في الهواء الطَلقِ لبعض الوقت.
تردد (مروان) ثانية فقال (آزريل):
- لو كنتُ أريدُ بِكَ شرًا، لم أكن لآتي بنفسي، ولكان حراسي الأشِدَّاء قد قاموا بما يتَطَلَّبُه الأمر.
أقنع نفسه بصدقِهِ بصعوبةٍ وخَرَجَ إليه لسيرا قليلًا في أروقة القصر وقال:
- خير؟
- خيرًا يا سيد (مروان)، خيرًا بإذن الله، سوف أكون مباشرًا معك قدر الإمكان، أنا أعلم أنك تظن أنني من قام باختطاف صديقك أليس كذلك؟
لم يُجِبْهُ (مروان) فتابع:
- سأعتبر هذه موافقة، وبالطبع إذا أقسمت لك أني لم أفعل هذا فلن تقتنع، لأنكم لا تثقون هنا إلا بـ(حمزة).
- مين اللي قال إن أنا بثق في (حمزة)، كل اللي بيحصل لنا حاليًا بسببه، مع احترامي ليكم جميعًا، أنا مبثقش بأي شخص هنا.
- يبدو أنك أذكى كثيرًا مما كنت أتوقع يا سيد (مروان)، فلقد وفَّرتَ عليَّ الكثير من الشرح، فـ(حمزة) بالفعل ليس أهلًا للثقة بسبب أفعاله المتهوِّرَة.
كاد (مروان) أن يخبره أنه لا يثق به هو أيضًا إلا أنَّه تابع:
- ولا أنا أيضًا يا سيد (مروان) أهلًا للثقة، حتى لا تظن أنني أحاول استمالتك، لا أحد في هذا القصر يُمكِن أن تثق به، ولكن يمكن أن تجمعنا مصلحة مشتركة، أنت تريد صديقك وأنا أريد أن أعرف ما يدبَّرُه (حمزة)، وأنا أعدك بأنني سأعيد لك صديقك وأعيدكم جميعًا إلى عالمكم في مقابل أن تعرف لي ما يدَبِّرُه (حمزة).
- انت لسه قايل حالًا إنك مش أهل للثقة، أضمن منين إنك تنفذ كلامك؟
- لا تخبرني بشيء قبل أن يعود صديقك، أظن هذا أكبر ضمان لك.
همَّ (مروان) بالرد إلا أن أحد رجال (آزريل) لحِقَ بهم ومَالَ على سيدِهِ يُخبِرُهُ بأمرٍ ما جعل (آزريل) يقول:
- لا تُجِب الآن يا سيد (مروان)، فَكِّر جيدًا بالأمر وإذا قرَّرتَ التعامل معي فمن السهل الوصول إلي.
ثم تركه وانصرف.
أنت تقرأ
ميثاق
Horrorأخذ يُقَلِّب الدِّماءَ مع رَمَادِ الورقة ثم سَكَبَها على يده اليمنى وطلب من (زياد) أن يمد له كفَّهُ اليمنى وأطبق عليها بكَفِّه المملوءة بالدماء وأخذ الخليط يتساقط من كفَيْهِما وقال: ردد معي ما أقول.. بسم الله الملك.. قاهرِ الجبابرة.. ومالكِ الدنيا و...