|

244 11 11
                                    

الشْتاء
فَصْلُ الجَمالِ وَالسِحرِ
يَأْتي بِبرودَتِهِ العَذبَةِ وَالثُلوجِ البَيضاءِ المُتَساقِطَةِ بِرَفْقٍ مِنَ السَماءِ كَأَنَّها قِطَعٌ مِنَ القُطُنِ الأَبْيَضِ
تَغْمُرُ الأَرْضَ بِطَبَقَةٍ بَيضاءٍ ساحِرَةٍ
الأَشْجارُ العارِيةُ تُغَطّى بِبِساطٍ أَبْيَضٍ ناعِمٍ

تَنْغَمِسُ الأَجْسادُ في أَحْضانِ بَعْضِها البَعْضِ تَتَلَوّى وَتَتَلاعَبُ بِحَرَكاتٍ ناعِمَةٍ
القُبُلاتِ العَذبَةِ تَتَناغَمُ مَعَ هَمْساتِ العِشْقِ
وَاللَّحْظاتُ تَتَسارَعُ كَأَنَّما تَحاكِي إيقاعاتِ القَلْبِ المُتَسارِعَةِ مِنَ الشَوْقِ وَالحُبِّ

المُحَظَّوظُ هُوَ فَقَطْ مَنْ يَقْضِي الشْتاءَ في أَحْضانِ حَبِيبِهِ فَفي لَحَظاتِ البَرْدِ وَالشِتاءِ كُلُّ ما تَتَمَنّاهُ هُوَ دَفئًا لِقَلْبِكَ

هَلْ أَنْتَ مُحَظَّوظٌ كَفايةً لِتَجِدَ مَنْ يُدَفِّئُ قَلْبَكَ؟

هَان كانَ حَظُّهُ مُبارَكًا بِما فيهِ الكَفايةِ

فَوَجَدَ نَفسَهُ جالِسًا في أَحْضانِ حَبِيبِهِ الذي يَنْفُثُ دُخانًا وَيَرْبُتُ عَلى شَعْرِهِ بِلُطْفٍ.

ضَوءُ المُدَفِّئَةِ الذي يَلُوحُ في زاوِيةِ الغُرفَةِ هُوَ كُلُّ ما يُنِيرُ المَكانَ

"مينهو"

"نَعَمْ بَيْبي"

"لِنَرْقُصْ"

قالَ الأَصْغَرُ وَاضِعًا قَرْصًا مُضَغَّوَطًا عَلى جِهازِ المُوسِيقى ساحِبًا يَدَ مينهو

بَدَأَ هَان بِبُطْءٍ شَديدٍ مُحاوَلًا التَمْتُعَ بِكُلِّ لَحْظَةٍ مَعَ مَنْ يَقْفُ أَمامَهُ.

انْطَلَقَتْ قَدَماهُ عَلى مُوسِيقى الجاز وَتَلاهُ مينهو بِخُطُوَاتٍ هادِئَةٍ مُرافِقًا لِحَبِيبِهِ في هَذِهِ الرِحْلَةِ .

تَمايلَ الاثنانِ عَلى أَنْغامِ المُوسِيقى، وَعَزَفُوا أَجْمَلَ سيمفونياتِ الحُبِّ.

مَعَ كُلِّ تَغَيُّرٍ في الإيقاعات
تَبادَلَ الأَحْبَاءُ الابْتِساماتِ وَالنَظَراتِ وَاللُمْساتِ.

كانَت لُغَةُ الجَسَدِ تَحْكي ما لا يُمْكِنُ قَولُهُ حَيْثُ تَراقَصَتْ أَرْواحُهُما مَعًا

رَوُحَانِ فِي جَسِدٍ وَاحِدٍ

وَضَعَ مينهو بِلُطْفٍ يَدَيْهِ عَلى خَصْرِ الصَّغيرِ مُشَعِّرًا بِدَفْئِهِ وَنَعومَتِهِ وَقَرَّبَهُ لَهُ أَكْثَرَ.

Last dance | MSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن