مرهقة..غائبة هي ليس نوما بل في الهوة التي يصنعها الخوف في روحها..
هوة تجعلها فارغة..مظلمة..يضيء داخلها شعلة واحدة..
شعلة من ذنب..نيران من ألم..تفتح عينيها بتثاقل..لا شيء مما ينخر في عظامها جديد عليها..شفاهها الجافة..الصخور الجاثمة على صدرها..التورم الذي لا يفارق مقلتيها كل صباح..رأسها الذي لا ينفك يتململ يمنة و يسرى حتى يستجمع بعضا من الاتزان..
في ظاهر الأمر لا شيء جديد..أما في باطنه تنام كل المفاجآت..
تمد يدها..تبحث جوارها عن بيان..الفرش باردة..و قلبها أيضا كذلك..
باغتها ذلك الشعور..ألجم حواسها كافة فما جرأت على فتح عينيها..
ملاءات دون دفء أمر مقبول..أما جمود قلبها كأنها في سباق ما تحاول ألا تفقد شيئا أو على الأقل أن تعيده سيرته الأولى بعد حدوث شيء زلزله..و يأتي السؤال الصحيح أخيرا لتتنحى كل المشاعر من أمامه لتفسح له الطريق..
ماذا حدث؟! للمرة المليار منذ وطأت أقدامها هذه الأرض تشعر بأنها منساقة..كل مهمتها أن تجيب على أسئلة وجودية عن أحداث تعيشها هي بلا حيلة..تحرك الأحداث و لكنها أقرب ما يكون للمتفرجين..
خليط مشوش..مشوه..تكاد تفقد هي القدرة على التعريف عن نفسها فيه..تفتح نافذتي روحها لتطل على العالم أخيرا..لا شيء يشبه الذي تعرفه..
حُبست الأنفاس في صدرها كطير جريح..الخوف سكين يشق طريقه إلى جوارحها من المعدة للمريء..على حذر..بجسد خفت كل ما فيه من تمييز لذاته تترنح هي حتى تقف ببعض من ثبات..تنظر من النافذة..الضوء خلاص من المفترض..إذا فلأي شيء تخشاه هي كأنه العذاب؟!
يزداد هلعها بمرور الثواني..بوعي متحفز -كأنه لم يكن منذ دقائق معدودة ساكنا كالموت- أخذت تبحث عن هاتفها المحمول في الغرفة المجهولة..مسعاها لم يكلل بالنجاح..تفتح الباب للمتصل بغرفتها..نبضات قلبها تزداد..أطرافها ترتجف..كل حواسها تنذر بالاستسلام إلا أن غريزة البقاء في الإنسان دائما تنتصر..
الباب المتصل بغرفتها هو عبارة عن دورة مياه..جل الأشياء و التفاصيل حولها تنضح بفخامة عصرية تعتمد على جودة التصميم و بساطته و طبعا الإضاءة..
وجها لوجه مع ذاتها في المرآة و مع كل المعلومات التي تندفع داخل عقلها دون هوادة..
شيء واحد أوقف دورانها في الدوامة..تفصيلة مفقودة..ندبتها..
أين بحق الله ذهبت ندبتها..البارحة نامت على ركبتي بيان..نعم..هذا آخر ما تتذكر..الآن كيف؟!تراجعت بخطوات يتخلل نظامها الصدمة..تود فتح الباب الرئيسي للغرفة إلا أنها لا تعرف ما ينتظرها خارجا..
و لكن قد فعلتها على أي حال..
أنت تقرأ
ظلال
Romanceعلى اختلاف الجنسيات و الطباع و العادات جمعتها الظلال صدفة في حفلة لا تمت لما هم عليه أو ما يشعران به بصلة.. بدل الأضواء حل الظلام و بدل حلت أصوات الرصاص.. لبناني و مصرية..متزوج و عزباء..و لكن كلاهما يتشاركان في الآلام..في الظلال.. كيف تنتهي الحكاية...