وانسحب "بوارو" من النافذة وكاد وهو يفعل ذلك أن يصطدم بالآنسة "دينهام" الّتي أقبلت بدورها لتستفسر عن سبب وقوف القطار . وسألته بالفرنسيّة باهتمام و قلق أيضاً :
_هل وقع حادث؟لماذا توقف القطار؟ فأجبتها :
_كلا يا آنسة...لم يحدث شيء...غير أن مركبة الطعام قد التهبت من الاحتكاك ، ولكن العمال أطفأوا النار في الحال ، وهم الآن يقومون بإجراء الإصلاحات الضروريّة. فاطمئني..فليس ثمة أي خطر ..فقلبت شفتيها كأنما لا يعنيها الخطر وقالت بقلق أيضاً:
_ولكن ما العمل؟من المقرر أن يصل هذا القطار في السّادسة و الدّقيقة الخامسة و الخمسين...ويتعيّن علينا بعد ذلك أن نجتاز البوسفور لنلحق بقطار الشّرق الّذي يبدأ سفره من شرق "أوربا" إلى غربها في السّاعة التّاسعة تماماً ... فإذا تعطّل القطار في هذا المكان ساعة او ساعتين. استحال علينا اللحاق بقطار الشّرق. فسألها :
_و هل يهمّك ذلك كثيراً يا آنسة؟
_نعم،نعم...يهمّني كثيراً...ويجب أن ألحق بذلك القطار.
وتركته ومضت في الطّريق الموصل إلى مركبة العقيد، بيد أنّه لم يكن ثمّة ما يدعو إلى قلقها ؛لأنّ القطار تحرّك بعد عشر دقائق...وأسرع السّائق في الطريق فبلغ القطار المحطّة التّالية في الموعد المحدد. وكان الجَو عاصفاً والبوسفور مضطرباً. فافترق "بوارو" عن العقيد والفتاة عند الشاطئ...ولم يرهما بعد ذلك؛لأنّه ركب سيّارة ذهبت به من جسر (غلطة) إلى فندق "توكاتليان".....