هدية شيهو السرية للمحقق 🎁 [OneShot]

هدية شيهو السرية للمحقق 🎁

في بلدة صغيرة مكسوة بالثلوج في القطب الشمالي، كانت هناك فتاة تدعى شيهو.

في إحدى الأيام، وبينما كانت شيهو تحتسي القهوة في احد المقاهي، تفاجئت بأنظار الجميع تتجه نحو شاشة التلفزيون. أنبهر الجميع عندما رأوا خبرًا عن كودو شينيتشي، المحقق العظيم الذي أصبح يحظى بشهرة واسعة حتى في أقاصي القطب الشمالي.

لم تكن شيهو استثناءً. أسرتها حكايات مهارة كودو شينيتشي وقدرتهُ الخارقة على حل القضايا، و وجدت نفسها تشتد إعجابًا في ذلك المحقق.

وفي ليلة عيد الميلاد، قررت شيهو الذهاب لرؤيتهِ سرًا، ببشرتها البيضاء كالثلج وعيونها اللامعة كالنجوم، ارتدت ردائها الأحمر وسافرت من القطب الشمالي بزلاجتها السحرية إلى بلدة بيكا حيث يقيم ذلك المتحري.

عندما وصلت شيهو الى امام منزل كودو شينتشي، قررت الدخول إلى المنزل خلسةً. بينما كان يمطر الثلج خارجًا، تسللت شيهو بخفة إلى الداخل، محاولةً الحفاظ على سريّتها. كانت الأضواء مازالت مندلعة في أحد الغرف، مما كان ذلك يعني ان المحقق لازال يقظًا.

لم تستطع شيهو أن تقاوم التطلع لرؤية كودو شينيتشي لتجد قدميها وفضولها يقودانها نحو مكتبهِ الخاص.

بين الكتب المتواجدة في الغرفة كان هناك شينيتشي منغمسًا في بحر من الأوراق في وسط المكتبة، أضاء الضوء الخافت لمصباح المكتب وجهه.

رؤية كودو شينيتشي على الحقيقة أثار عاصفة من المشاعر في قلب شيهو فبينما راقبته يعمل بجد، فاقت حقيقة براعته حتى على الحكايات الساحرة التي سمعتها عنه وأعجبت بالتفاني الذي يضعه في كل ورقة.

وضعت يديها الصغيرتين برفقٍ على الباب، حيثُ شاهدته يفحص الأدلة بدقة ويصيغ استنتاجاته، رقصُ قلمهِ كأنه يردد إيقاع ذكائه الحاد ودقات قلب شيهو.

في تلك اللحظة، أدركت شيهو أنها لم تكن مجرد معجبة بذكاء شينيتشي؛ بل كانت تقع، تقع وبقوة، في أعماق حب المحقق الذي أصبح مصدر إلهام قلبها.

انسحبت شيهو الى الخلف بصمت وخرجت إلى خارج المنزل بهدوء، و وضعت نفسها بجوار النافذة حيث يمكنها رصد ردة فعل شينيتشي تجاه المفاجأة المنتظرة له تحت شجرة عيد الميلاد المتلألئة.

بينما كان شينيتشي غرق في حل القضايا المعقدة المنتشرة على مكتبه، شعر بإحساس خفي في الهواء لفت انتباهه. بدا وكأنَّ أجواء ساحرة تتسلل عبر الغرفة، مما أدى إلى توقف لحظي في جهوده كمحقق. كان وكأن خيوطًا غير مرئية، مغزولة بواسطة سحر روح عيد الميلاد، تجذبه بلطف.

شعر شينيتشي بالرغبة في أخذ استراحة من عمله، مستوحىً بدافع غامض تاركًا وراءه بحرًا من الورق. لقد جرَّه دافع غير مرئي، اخذ خطوة الى خارج المكتب ليتبع غريزة قادته نحو شجرة عيد الميلاد المتلألئة في غرفة الجلوس.

وجهت شيهو نظرة خجولة من خلال النافذة المغطاة بالجليد، حيثُ رأت شينيتشي وهو يدخل الغرفة، وضوء المدفأة يتسلل إلى عينيه الفطنتين. رُسمت على وجههِ تعابير الفضول عندما لفت انتباهه هدية غير متوقعة. لم تستطع شيهو إلا أن تحبس أنفاسها في ترقب.

عندما فتح شينيتشي الهدية، امتلئت الدهشة تعابير وجهه. كان بداخلها دفتر صغير مصنوع بدقة. لم يكن يعلم أن شيهو اختارتهُ على إدراك بحبهِ لحل الألغاز وكشف القضايا. كانت هذه رمزًا لإعجاب الفتاة التي كانت تراقبه سرًا، وقلبها يتدفق بالمشاعر الحنونة.

بعد لحظة من الصمت التفكيري، نظر شينيتشي حوله كمن يشعر بالسحر في الهواء واتجهت عيناه نحو النافذة التي كانت تتخفى خلفها شيهو. شعرت بنبض قلبها يتسارع، وسارعت شيهو إلى الاندماج بسرعة مع ظلام الليل ووضعت قبعة ردائها الأحمر لتخبئ وجهها.

في لحظة من التأمل الهادئ، لم يلحظ أحدًا هناك، فعاد بتفكيره إلى الدفتر الصغير وقام بإطلاق ضحكة خفيفة تعكس دهشته وسعادته بالهدية الغير متوقعة.

عند سماعها لتلك الضحكة، ألقت شيهو نظرة خاطفة الى غرفة المعيشة مرةً اخرى وعندما رأت تلك الأبتسامة، أدركت حينها فجأة أن مشاعرها كانت أكثر من مجرد اعجاب عادي.

شعرت بالحرج يتسلل إلى قلبها ووجنتيها تحمّران خجلًا. لم يكن بإمكانها تصديق ما حدث، ولكنها كانت راضية عن البهجة التي جلبتها له، فـ أنطلقت بسرعة نحو منزلها في القطب الشمالي، تاركةً وراءها صدى أجراس الزلاجات في ليلة الشتاء.

في الأيام التي تلت ذلك اليوم، لم يستطع شينيتشي التخلص من الإحساس الباقي من تلك الليلة. على الرغم من أنه كان مستمرًا في جهله بوجود الفتاة، إلا أن ذكرى السحر الذي لا تفسير له بقيت معه.

غير قادر على نسيان ذلك الإحساس، وجد شينيتشي راحةً في الدفتر الصغير الذي تركته شيهو كهدية عيد الميلاد. أصبح رفيقًا دائمًا له في جميع القضايا وبينما كان يقلب شينيتشي صفحات الدفتر، كل واحدة مليئة بالملاحظات والاستنتاجات والألغاز، اكتشف مفاجأة صغيرة تنتظره في النهاية. كانت موجودة ككنز مخفي، تحمل توقيعًا صغيرًا ورقيقًا – "شيهو".

منذ ذلك اليوم، لم يكن الدفتر مجرد أداة لحل القضايا، بل كان أيضًا رابطًا غاليًا يربطهُ بالفتاة الجميلة المدعوة بـ شيهو، التي كان إعجابها السري قد ترك بصمةً لا تُنسى في قلب المحقق.

The End.