الفصل الخامس

214 10 14
                                    

وفي لحظة من الظلام العميق، تتقاطع أصوات الهمسات المخيفة في الزاوية المظلمة من القصر، حيث يجتمع جيمس وفيرونيكا بعيدًا عن أعين الجميع. تتأمل فيرونيكا بخوف يتسلل إلى عمق عينيها، وتسأل بتردد: "كيف استطعت أن تثبت التهمة على ردوس؟"

تعود كلماتها لتتلاشى في الهواء المظلم، ويُجيب جيمس بصوت متوهج بالشرارات: "أثار العنف الذي تسببتي به على جسد اليانا لا يزال واضحًا، ولكن يصعب تحديد زمنه. لذا أستطعت فعل ذلك. ولكن لماذا أردتِ أن يقتل جيمس؟"

يشتد الخوف في نبرة صوت فيرونيكا، وتجيب بعبارة ملتبسة من بين شفتيها المرتجفة: "لأن اليانا تلقت الحب والحنان من ردوس وميرلين، وإذا فقدتهم، ستشعر بالعجز." تتحول كلماتها إلى نبض مخيف يعلو في الهواء المظلم، محملًا بتنبؤات الشر المحتمل الذي قد ينتظرهما في الزاوية الخفية للقصر المظلم.

بعد دخول جيمس إلى الزنزانة، وقفت اليانا هادئة مقابله، وكأنها تنتظر ما سيأتي.

"يا طفلة، حسنًا، لقد ظهرت نتائج التحليل، أنتِ الأميرة اليانا." قالها جيمس بصوتٍ مليء بالثقة.

اليانا لم تفاجأ، بل أجابت بثقة، "لقد قلت ذلك من قبل."

وبينما انطلقت اليانا لتوقظ ميرلين من سباتها العميق لمغادرة الزنزانة، كانت تشبه حاملة السيف الذي يضعه جيمس على رقبة ميرلين، كالفارسة الشجاعة تستعد للقتال.

"انتِ من سمح لكِ بالخروج؟ أنتِ ستبقين هنا." صاح جيمس بغضب، ثم دفع ميرلين بعنف، وجر اليانا خلفه في الرواق المظلم، حيث كانت تشعر بالبرودة تخترق قدميها العاريتين كالسكين.

وفيما كانت اليانا تصرخ في فزعها، "سأخبر الإمبراطور عن هذا!"، ابتسم جيمس بشراسة وهو يضحك بصوتٍ عالٍ، ووجه كلماته الساخرة إلى أذن اليانا، "هل تعرفين أن ميرلين من السحرة؟ إذًا، بطبيعة الحال سأقول للإمبراطور أنها تتحكم في عقلك، وبالتأكيد سيصدقني."

خرجت اليانا من الزنزانة وعادت إلى الجحيم، وكانت خطواتها تشبه خطوات الأموات المتجهين إلى مقصلة الحكم.

فيرونيكا تتحدث، صوتها يشبه هدير العواصف، "إلى أين ستذهبين؟"

"إلى المكتبة." أجابت اليانا بصوت مرتجف.

"لا أرى فائدة من قراءتك للكتب بعد كل هذه السنوات، أنتِ بدأتِ في قراءة الكتب فقط في الرابعة عشر." ردت فيرونيكا بتعجرف.

"هذا كله بسببك، أنتِ من أرسلتِ للإمبراطور رسالة أني لا أحتاج معلمًا!" همست اليانا مرتجفة.

"كرستاليا " اسطوره الضلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن