6| مَنـطـقـة خطــر

50 2 0
                                    

-♡-
{Seul sur des traces profondément gravées}
ـــــــ

أنـا تجـسـيِّـدًا للـغُـربَـة؛ باردة لا وِصال بِها، تحصد الكثير ورصيدها صِـفـر.

لا أحد مُنتماه الغُربَة..إلايِّ!

وحتي إن حاولوا "ببسالة" الإنتماء إلى خرابِ قلبي، تَموت المُحاولة عِند أعتابه..وتلكَ أقصى مكانة يُمكنهم بلوغها؛ لا عاقِل يَنبش عن الإستقرار داخِل حُطامٍ، وحتى الحالمين تبتلعهم التعاسة في النهاية.

أنا أشبه السُمّ، ضَروري وإن زاد يَقتِل.

دَفع الناس عنِّي أصبح غريزة بيِّ..حتي وإن كان يَربطنا دمًا واحِد!؛ لم تَكُن الدماء يومًا ميثاقًا مَتين، فأقرب النَاس إليِّ إستباحوا الغَدر بيِّ وهَدروا حَق الدماء التي بيننا.

يُوجَد خيِّرون بالحياة؟..لا أهتمُ للبحثِ أو إكتشافهم؛ ولكنِّي أهوى كشف أصحاب الأقنعة أكثر، إسقاط الأقنعة مُتعتي الشخصيَّة لأُذَكِّرُ ذاتيّ دائمًا بالحِرصِ على "دَفع الناس عنِّي".

«هل ستبقى مكانكَ؟، كنتُ أتوقعُ منكَ عناقًا أو قُبلة» ألقى جايكوب هُرائه علنًا مُجددًا، لأزفرُ والضيق يحكي بين حاجبيِّ قصائِد؛ كنتُ أحدقُ به طويلًا ثم سألته بهدوء: ما الذي أتى بكَ إليِّ؟

رأيتُ تلك اللمعة المرحة بعينيِّه الزرقاء تَبهت؛ تَنهدَ هو بصوتٍ عالي ثم إستقام بطوله وإقتربَ منِّي حتي وقف أمامي مُباشرة وفاجئني بذراعيِّه التي إمتدت تحيط كتفيِّ.

«أخبرتُكَ بالفعل أنني إشتقتُ يا أبي، ولكن ها أنتَ ذا لم تُصدقني مِثل كل مرَّة» صوته الذي كان بالقرب من أذني كان مُزيجًا من التعاسة والسُخرية..

دفعته عنِّي برفقٍ أنهي مُحاولة ذلك الطائش بإنعاشِ قلبًا مات مُنذ سنوات، ليس لديِّ ما أفعله حيال ذلك.

«تَوقفَ عن مناداتي بذلك الهراء جايكوب» أمرته وأنا أتخطاه لأذهب نحو مكتبي، ليقترب هو أيضًا ودَنى يجلس فوق المقعد أمامي مرَّة أخرى قائلًا بعناد: ليسَ قبل أن تتوقفَ أنتَ عن قول تلكَ الـ"جايكوب" اللعينة.

ثُم أكمل وهو يبتسم بجانبيَّة: ثم ألستَ من تولِّي أمري مُنذ وفاة السيِّد أنتون هاريسون؟، إذًا أبي لا تفرق كثيرًا عن أخي الكبير؛ أم أنكَ تخافَ أن تهرول النساء بعيدًا عنكَ وتصبح رسميَّا السيِّد الأربعينيِّ الأعزب؟

كنتُ أقابلُ حواره المَرح -من وجهة نظره- بملل، تقلصت إبتسامته حينما فقد الأمل كُليَّا ثُم حمحم قائلًا بجديَّة تلك المرَّة: كيفَ حالك ديفورت؟، كنتُ أتصلُ بكَ لأيامٍ ولم أجدُ منكَ رد!..كنتُ أريدكَ أن تنتظرني اليوم في المطار يا رجل، هل حقًا لم تشتاق إليّ؟

Untouchable man| عقـدة ثقة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن