كانت رقيقة ترفرف بين الزهور بجناحين هشة كـفراشة بألوانها الجميلة ، كانت بريئة رسمت عالمها
بصورة طفولية بريئة ، تمضي الأيام والسنوات ولا
زالت ترفرف وفي مخيلتها ذلك العالم الطفولي
البريء حتى ذلك اليوم المشؤوم ، مالم يكن
بالحسبان وشعور باهت الالوان لم يسبق لها تجربته
لا تعلم بوجوده حتى شعرت بمرارته ، شعور صادم ،
كسر احد جناحيها وقعت ع الارض ، لا تستطيع
التحليق من جديد لقد كان هشاً ، كان شعور
مؤلم لها ، كانت تعلم جيداً انها لا تستطيع استرجاع
ما فقدته للتو فهي فقدت روحها
وكان عليها المضي قدماً والتعايش مع
فقدانها ، كان مروعاً ومخيفاً ، لم يكن بالحسبان ،
كانت رقيقة وبريئة ولا تعلم بواقع العالم الحقيقي
المروع ، مضت ولكن أصبحت خائفة دائماً من
المجهول ، كانت قلقة من المستقبل ، أصبحت
شديدة الانتباه ، خلقت عالمها الجميل في
مخيلتها ، لم تسمح لعالمها بتشويه ما رسمته
بطفولتها ، كانت تواجه العالم بأقنعة بما يناسب
مرارته ، وكانت تعيش برائتها لوحدها ، لا احد يفهم
انها كانت ضحية عالم مروع لم يرحم رقتها
وهشاشتها ، لا احد يعلم انها تخشى شعور الفقد
من جديد ، لا احد يعلم لماذا هي قلقة طوال
الوقت ، لا احد يعلم انها كالدر المكنون أسود من
الخارج ولكن من الداخل أرجواني براق وجميل