"لم يقُل: "تزوّجنا" رغم أنّ بلاغة هذهِ الكلمة تكفي عند اجتماع المُحِبّ بحَبِيبه؛ لكنّه ابتكرَ تعبيرًا مُذهلًا: "ضِحكتها صارت بيتي!"يقول مُريد البرغوثي لـِ رضوى عاشور :
إنّي أقرأ في عَينيكِ الزمن القادم
ولهذا أتحمَّل عِبء حياتي .وأُضيفُ :
مُنذُ رؤيتي عيناك
نسيتُ معنى أعباء الحياة :'')"
_________________
كانت تقف تراقب أثاث بيتها المستقبلي بعدما انتهت من تجهيزه لاستقبالها تنهدت باضطراب ينتابها القلق والتوتر والاشتياق لمجاورته؛ مَن آنس روحها وأيامها، مَن احتواها في لحظات عدم اتزانها، كانت تتمنى دوماً أن تشعر بالاستقرار الروحي والنفسي ولم تجده إلا معه زوجها وحبيبها ذلك الـكريم، اسمه كريم وهو كريمٌ حقاً في كل شئ حنانه، احتوائه، مؤازته وحبه، كم هو رائع حقاً!
شعرت بيد تحيط كتفها فرفعت بصرها لتتلاقي بنظراته المُحبة فاتسعت ابتسامتها وظهرت نغزتها بوضوح، ابتسم هو بدوره ما إن شاهد بسمتها وتأملها فيه مقرباً إياها تجاه قلبه قائلاً بخفوت وعبث ملازم له معها دائماً :
_ ايه يا رياسة؟! سرحان في ايه كدة وواقفة لوحدك كل ده ليه؟!
استدارت له بكامل جسدها فحاوطها بكلتا يديه فقالت بمشاغبة تهتز لها نبضات قلبه :
_ فيك يا كيمو! قاعدة أفكر قد ايه انا معايا حتة بسبوسة بالقشطة ربنا كرمني بيها يا كريم ربنا يديمك ليا
تحولت نبرتها للعاطفة الجياشة في آخر حديثها والتمعت عينيها ببريق لا يظهر إلا له فتنهد مُقبلاً رأسها، شعرت بقشعريرة تنتابها فابتعدت عنه بخجل وراته خلف حماسها الزائف وهي تسحبه من يده قائلةً :
_ تعالى بُص الأوضة دي أهم اوضة في البيت كله
ابتسم من زاوية فمه وقال بخبث ومكر دفين :
_ بقولك يا رياسة أهلك وأهلي بره استني طيب معدش إلا كام يوم ونشوف كل المهم
استدرات له تضربه بحرج من عبثه فقهقه يحاول الافلات منها قائلاً من بين ضحكاته :
_خلاص.. خلاص والله آسف يا بت ايديكي تقيلة
وقفت تلتقط انفاسها الغاضبة المغلفة بإحراجها وقالت بخجل ظهر بيناً من خلاص احمرار وجنتيها :
_ احسن تستاهل عشان تبطل تقل أدبك يا عديم الأدب، ومش هوريلك حاجة وعديني كدة بقا
أنت تقرأ
آنـَسْتُ أَيَّامَـكَ
Dragosteدائماً ما استمعت عن الأُنس والأُلفة ولم اعيي وأُدرك ما يعني ذاك الشعور؟! كان دوماً ينتابني الفضول لتجربته ولكن مرت الأيام وسلكت دروب الحياة متناسياً شعوري ذاك؛ إلى أن التقيتك رجفت يدي وتسارعت أنفاسي زادت ضربات قلبي إلى أن سكنت وهدأت وهنا أدركت حينها...