'- المعذرة على الغيبة، لكن الشهر السابق كان مليئ بالأشغال، والاختبارات الجامعية، وانتهى بسرعة ما حسبت لها أي حساب. فكان العوض بطول هذا البارت'
'- والآن عزيزي القارئ. إن كنت تقرأُ في الظلام، فأخفض من إضائة الهاتف فضلًا.'—--------------------------------------
.
.
.
.
______________
"في الإعدادية كان شيطانًا فقط عليّ. يخرجُ أمامي من العدم. يفتعل شجارًا ما. يقحمني بمشاكلَ لا تنتهي…إلا حين أمرض، يكون مختلفًا مريبًا. لا ينظر إليَّ أبدًا، يتجلى الغضبُ بملامحه حين يضايقني أحد اصدقائه. يضع خفيةٌ فطيرة زعتر بحقيبتي…لم يعلم بمعرفتي انها منه، ولم يعلم قطْ أنني لا أكل الزعتر"
- شادي______________
.
.
.
.
عام 2015م.
- لا..
قالها الفتى ذو ثالثة عشر من عمرهِ بهدوء. وهو واقفًا بثباتٍ أمامَ الرجل الجالس على أريكة الصالة.
كان الرجل ناكسًا رأسه، يمسح على وجهه بخشونة وعلى محياهُ أبتسامةٌ لمجنونًا ما، أخذت محاولاته بأن لا يتلاشى صبره من هذا الفتى الذي يثير جنونه تفشل بسرعة، فإن الأصغر يظل يكرر قول 'لا' بكل مرة يأمره بشيئًا أو حتى يترجاه لحاجةٌ. والحال هكذا بينهما منذُ عام!.رَفع الرجل رأسهُ قليلًا يحدق بهيئة الأصغر. شنطته الدِراسية على الأرض بجانب أقدامه، قد افلتها سابقًا على الأرض بإهمال ووقاحة عندما طلب منه الكبير التحدث معه. كانت مليئةٌ بالتراب وآثر حذاءٍ بغاية الوضوح بها، وثوبه صار رثًا وممزقًا من عندِ أزراره، وفوق فاههِ خطٌ من الدماءِ الجافة كانت قد مُسحت بشكلًا مُهمل.
صار يعود للمنزل متأخرًا حين يأتي موعد ذهاب أمه مع أخيه الصغير للنادي بالفترة المسائية. ولا يعلم بأمر شجارته التي زادت عن حدها حين دخل الإعدادية سِواهما..رأى الفتى من فور رفضه؛ العذاب بملامح الرجل لكبح جام غضبه عليه، ولم يبالي بمحاولة التراجع وقول 'نعم'، مستمدًا شجاعته من حقيقة أن هذا الرجل، الذي اعتاد على ضربه له في الصغر على الدوام، لم يضربه لسنةٌ كاملة...سِوى مرتان أو أكثر قليلًا.
ازدرد لعابه بصعوبة وبابتسامةٌ أُخرى، بها القليل بعكس السابقة من مبالغةِ مطِّ شفاهه، غير أنها ما زالت تبدو قبيحةٌ بعينيّ الفتى الذي جفل مضيقًا من عينيه بأشمئزاز كمن رأى دودةٌ ضخمة.
أنت تقرأ
أخٌ بأخْ
Ficción General" لا بأس أن يخدعنا الأحبة، ويبررون بكل ما أوتوا من هراء شناعة خديعتهم بعد أن ينكشف الستار عنها، مدعين بأنها أُرتكبت لصالحنا. ولكن، ماذا لو كانت الخديعة أشنع من أن تخفى؟ ماذا لو كانت الدماء هنا هي الكذبة والخطيئة؟. كل الأشرار هنا كانوا...