طريق البحث عن راحة الروح

6_بين الحق والباطل

كانت السماء قد غُطيت بحلتها السوداء، وهي تمطر
حذق بتلك القطرات وهي تتراشق في ارضيةِ الطريق..

شعورٌ بنّقص تسلل الى قلبه، ترك فراغاً عميقًا في دواخله..

مر الوقت وهو على تلك الحال يتأمل حتى انهكهُ التفكير المفرط.. ليقرر إكمال طريق عودتهِ اخيراً..

7:35م..

فُتح باب المنزل.. وتلك العائلة تجلس على مائدة الطعام..
خلع حذائِهِ ومعطفه المبتلان من المطر ليتوجه الى تلك المائدة التي يتوسطها والدهُ الذي يجلس مُقابل بوابة الغرفة

ساد الهدوئ في تلك الغرفة عند اطلالهِ عليهم، وعلامات التوتر كانت باديةً على امهِ واخته..

اشخصهُ والدهُ ببصره وتظهر عليه اثار الثماله، لكن ويجيا اراد تجاهل تلك النظرات، ليَهُمْ بالجلوس قائلاً:

" مساءُ الخير، اعتذرُ من تأخري"

اعتلى صوت والده صارخًا فجأةً وهو يهم بنهوض من مكانه بترنح:

"سودت وجهي.. أهنتني امام الناس وجعلتني اضحوكةً لهم بسببك...

ويجذب تلك الاواني من على المائدةِ لتتبعثر امامه تحت انظار ودهشةِ ويجيا ليقف مذهولاً

.. انت عارٌ علي وعلى عائلتك .. اذهب وتسكع كما يحلو لك فلم تعد فرداً منا يا ##..

حمل قارورة البيرة الفارغه ليصوبها اليه فتشبثت به زوجته لتمنعَهُ من فعل ذلك بلا وعيٍ منه لتقول:

" ويجيا إذهب بعيداً عنه.."

وهي تحاول جاهدةً مع اخته تكبحان هيجه..

تراجع للخلف من هول الموقف ليعدو مغادرًا تلك الغرفه و والدهُ مستمرٌ بصراخ والسب والشتم فيه

بينما يسير الى غرفته ويظهر عليه الانهاك والتعب..

أطبق على أُذُنيه بضيق فلم يعد يحتمل سماع المزيد من كلمات والدهِ القاسية، يكاد قلبهُ أن ينفطر الماً و رَهَقًا..

__________

بعد ان دخل ويجيا الى غرفته وهدات تلك الاصوات انتقل كل واحدٍ الى مضجعه..

على ذلك السرير بقي منكمشاً على نفسه منهكًا جائعًا متكدرًا

"لماذا يغضبُ مني .. انا لم افعل شيء، فلما يفعل هذا بي"

قُرع باب غرفته لكنه لم يجب كانت تلك اخته تناديه بصوتٍ منخفض حتى لا يصل صوتها الى غرفةِ والديها المجاورةِ لغرفتها في الطابق الثاني..

بعد ما نادته لعدةِ مرات ولم يجبها:

" ويجيا.. لقد تركت لك عشاءك خلف الباب خذهُ قبل ان يبرد ،....اتسمعني "

شعرت بالحزن لاجله، مع انهُ لم يتحدث اليها منذ ذلك اليوم حين صرخ في وجهها ولم يعتذر اليها كما كان يفعل سابقًا حينما يتشاجران..، مع ذلك ارأفت لحاله، ارادت ان تواسيه قليلاً..