متخيلة

56 5 4
                                    

على الساعة الثانية عشر إلا ربع صباحاً إستيقظت تلك المتخيلة على صوت صراخ أمها
السيدة أرتوا:إستيقظي أيتها الحمقاء إلى متى ستظلين نائمة إنه منتصف النهار
هيلين:أرجوك أمي أنا متعبة دعيني أنام
السيدة أرتوا:متعبة؟ وهل تفعلين شيء غير النوم طوال اليوم حتى تتعبي؟
عدلت هيلين وضعيتها على السرير وأكملت نومها غير مبالية لكلام أمها بينما الأخرى خرجت غاضبة بعدما أغلقت الباب بقوة. كاد الباب أن ينكسر من شدة قوة غلقها له فقد أثارت أعصابها عادة إبنتها التي لن تستطيع تغيرها مهما حاولت فهلين أصبحت تنام بكثرة وخاصة في الفترة الأخيرة التي أصبحت تتخايل فيها بشكل مبالغ حتى أمها شكت في حالتها وفكرت أن تأخذها لأخصائي نفسي،لكن هذا الإعتقاد خاطئ فليس كل متخيل مريض نفسي ففي بعض الأحيان يكون الخيال المخدر الوحيد الذي يتعطاه المتخيل بغية الهروب من واقع مر ومن يدري؟ فربما الخيال يصبح حقيقة إذا كان المتخيل يؤمن بأن كل مايراه في خياله بإستطاعته تطبيقه على أرض الواقع هذا ماكانت تقوله في نفسها بطلة حكايتنا -هيلين أرتوا- صاحبة الثالثة والعشرون ربيعاً ذو العينين الكبيرتين البنيتين كبن القهوة والشعر الطويل بنفس لون العينين، والبشرة البيضاء كبياض القطن والنمش الخفيف الذي كان يزين وجهها اللامع كالمرأة، كان كل من رأها فتن بجمالها الذي يصعب وصفه.
.
.
.
.
في تلك الأثناء رن جرس البيت فهرولت السيدة أرتوا لفتحه فإذا هي سارا أتت.
سارا:صباح الخير خالتي
السيدة أرتوا: أهلا عزيزتي كيف حالك
سارا:بخير. أين هي هيلين فأنا مشتاقة لرؤيتها منذ مدة لم نلتقي
السيدة أرتوا: كالعادة هي في غرفتها نائمة
توجهت سارا نحو غرفة هيلين لتدخل وتتقدم نحو النافذة لتبعد الستائر وتفتح النافذة
تطل أشعة الشمس على وجه هيلين لتوقظها من نومها مجددا..
هيلين: اووف أغلقي النافذ.. اوه سارا !!
بعد هذه الصدمة الصغيرة التي حصلت في وقت وجيز تحركت هيلين من مكانها بسرعة لتنقض على سارا بالقبل والعناق فهي لم تلتقي مع صديقة عمرها منذ شهر تقريبا.
سارا بإشتياق: أيتها المعتوهة إشتقت لكي
كانت ردة فعل هيلين كاصديقتها فهم ليستا معتادتين على الغياب عن بعضهم كبرتا معاً في كل الأحوال مع بعضهم لا يفترقون أبدا كأنهما توأمتان.
سارا: تعلمين أصبحتي تغيبين كثيرا عن المحاضرات البروفيسور يسألني عنكي كلما رأني
هيلين:هممم بسيطة بإمكانك الكذب عليه في أمري أخبريه أنني مريضة مثلا
سارا:وإن سألني عن مرضك ماذا أجيب؟ أقول مصابة بداء التخيل!!
ضحكت هيلين ضحكة سخيفة على نفسها فسارا صحيح كلامها. ثم قالت: سارا لا تكوني سخيفة فكري في كذبة بسيطة تكذبينها عليه لكي لا يكرر سؤاله عليك
سارا: وصلتي إلى أقصى درجات الكسل حتى التفكير وتتكاسلين عنه.اوه حسنا سأقول أنكي خارج باريس تزورين جدتك قاطعتها هيلين قائلة: بالمناسبة سوف أذهب لزيارتها الأسبوع القادم.
سارا:ستذهبين إلى فيفيرز الأسبوع القادم!!
هيلين: هممم نعم أنا أفكر في هذا الموضوع منذ وقت طويل ولأن قررت
سارا: حسنا وهل السيدة أرتوا على علم؟
هيلين: ليست مشكلة سأخبرها فيما بعد.

☆يتبع☆

Electronic loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن