الفصل التاسع || مصيبة

127 9 9
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
_____________

-من وجهة نظر: ليا-

خرجتُ من الغرفة برفقة أمّي ، كنتُ مشوشةً واعترانيَ الندم قليلاً حين تذكّرت أنني نسيت طلب رقمه أو حتى سؤاله بشكلٍ لائق.

مشينا عبر الرواق سوياً ، كنت أضم كفّاي إلى بعضهما وأنظر لهما بينما أسير خلف أمّي نحو مدخل المنزل المكتظّ بالنساء. كان هذا الرواق المكان الوحيد الفارغ في المنزل حالياً. شدّ انتباهي توقّف أمّي لبرهةٍ من غير أن تلتفت لي ، فنظرت لها بتعجبٍ ولم أعقّب.
لكنّها استدارت فجأةً وسألتني بعد أن بدت تفكّر قليلاً:
" هل أنتِ سعيدة؟ "

أكثر سؤالٍ لم أكن أتوقّعه وأكثر سؤالٍ فاجئني ، وقد بدت الصدمة جليّة على ملامحي وانعقد لساني فلم أنطق بحرف.
آلآن يا أمّي؟ ، وقد وقع الفأس بالرأس؟
ماذا إن أخبرتكِ بأنني لست سعيدة؟ ، هل كنتِ لترفضي هذا الزواج مثلاً؟ ، هل كنتِ لتقفِ في وجهِ أبي قائلة 'لا'؟
لم تكونِ لتفعلِ ، شكراً لسؤالكِ الذي زاد الحرقة في داخلي أكثر وحسب. لكنّني لن أُطلعكِ على مافي قلبي.
فابتسمتُ بتكلفٍ مجيبةً إياها ، بينما أتحاشَى النظر إليها:
" نعم ، سعيدة "
كان صوتي هامساً وهادئاً. وبدت أمّي تنتظر هذه الكلمة لتريح ضميرها ، لكن من الواضح أنه لم يرتاح.
التفت وتابعت سيرها بهدوءٍ كما فعلتُ تماماً ، وعادت لتنخرط مع النسوة وعدت أنا لغرفتي حيث كانت ليزا ، محملةً بهمٍ حاولت في البداية أن أتناساه وأسعد بيوم عقد قراني ، لكنني لم أستطع في النهاية.

دخلتُ الغرفة بضيقٍ جليٍ على ملامحي ، فقد أثر حديث والدتي البسيط عليّ للغاية. لا أعرف الغاية ظن سؤالها ، لم تسأل فجأة؟. هل تريد الاطمئنان فقط وحسب حقاً؟. أتمنى ذلك.

" ما بالكِ؟ "
سألتني ليزا بقلق حين رأت تعابيري.

نفيت برأسي ثم توجهت لفراشي وألقيت ثقلي كلّه عليه آملةً أن يحمل بعض همّي.
أسمع صوت تنهدي الذي يخرج أعلى بقليل من صوت أفكاري ، بينما تسألني ليزا بقلقٍ عن لقائي بسراج. هي تعتقد أنّني متكدرةٌ بسببه.
لم أكن أنوي إخبارها في البداية ، لكنّني لاحقاً استسلمتُ وأخبرتها بما حدث مع أمّي. تعابيرها كانت مشدودةً أولاً لكنّها ارتخت لاحقاً ، اعتقدتُ أنها ستواسيني كما فعلت وتفعل دائماً ، لكنّها هذه المرّة ابتسمت برفقٍ ولين. وبدت مرتاحةً للغاية ، هل هي جادة حتّى؟!
ما بالهم جميعاً اليوم؟ ، أشعر بأنهم قد اتّفقوا عليّ وعلى تكديري. إنّ الضيق يغمرني الآن من رأسي وحتّى أخمص قدماي. لم أعد أشعر بالراحة ، فإن أصبحت ليزا ترى أن مشاكلي غير جدّية ، فسينتهي كلّ شيء!
من سيواسيني بعد اليوم غيرها إذاً؟! ، من؟!

" لا أحد يختار أمّه أو أباهُ يا ليا ، إنّ الله اختارهم لكِ. وهو أعلم بأن هذه العائلة هي الخير لكِ "

الآنسة الخطابة || The Miss khattaba حيث تعيش القصص. اكتشف الآن