#1 وكأنها حورية بحر!

20 4 4
                                    


♡Part one♡
The writer: salma "selena"♡

"في ذلك اليوم البارد والمليء بالنسائم المتجمدة والتي تحمل قليلاً من رائحة نسائم الصيف المنعشة الذي لم يقترب قُدومه.
فرصة الشعور بدفء الشمس في ذلك اليوم ضئيلة، لكن من يعلم أنّ بطلتنا وبطلنا شعرا بدفء في ذلك اليوم، لكن دفء من نوع آخر، حُب من أول نظرة ولّدَ شرارة ادفئت قلبيهما."

[عند الساعة العاشرة صباحاً في إحدى شوارع كندا في مدينة أوتاوا]
"سيلينا هناك متجر يبيع ملابس شتوية رائعة، ما رأيك أنّ نشتري بعض المعاطف للجامعة والكريسماس" قالت صديقتها ديانا بحماس.
"لا، أنا متعبة والجو بارد لا أشعر بيداي حتى رغم القفازات التي ارتديها، ربما في يوم آخر، أعتذر يا عزيزتي" قالت بحزن والبخار يخرج من فمها.
"لا بأس، سأتسوق قليلاً وسأرى لكِ بعض من المعاطف التي ستعجبك" قالت بإبتسامة صغيرة على وجهها.
"أُقدر ذلك يا ديانا، سأذهب للبقالة لآخذ بعض من الوجبات الخفيفة وبعدها سأعود للشقة"
"حسناً، لا تنسي إبقاء البعض لي، أعرف انكِ طماعة وستأكلين كل شيء!"
ضحكت ضحكة صافية مثل البلور وقالت" لا تقلقي لن أنساك!"
[غادرت صديقتها ديانا بإتجاه المتجر، وبدأت سيلينا في النظر بالأرجاء بحثًا عن بقالة، لتقع عينها على بقالة ليست فخمة مثل باقي تلك البقالات الفاخرة يبدو عليها أنها بقالة قديمة وعريقة من شكل الإعلان الذي يبدو وكأنه من العصر الڤيكتوري ولكن رغم قِدمها كانت جميلة وبسيطة تُدعى "green gables"،  دفعت الباب بلطف وبذلك جعلت الجرس الصغير المُعلق فوق الباب يُصدر صوتًا هذا الجرس ينبه صاحب البقالة بوجود زبون. قبل أنّ تدخل بلحظات كان صاحب البقالة الشاب الوسيم "غيلبيرت" ذو الشعر الأسود اللامع والحريري وتموجه جعل شعره أجمل، وعيناه الصغيرتان البنيتان واللامعتنان تُراجع في أوراق تخص حسابات البقالة، سمع صوت الجرس وقال دون أنّ ينظر للزبون]
"كيف يمكنني مساعدتك؟" قال بصوته الرجولي والعميق.
"ا-ا-ا أين هي رفوف الوجبات الخفيفة؟"
[سمع صوتها الناعم والرقيق وكأن صوتها صوت الرنين الناعم لأجراس الفضة، رفع رأسه ليرى صاحبة هذا الصوت، لينصدم. فتاة شعرها أحمر ناري كلهب يتلاعب في الرياح، متدفقاً عبر كتفيها مثل شلال من الحرير، أشعة عينها الخضراء الزمردية، تشع ببريق ساحر، ورموشها الكثيفة التي احاطت بعينها وزادتها جمالاً، واضافت غمازتان على جانبي فكها لمسة من المرح والجاذبية لإبتسامتها المشرقة، كانت ترتدي معطف فيروزي جميل ومطرز بورود خلّابة وكأن معطفها مُفصّل في باريس ومعه بنطال اسود وبوت مع رباط مصنوع من الجلد البني اللامع، وقفَ غيلبيرت مصدوماً من الجمال الذي يقف امامه كان يجاوب على سؤالها لكنه لم يتفوه بكلمة سوى بتمتمات غير مفهومة وكأنه يُحضّر في روح شريرة! ، خرج إبن عمه "تشارلي" الذي يعمل معه في البقالة من المستودع ورأى غيلبيرت يقف دون حِراك أمام سيلينا وكأنه تِمثال ويُناظرها دون أنّ يرمِش إقترب تشارلي منه وقال]
" هل أنت بخير؟!"
"ا-ا-ا اجل انا بخير بالتأكيد، ما هذا السؤال؟!" يعقد حاجبيه ببعضهما بإستغراب. "رفوف الوجبات الخفيفة موجودة في نهاية هذا الممر"
[أومأت سيلينا رأسها وكانت تحاول أنّ تُخفي الضحِكات، وبعدها ذهبت لرفوف الوجبات الخفيفة. أمسك غيلبيرت بِكتفي تشارلي وبدأ بهزه وقال بهمس]
"تشاااارلي!! ما هذا الجمال الذي رأيته للتو؟! وكأنها حورية بحر قد خرجت من قصة خيالية!" قال بإندهاش.
"هسسسس! أُصمت يا غبي، كِدت أنّ تأكلها بنظراتك! يمنكنها أنّ تشتكيك على هذه النظرات توقف عن هذا وركز في عملك!" قال بغضب وكان يحاول أنّ يخفض صوته.
[رد على كلامه بنظرات غير مبالية لتحذيره وقال]
"سأذهب لأرى إذا كانت تُريد مساعدة" قال بإبتسامة صغيرة.
[قام بتحريك بعض من شعره للأمام، ورتب أكمام قميصه وقال]
" شاهد وتعلم يا تشارلي" قال بإبتسامة عريضة على وجهه ورفع حاجبيه مرتين وسريعاً.
[ذهب لسيلينا التي وصلت لآخر شيء تُريد شرائه وهو البسكويت،  لقد كانت حائرة قليلاً في أي نوع بسكويت يجب أنّ تشتري]
"هل تحتاجين لمساعدة يا آنسة؟!" قال غيلبيرت بلطف.
"لا لا، شكراً لك" أجابت وهي كانت تنظر لرف البسكويتات.
[مدَّ غيلبيرت يده لرف البسكويتات وحدث تلامس بسيط بين ذراعه وكتفها، أحضر واحد من البسكويتات وقال و هو ينثر الغبار البسيط الذي على العلبة]
"نوع هذا البسكويت جيد حقاً، هو لا يحتوي على كمية كبيرة من السكر، وهذا يجعله ألذ" قال والإبتسامة مرسومة على وجهه وعيناه تتفحص جمال وجهها.
"اوه، شكرًا لك، كنت في حيرة من أمري على أي نوع يجب أنّ أشتريه"
"عفواً يا آنسة، لم اقم بشيء، هل تريدين شئ آخر؟"
"لا، لقد إكتفيت"
"حسناً، هيا لنرى الحساب يا آنسة"
[ذهبا لمكان الحساب بدأ غيلبيرت بحساب أغراضها وهي كانت تنظر في أرجاء المكان وما يحتويه من أغراض عتيقة]
"هذا المكان جميل حقاً وعتيق" قالت سيلينا.
" اجل، انه قديم كان لجدي في السابق"
"جمييييل للغاية"
[يجاوب عليها بنظرات مع إبتسامة، يحدث صمت لمدة ثوانٍ وكان يبدو على غيلبيرت أنه يُريد قول شيء ولكنه متردد. ولكن فجأة]
"ما إسمك؟" سألت سيلينا.
" أُدعى غيلبيرت بلايث، وأنتِ يا آنسة؟" جاوب بسعادة لأنه كان يُريد أنّ يسألها عن إسمها.
" إسمي سيلينا أوليڤِر" قالت بإبتسامة.
" إسمك جميل للغاية" قال وهو يقوم بحساب آخر غرض.
"هذا من ذوقك"
"لقد إنتهيت من الحساب، وحسابك خمسون دولار، لكن من أجلك سيكون عشرون دولار"
[إنصدم تشارلي؛ لأنه قام بخفّض السعر كثيراً وقال ]
"غيلبيــ"
قاطعه غيلبيرت وقال "نحن نُعطي تخفيض لكل زبون يأتي لمتجرنا لأول مرة، أليس كذلك يا تشارلي؟!" وهو ينظر له بنظرات تعني إياك وقول شيء.
"ا-ا-ا اجل هذا صحيح" مع إبتسامة مصطنعة لسيلينا ونظرات غضب لغيلبيرت.
" لا لا، لا داعي لذلك يا غيلبيرت هذا تخفيض كبير"
"لا أنا أُصر يا آنسة"
"حسناً، شكراً لك"
"عفواً" يحدث صمت لمدة ثوانٍ "اووه! ، لقد نفذت الأكياس البلاستيكية"
[نظر تشارلي بإستغراب لأن هناك الكثير من الأكياس وقال]
"كيف ذلك؟ ها هــ .."
[داس غيلبيرت برجله على رجل تشارلي، أغمض تشارلي عيناه وتألم في صمت ثم اعطاه غيلبيرت نظرات تعني أُصمت]
"إذهب لمخبز لاڤيدا وأخضر بعضً من الأكياس"
"لكنه بعيد"
"إذهب فقط"
[اعطاه تشارلي نظرات غضب تعني حسابك معي عسير بعد أنّ تذهب!]
"أعتذر عن هذا التأخير، فقط لم أُلاحظ أنّ الاكياس نفدت"
"لا بأس لستُ على عجلة من أمري"
[يحدث صمت لمدة ثوانٍ]
"إذن، هل أنتِ من هنا؟" قال غيلبيرت بتسائل.
"لا، لست من هنا، انا من اسكتلندا جئت لكندا للدراسة" أجابت سيلينا.
"اوه، أنتِ في الجامعة أليس كذلك؟"
"أجل، انا في السنة الدراسية الاولى وأنت؟"
" أنا في السنة الدراسية الثانية، لكنني متوقف عن الدراسة الآن، لكن سأعود قريبًا"
"امم، ما تخصصك؟"
" الآداب والفنون"
" مثير للاهتمام"
"أشكرك، وأنتِ؟"
" ادرس علوم الفلك وفيزياء الفضاء في جامعة تورونتو، إنها قريبة من هنا"
"وااااااو" بإنبهار ونظرة واسعة " هذا رائع للغاية، يبدو أنكِ ذكية!" بإبتسامة.
بإبتسامة مشرقة " لست اتفاخر، ولكن اجللل أنا ذكية!"
[قاطع حديثهما صوت رنين جرس الباب]
تشارلي وهو يلتقط أنفاسه "ها قد وصلت"
"لماذا أسرعت... اقصد لماذا تأخرت؟" قال غيلبيرت.
"لقد كانت هناك زحمة سير في الطريق"
"اوه، حسناً"
[يقترب تشارلي من غيلبيرت ويعطيه الأكياس البلاستيكية]
وهو يدخل في الأغراض داخل الكيس " أنا أعتذر مرة أخرى يا آنسة عن التأخير"
"لا عليك، لم يتأخر كثيراً"
[يناولها الكيس مع نظرات تقول لا تذهبي. تأخذ سيلينا الكيس وتتجه نحو الباب، لكن يسبقها غيلبيرت ويقول]
"Paradon me.." يفتح لها الباب
تعني هذه الكلمة "إسمحي لي"، لكن هذه الكلمة قديمة ولا يستعملونها الآن ولكن كانت تُستعمل بكثرة في العصر الڤيكتوري.
بإبتسامة " شكراً لك يا مستر بلايث" بعد أنّ قالت مستر بلايث ضحكت ضحكة صغيرة.
يرد لها بضحكة ايضاً "من دواعِ سروري يا آنسة سيلينا، لا تنسي أنّ تأتينا مرة أخرى"
" سآتي، انا أعيش بالقرب من هنا"
[بعدها نظرا لبعضهما البعض بعمق وعاطفية، إبتسمت سيلينا خجلاً من التواصل البصري واخفضت رأسها وقالت له]
"وداعاً"
"وداااعاً" قال غيلبيرت.
[ظلّ غيلبيرت يراقب سيلينا بتمعّن إلى أنّ إختفت عن أنظاره. فجأة يمسك تشارلي بلياقة غيلبيرت من الخلف وبقوة ويكسر له لحظته هذه ويجره عليه ويقول]
" هل يمكنك أنّ تفسر أفعالك؟"
"أي افعال؟"
"حقاً؟ لقد قمت بدعس رجلي وإرسالي لمخبز لاڤيدا الذي يبعد عنا بالكثير، والأسوأ من ذلك لقد قمت بتخفيض كبير لها، عشرون من أصل خمسين!!، عشرون يا غيلبيرت؟!"
" وماذا في ذلك؟" يغادر منه.
"إذا عرف والدك بهذا سيقتلك، وما هذا القانون السخيف، اول زبون يحصل على تخفيض، ماذا لو ذهبت وأخبرت من تعرفه ومن لا تعرفه بهذا، صدقني سيشترون كل البقالة ولم يكون معنا سوى عشر دولارات من الأرباح!"
"توقف عن هذا يا تشارلي، هي ليست من هذا النوع، ثم التخفيض لها فقط وليس لشخص آخر"
يضع يده على وجهه ويقول "تتحدث وكأنك تعرفها منذ سنين" بهمس.
"عذراً، يبدو انها ليست من هذا النوع، من ملامحها، ما خطبك؟" بصوت عالي.
"حسناً، حسناً يا غيلبيرت بلايث" وهو يبتسم إبتسامة تُخفي ضحكة. " هل اعطتك رقمها؟" بسخرية.
"لا، بالتأكيد لا، لم اطلب رقمها إلا أنّ تعطيه لي بيديها" بنظرة واثقة من كلامه.
"ههههههه،  وكأنكما ستلتقيان مجدداً" وهو يسخر منه.
"من يدري ربما سيجمعنا القدر مرة أُخرى" وهو يقوم بضم ذراعيه سوياً مع ابتسامة تأمل لِلقاء آخر.

شرارة الحُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن