٥

141 17 13
                                    

*فرنسا..

وصولهم الى فرنسا كان في وقت ما بعد الظهيرة اي بقرب حلول المساء،
لديهم بقية مساء هذا اليوم و غد،و بعدها سينتقلون الى دولة اخرى كتبتها سوسين في قائمة الاحلام،
لذا بعد تناول سوسين ادويتها ارتدوا ثياباً تناسب المكان الذي سيذهبون اليه و همّوا الى متحف اللوڤر بما ان سوسين ترغب برؤية اللوحة المشهورة عن قرب قبل موتها مثلما ذكرَت لعمر.

كان المكان محتشداً جداً،
لذا استغرق الامر وقتاً طويلاً لقطع تذكرة دخول للمتحف،
سوسين:اففف..لم يجتمعوا هنا الّا عندما رغبتُ انا بالقدوم.
عمر:انظري حبيبتي،انتِ ابقي هناك و ارتاحي الى ان اصل.
سوسين:ألن تحدث مشكلة بذهابي ثم قدومي دون الوقوف في الصف؟.
عمر:لا لن تحدث صحتك اهم،هيا اذهبي هناك،قبّل جبينها،ناديني اِن رغبتِ شيئاً.
سوسين:حسناً.
ذهبت سوسين و جلَست في الزاوية تنتظر انتهاء عمر من قطع التذاكر،
كان الوقت يمر ببطء،
بين ضجر عمر من الانتظار و بين استياء سوسين من البقاء بعيداً عن عمر،
حدث شيئاً جعل عمر يفكر كثيراً بعدم ترك سوسين لوحدها مجدداً،
حدث ذلك عندما مرّت حوالي ٢٠ دقيقة تقريباً من الوقوف هنا،
صحيح انه تقدّم و لكنّه لا يزال ينتظر،
فكانوا يُدخلون دفعة و يجعلون دفعة تنتظر بسبب الاعداد المتزايدة التي زارت المتحف هذا اليوم،
في حين اندماج عمر بالانتظار الممل و الوقوف المتعب،
كانت سوسين تجلس حيث طلب منها عمر،
و لكن بمجرّد خروج دفعة كبيرة من الناس من المتحف الى الخارج ازدادت ضوضائية المكان اكثر،
فغابت هيئة عمر عن ناظري سوسين،
و لكنه ليس شيئاً سيئاً فستختفي هذه الحشود في الدقائق القادمة و ستقدر على الدخول الى جانب عمر،
ما حدث ان شابين اثنان اتيا الى سوسين،
سيكون كذباً اِن تم وصفهما بأنهما عاديان،
فكانا وسيمان تتزيّن وجوههم بشارب و لحية ذقنٍ بنية اللون خفيفة،
عينان زرقاء،
قامة طويلة،
تعجّبت سوسين،لمَ اتيا اليها؟،
رفعت رأسها لتنظر اليهما،فهما بالطبع اتيا اليها خصيصاً بما انهما يقفان بذاك القرب و ينظران اليها حقاً،
تحدّثا معها بالفرنسية،سوسين لا تعرف الفرنسية لذا استفسرت عمّا يقولاه بالانجليزية ليسهل التواصل معهم،
سوسين:عفوا؟.
استمرّا بالتحدث بالفرنسية و سوسين لا زالت لا تفهم ما يقولاه لها؟،
سوسين:أتحتاجان شيء؟،كانت تحدّثهم بالانجليزية،
اجاباها بالفرنسية مجدداً،
ضجرت من ذلك و قامت من مكانها لتذهب الى عمر فهي لن تقدر على التواصل معهم طالما لا يستخدمان لغة مفهومة بينهما،
و بمجرّد تقدمها خطوة امسكَ احدهما ذراع سوسين ليمنعها من التقدم،
سوسين:ما خطبكَ انت؟.
تحدّث معها،
رغم ان سوسين لا تفهم لغته و لكن من طريقة حديثه فهمت انه يتودد اليها،
حاولت سحب ذراعها من قبضة يده و لكن بالطبع قوتها لم تكُن كافية لكسر قوة قبضته،
سوسين:اقول لكَ ابتعد،ابتعد.
مستمراً بسحبها تجاهه،
انتهت الحلول،
سوسين:عمر!،بدأت سوسين بمناداة عمر،
الوسط كان محتشداً و بالطبع عمر لن يسمعها هكذا،
سوسين:عمر!..ساعدني.
التفت عمر يتفحّص سوسين و لكن بسبب الجمع الكبير من الناس فقد كانت مخفية عن انظاره،
سوسين:عمر!.
لأن عمر كان يفكّر بسوسين فسمعها و هي تناديه،
همسَ داخله:سوسين؟.
خرجَ من الطابور و لم يأبه لإنتظاره الطويل الذي قضاه هناك،
فالأهم هنا اجابة سوسين،
سوسين:عمر!..تعال!.
ذهب عمر،
بين الناس ليصل الى سوسين،
عمر:سوسين!.
سوسين:عمر!.
بمجرد رؤيتهم لعمر ذهبا بعيداً،
كان سيذهب عمر خلفهما و لكن مناداة سوسين له اوقفته،
سوسين:مهلاً عمر!.
توقّف و عاد اليها،
عمر:جميلتي،احتضنته سوسين مباشرة فردّ الحضن،لم يحدث لكِ شيء صحيح؟.
سوسين:لا لم يحدث.
ابتعد عنها لينظر الى وجهها:ما خطبهما؟.
سوسين:لا اعلم،جاءا فجأة اليّ و عندما سألتهما ان كانا يحتاجان لشيء لم يجيباني،ثم فجأة ذاك امسك بذراعي.
عمر:حبيبتي،هل تؤذيكِ ذراعك؟.
سوسين:قليلاً،و لكن..عمر انا ناديتكَ كثيراً،لمَ لم تأتي بسرعة؟.
عمر:اعتذر ربما بسبب الضوضاء لم اسمعك،اعتذر،قبّل جبينها،هيا هل ترغبين بعد بالدخول ام نعود و نذهب الى مكان آخر؟.
سوسين:ارغب كثيراً بالدخول،و لكن يبدو اننا سنضطر للانتظار مجدداً.
عمر:لا اعتقد،لنذهب و نرى.
ذراعه حولها و ساروا الى الطابور،
كان من حسن حظهم ان ذاك الشعب يحترم الطابور،
لذا عاد عمر و سوسين الى حيث كانا يقفان دون الخوض في جدال،
و بما انهم سينتظرون بعد،انزل عمر سترته و وضعها على الارض،
عمر:اجلسِ هنا الى ان ندخل.
سوسين:عمر ستتسخ سترتك.
عمر:لتتسخ،ارغب بأن تكونِ امام عيناي و في المقابل لن ارغب بأن تبقي واقفة طوال هذه المدة و تتعبين،لذا هيا اجلسي هنا.
سوسين:حسناً.
جلست سوسين على الارض فوق سترة عمر و بقيا ينتظران.

مَلاذ♥️(süsöm)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن