ٰ
#السلسلة_المَهدوية
الدَرسُ الثَّالث' الإِمَامُ المَهديِّ بِشَارَةُ السَّمَاءِ وَعَدَالَةُ الأَرضِ '
القرآنُ الكَريم، كِتابُ اللّٰـه الَّذي لا يَأتيهِ البَاطِلِ من بَينِ يَديهِ وَلا من خَلفه
فيهِ تبيان كُلِّ شَيء، وَهُوَّ آخر الكُتُب السَّماوِية كَما أنَّ الإسّلام آخر الأدّيان
أترىٰ القُرآن يَسكُت عَن هَذا الحَادث الجَلّل الَّذي يُعتبر تبدلًا عَظِيمًا في الحَياة؟!الآياتُ المُأولة بِالإمامُ المَهديِّ عَجَّل اللّٰـه فَرَجَهُ الشَّريف؛
الآية الأولىٰ: « وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ • وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ »
فِي نَهج البَلاغَة ج٣ قَالَ الإمامُ عَليِّ عَليهِ السَّلام " لَتَعْطِفَنَّ الدُّنْيَا عَلَيْنَا بَعْدَ شِمَاسِهَا عَطْفَ الضَّرُوسِ عَلَى وَلَدِهَا" وَتلا عَقيب ذَلِك الآية « وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ »
تَفسير قَول الإمامُ عَليهِ السَّلام :
لَتَعْطِفَنَّ: عَطفُ النَّاقَة عَلىٰ وَلدِها
شِمَاسِهَا: الفَرس 'الخَيل'
شمس أيّ إنَّ الخَيل أستَعصىٰ عَلى رَاكبهُ وَمَنَعهُ مِن الرّكُوب.
الضَّرُوسِ: النَّاقَة سَيئة الخُلُق الَّتي تَعُض حَالبها
هَذهِ المَقولة نُبوُّءَة تَنبَّأَ الأمِير عَليهِ السَّلام بِحصولِها، وَهيَّ قِيام دَولة المَهديِّ عَجَّل اللّٰـه فَرَجَهُ، فَيقسمُ الأمِير عَليهِ السَّلام بِمَيل الدُّنيا عَلىٰ آل البَيت عَليهُم السَّلام وَتمكنهُم مِن السَّلطة بَعدَ امتناعها عَنهُم، وَكثرة المَصائِب وَالخَفاء الطَّويل ويُشبِّه مَيل الدُّنيا وَعَطفها عَليهُم كَعطف النَّاقَة الضَّرُوسِ الَّتي تَعضّ حَالبها لِيَبقى لَبَنها لِوَلدِها.ثُّمَ أستشهد بِالآية الكَريمَة لِيؤكِّد عَلىٰ تَحقُّق وَصّدق قَولهِ
س/ مَن هُمّا فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلِماذا ذُكِرا في الآية المُبارَكة { وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ } ؟
ج/ كَما ذُكر الإمامُ الصَّادق عَليهِ السَّلام فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ هُمّا رَجُلان فِي قُريش يُحييهُم اللّٰـه عِند ظُهُور صَاحِب الزَّمان لِيُعاقبَهم الإمام ع َما أسلَفىٰ هُمّ وَجنودُهُم الَّذينَ سَاروا عَلى خطاهُم وأحيوا ذِكرهم
"المُعارِضين لأهل البَيت عَليهُم السَّلام "
فَيُحييهم رَبُّنا لِيُعاقبَهم بقية اللّٰـه
• فِرْعَوْنَ في الآية دَلالة عَلى كُلِّ سُلطان جَائِر فَ لِكُلِّ عَصر فِرْعَوْنَ وَكُلِّ أُمَةً فَراعِنة "« وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ • وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ »
س/ لِمَاذا ذُكِرت نَمُنَّ بِلفظ تَدل عَلى المُستقبل وَذُكرت فِي سور كَثيرة تَدل عَلى لفظ المَاضي ؟
ج/ لأنَّ نزول الآية كَان بَعد آلاف السنين مِن عَصر مُوسىٰ عَليهِ السَّلام وَفِرعَون وَكَان مِن المُمكن أنّ يَقولَ سُبحانَهُ: « كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ » اللَّفظ فِي هَذهِ الآية يَدُل عَلى الماضي عَكس الآية الأولىٰأي أنَّ اللّٰـه سُبحانَهُ وَتَعالى سَيمُنَّ على المُستضعفون في الأرض وَيجعلهم أئمة وَالمَقصود في الآية الكَريمة هُوَّ الإمامُ المَهديِّ عَجَّل اللّٰـه فَرَجَهُ يَبعث مَهدِيَّهُم فَيعزَّ عَزِيزَهم وَيذل عَدوهُم .
وَهكَذا قَولَهُ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ فَإنَّهُ سُبحانَهُ لَم يَقُل وَأرَينَا بَل ذُكِرت بِلفظ المُستَقبَل ..
دُمتُم في رِعَاية اللّٰـه 🤍🌻