"ف.. فوشيغورو...شكرا...لانك بخير.."
تحدث وردي الشعر بابتسامة اخفت خلفها حزنا و ألما كبيرين..."ا...اسف..."
تمتم الفتى المستلقي على السرير بحزن ...
أراد قول المزيد...اراد الصراخ و البكاء ...اراد ضرب نفسه بشدة....لكنه عاجز حتى عن نطق كلمة اخرى...."لا...ما حدث خطئي و ليس ذنبك...انا من عليه الاعتذار..."
انزل وردي الشعر رأسه ليغلف الغرفة جو كئيب....
لا تزال صور رفاقهم الموتى ماثلة أمامهم..."هذا يكفي الآن "
اردف معلمهما بصرامة و قد وضع يديه على رأسيهما...
"ما حدث ليس خطأ اي منكما...انتما مجرد طفلين..."
كانت نبرته مملوءة بالاسى...نعم هما مجرد طفلين...لكنهما ذاقا من العذاب ما يكفي...
"لا اريد سماع اي منكما يقول ذلك..."بكى الاثنان بصمت يرثيان من رحلوا...ربما يرثيان نفسيهما معهم...
احتضن غوجو الطفلين لصدره....
لا يعلم كيف حبس دموعه...
ربما فازوا في المعركة...لكن الثمن كان أغلى مما توقعوا...
لا يزال غوجو غير قادر على زيارة قبور رفاقه...انه خجل منهم...
لقد فشل في حمايتهم...
ذلك يحدث دوما...ينقذ الجميع و يفقد الاعزاء عليه...
نام ساتورو تلك الليلة و على جانبيه طفلان تجرعا من مر الحياة ما انساهما حلاوتها....استيقظ ساتورو و يوجي اولا فميغومي لا زال نائما بتأثير الادوية....
"يوجي متأكد انك بخير؟...استطيع الغاء مهمتك..."
اردف بقلق و هو يشاهد تلميذه ينهض مستعدا للذهاب...
"لا بأس سينسي... أيضا المكان قريب ..."
تنهد غوجو...كانوا يعانون نقصا في السحرة مؤخرا مما زاد الحمل عليهم..."ان احتجت شيئا اتصل بي فورا..."
نكش شعر تلميذه المصفف حديثا ليومئ الفتى بموافقة...."غوجو ساما....لقد قمنا برمي الملاءات و استبدلناها بجديدة الغرفة جاهزة..."
تحدثت "سايوري" و هي احدى الخادمتين اللتان احضرهما غوجو من ملكية عشيرته ليعتنين بأمور ميغومي...
يستطيع الوثوق بهما....
"حسنا شكرا كما...ستخبركما شوكو بما يمكنه تناوله تاكدا من الالتزام بكل شيء بحذافيره و بالاخص مواعيد الادوية..."احنت الاثنتان راسيهما و توجها لشوكو بينما عاد غوجو لميغومي...
ليس و كانه سيتركه بمفرده لكنهما ستساعدان ان كان بمهمة او اجتماع...لا زال هناك الكثير من الفوضى للتعامل معها....عندما دخل كان ميغومي قد استيقظ و لا زال مستلقيا على ظهره..
"لقد استيقظ صغيري على ما يبدو..."
تلاشت همومه فور رؤية ابنه الذي شعر بالاحراج من كونه يعامل كطفل...جلس على السرير قربه و مد يده يبعد خصلاته الفوضوية عن عينيه...
"غومي هل يمكنك النهوض لشرب الماء؟"
همهم الفتى ليضع ابيض الشعر يده خلف ظهره ليساعده...
ناوله كوبا من الماء شربه على دفعات فلا زالت معدته مضطربة...