9_الضَّـغِــــينَةُ

23 4 8
                                    

4:05 م..

ركب ويجيا بجانب السائق(آدم)، اما شياو فقد ركب في الخلف..
مد آدم يده ليسلم على كلٍ منهما مع عبارات الترحيب، لكن نظرات شياو وملامح ابتسامته الى آدم كانت تظهر بتكلف..

وفي اثناء الطريق دار حوار حول المدينةٍ التي سيصلون اليها وما الى ذلك، بحكم ان آدم قد سافر الى هناك في العام الماضي..

وفي اثناء الحديث لم ينبس شياو بايةِ كلمة، اكتفى بالإستماع والمراقبة على غير طبيعته الممازحة والمتملقةِ مع الاخرين..

---------

:"بلا هي كذلك لم ادرك بُعْدَ المسافةِ وقتها، تسرعت في اتخاذ القرار لذا أُحذركما ان تتهورا مثلي،
قضاءُ ثمان ساعاتٍ في السيارة ليس بالامر السهل"

ضحك ويجيا مما قالهُ آدم ليردف :

" اظنك ندمت كثيراً على هذا القرار.."

: " هذا مؤكد وإلا لما ذكرت ذلك لكما ... أُصبت بالدوار الشديد والاعياء من الطريق..
                             زفر قائلاً ..كان ذلك صعباً.."

قال آدم ذلك اختتاماً لما دار بينهما..
كان قد لحظ نظرات شياو اليه من المرآة الخلفية للسيارة كانت نظراتٍ مبهمه.. حاول تَجاهُلها وعدم تلاقيها بأنظارة..

اشاح شياو بأنظارهِ الى النافذة بعد ان حل الصمت..
رمقهُ آدم بنظراته لتنعكس على صفيحةِ وجهه بعض الارتياب..

لم يلحظ ويجيا ما يجري حوله فقد سرح تفكيره بمدينةِ رسول الله ﷺ متشوقاً الى اليوم الذي سيطأها بقدماه، سرى حُبها في شرايينه بعد أن اطلع على بعض سيرةِ نبينا الشريف عليه الصلاة والسلام.
_____

بعد ان وَصَلوا كانت صلاةُ العصر جاريةً هناك سمع ويجيا ذلك فاسرع في مشيه ليتوضاء ويلحق الصلاة مع الجماعة قبل فواتها..
نبس آدم بسمه وقال: "لا تستعجل الى الصلاة..

فتعجب ويجيا مما قاله..
فقال آدم:

عن ابي هريرة قال: قال رسول اللهﷺ:
«إذا أقيمَتِ الصَّلاةُ ، فلا تَأتوها وأنتُمْ تَسعونَ ، ولَكِن ائتوها وأنتُمْ تمشونَ ، وعليكُمُ السَّكينةَ فما أدرَكْتُمْ فصلُّوا ، وما فاتَكُم فأتمُّوا»
صدق رسول الله..

_______

فكان ذلك الموقف سبباً ليتعرف ويجيا على كيفية اتمام ما يفوت من الصلاة مع الجماعة..

-------
غادر آدم ليحضر بعض الاطباق من المنزل ليشارك في سفرة الافطار..

-------
بالكاد انقضى ذلك اليوم ويكاد يحل وقت الغروب ليقبل الجميع بتقديم تلك الاطباق المتنوعة التي ملأت سفرة الافطار..

تعجب شياو من تلك السعادة الظاهرة على ويجيا واقبال بعض الاشخاص ليُسلموا عليه الذين لم يرهم من قبل..

طريق البحث عن راحة الروح حيث تعيش القصص. اكتشف الآن