الفصل الخامس

302 23 0
                                    

" كل من تباهينا به نجح في خذلاننا ، وكل من حولنا يحكمون عنا دون أن يعرفوا شيء عنا
عما مرينا به ، عما نعيشه ، عن الاسباب التي جعلتنا نسلك هكذا طرقات ، عن لحظات جعلتنا نكره أنفسنا عن لحظات سلبت منا أرواحنا عن ايام واشهر وبشر تسبب بمقتل أرواحنا الشغوفه بالحياه ثم نسأل لما أصبحنا من عشاق العزله.....هناك حقيقه يجهلها الكثير ، وهي ان لا أحد يولد محب للعزله بل خذلان من يحب يجعله منعزل عن الكون بأكمله "

------------------------

بسم الله الرحمن الحيم

تعمل وتعمل وجسدها ينهار مع مرور الوقت فهي مجرد بشريه ضعيفه لا تحتمل تلك القوى من حولها وذلك الوشم الذي كان سبب قوتها في أحد الأيام أصبح الآن سببا في هلاكها
هكذا هي الحياة تضربك من نقطه قوتك ولكي تسقط ولا تنهض مجددا ولكن النهوض أمر متعلق بك أنت فقد تنهض من تحت الحطام بعزيمة قوية للتطلع الى مستقبل مشرق رغم ألمك أم تنهار وتسقط وتبقى ذلك الضعيف الذليل بلا أمل بلا حياة بلا غدا
لذا بطلتنا الصغيرة تلك ذات ال14 عام لم تستسلم ولم تيأس ولم تسقط قاومت ذلك العذاب المستمر لمدة عامين في ذلك المنزل الذي أصبح مصدرا لكوابيسها ودون حتى أن تتذمر أو تشتكي او حتى تفقد روحها الجميله والودوده المحبه للحياة ، هذه هي القوة ، قوة الروح وليس قوة الجسد وهي الشيء الوحيد القادر التحكم بمستقبلك بعد إيمانك ، إيمانك بذاتك بقدرتك بموهبتك وبقدره خالقك على دعمك وثقتك به وبأن لا شيء يدعى مستحيل هذه هي القوة القادره على التحكم بكل شيء لذا لا يحق لأحد نعت تلك الصغيره بالضعيفه أبدا فهي كانت تؤمن بأن الليل سينتهي وسيأتي الفجر قريبا جدا

في صباح أحد الأيام استيقظت على صراخ تلك السيده الصارمه كعاده كل صباح فنهضت تلك الجميله ذات الجسد الهزيل والبشرة الشاحبه كشحوب الأموات والشعر القصير والذي لم تسمح له تلك اللعينه بأن يطول واستمرت بقصه طول تلك الفترة
وقفت أمام تلك السيده التي تبدو في العقد الخامس من عمرها وهي تنحني بأحترام هاتفه بصوت مبحوح أثر مرضها :

" نعم سيدتي "

" أغربي من أمامي واذهبي لغرفه أبني هو يريدك "

أنحنت بأحترام واتجهت الى غرفه الضيوف وجدت والدها يجلس برفقه ذلك البغيض وما ان وقعت عينيه عليها حتى ركض يضمها بشوق وهو يربت على رأسها بحنان قائلا :

" انتهى يا صغيرتي انتهى لقد جمعت المال واعدته له سنذهب من هنا ونعود الى منزلنا "

نظرت لعينيه بعينيها المليئه بدموع وقالت بعدم تصديق :

" حقا أبي؟! "

أجابها ذلك الوغد الذي يعد الأموال التي بيده قائلا بنبره ساخره :

" لا يا صغيرتي لن تعودي الان ف الاموال ناقصه "

اتسعت عيني والدها بصدمه وهو يردد :

أميرتي المفقودةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن