ومرت سنة (١)

676 7 1
                                    

بـــعــــد مــــــرور ســـــــٰنـــــــة

كانت تكلم الهاتف وتسير يمين وترجع شمال  امام بنايه التي يوجد بها مكتب الدكتور ماجد
( لا والله م يحتاج بدبر اموري ، إن شاء الله ل علي الساعه ثنتين ظهر  وطالعه من المكتب انتــ...) توقفت عن الحديث فجاة وهي تفتح عينيها بقوه وقد تيبس الهاتف في يدها وتيبس جسدها بأكمله  وهي تناظر الواقف امام درج البنايه يكلم هاتفه هو الاخر دق قلبها بعنف واصبح كالهدير الذي يحذر احد يقترب منه كمثل ان تكون غارق وتتطلب  المساعده ولا تجدها وانت تتحرك في ذلك المياه بعنف تحول وتحول الخروج ولكنك كل ما تحركت خطوه تريد أن تتقدم للأمام يخدعك الماء ويرجعك للخلف !!! كمثل أن تكون قد رميت نفسك من الطائره في تلك اللحظات  وانت تصرخ بعنف تريد العوده لها  تتمنى ان تنتهي تلك الدقيقتين في سرعة البرق فقط لكي تنتفخ منتطدة الحمايه على ظهرك وتعرف انك في منتطقة الأمان !!! ، كان يدق قلبها كمثل أنها في مسابقه وسوف يُعلن الفائز بعد دقائق تتمنى الفوز !!!
يا ويل قلبها لقد رأته بعد سنه لقد رأته حبيبها و زوجها السابق ..

لـــقـــد رأتـــة ..
كان يقف كما كان في الماضٍ وأقوى بكل شموخ وهيبة وعجرفيه بذاك الانف المرتفع بغرور و عينيه العسلية بتلك الرموش المتوسطة الطول  التي تجعلها لا تقوى على حزنه مِنها في الماضٍ ام شفتية المنتفخة قليلاً والمتناسقه مع غمازتيه الطويلتين العميقتين اللاتين يظهرهن من تحت لحيته المرتبه بِإنتظام ؟!! وبياضه المشرق كعادته كان يرتدي الكمة العُمانيه التي تغطي شعره الناعم والكثيف بكثره  والدشداشة الإمارتيه كما يحُب ،
كان كعادته تمام هاكذا مظهره تذكرت ذلك اليوم الذي كتب عليهم الفراق فقد  كانوا اخر لحظه حلال بعض قبل أن يرمي عليها كلمة ( طالق ) وقد حُكم عليهم الفراق ولم تره منذ يومها هذا فقد مرت سنه على فرقها عنه ، تيبست أكثر حينما ألتفت إليها وجاءت أعينه عليها ولم تبدي عليه ملامح الصدمه أبدا كان يناظرها بكل هدوء ولكن كانت اعينهم تتحدث !! كانت تتجادل !! كانت تلوم!! لما ؟؟ولما؟؟ ولما؟؟ ولما؟؟... وما من إجابه كانت تقول قد مرت سنه ، مرت سنه من الفراق ، مرت سنه من الآلم ، مرت سنه من الخذلان، مرت سنه من العتاب ، مرت سنه من الدموع ، ومرت سنه من الفقدان !!

ها هُما بعيدان عن بعضهم عِدت أمتار ولا يتجرأ أحدهم الآخر كسر سانتي واحداً منها فقط فقط يتكلمان بالعيون ، هي لازال هاتفها على اذنها فوق الحجاب وتنظر له بصدمه وهو قد انزل هاتفه يلعب به بيديه ليخفى توتره ويناظرها بهدوء فقد كان ثابت في لم يتحرك ولم تتحرك ، لم يتكلم ولم تتكلم ولم تتقدم ولن يتقدم إن لم تتقدم ...
قاطع شرودهما ببعض بعد أن شعر بكف توضع فوق كتفه وصوت يناديه بعُلي وهو يضحك
( محمد!!. يا رجال اناديك من ساعه )
ولكن قطعت ضحكت عبدالعزيز وهو يرى أين ينظر محمد ولم تكُن إلا نرجس
نظر عبدالعزيز قليلا الى نرجس ومن ثم محمد هو يعلم بماضيهم ويعلم اين انتهت حكايتهم ؟؟!. فكر قليلاً قبل ان يصيح وهو يناظر نرجس بقليل من التسلية
( اووه نرجس تعالي بتسلمي ع محمد )
تباً لك عبدالعزيز !!! انت تعلم انه زوجي السابق تباً لك فقط
هاكذا همس عقل نرجس تقدمت بخطوات بطيئة إليه وهي تنزل الهاتف من اذنها وعينيها لا تبتعد عن محمد وقد عاد لها شرودها ولكن انتشلت منه بفزع وأبطأت خطواتها وخطفت أنفاسهاوتسارعت نبضات قلبها بقوة  بعد أن رأت من ذلك الطفل الذي ينزل من الدرج وتوقفت مكانها بفزع
التفت كل من محمد وعبدالعزيز الى ذاك الطفل الصغير على ما يبدو ان عمره لا يتجاوز السنة والنصف ينزل من الدرج ببطِء شديد ويمسك بين يديه دُب صغير الحجم باللون الابيض فكاد ان يسقط إلا أن محمد ركض إليه فحمله بسرعه وقلبه بنبض بخوف على الطفل وضعه محمد في حضنه وراح ينظر إليه بلطف ويحبس الدموع والحسرة والقهر في قلبة وهو يراه ويتذكر أبنائة الذين توافاهم الله وهو لم يراهم .. لم يمسكهم .. لم يداعبهم .. لم يقبلهم .. اه وألف اه
ركز مُحمد على ملامح الطفل لحظة فقط!!... أكأن الطفل يشبهه أم انه يهذي من الألم الذي بداخله ..
نظر الى عينيه وشعره وتشكيله وجهه وانفه كأنه هو عندما كان صغيراً .. استغفر محمد ربه .. بتأكيد هو تهئ له انه يشبهه
التفت محمد لعبدالعزيز وهو يبتسم ويقبل الصغير قائلا
( هل أتيت بطفل وانا لا اعرف عنك حاجه؟؟ لما لم تعلمني؟)
ابتسم عبدالعزيز والتفت لنرجس التي تشير إليه ب لا وعينيها تقول .. لا تعلمه .. لا تخبره .. دعه جاهلاً للأمر .. سوف يأخذه... سوف يرحل به .. وكلام كثير بعينيها التي بدأت تتساقط الدموع منها بينما رمقها عبدالعزيز بنظره يقول فيها
... هو يستحق ان يعلم .. يعلم انه ...
ابعد عينيه عن نرجس لينظر لمحمد وكيف يلاعب الطفل الصغير وكأنه قد هواه .. وكأنه قد أحبه بشده وكأنه قد ..
قال عبدالعزيز موجهاً كلامه لمُحمد
" هو أبن نرجس .. ليس بمولودي "
فتح محمد عينيه بقوه وهو ينظر لنرجس والصدمه ألجمت لسانه
وعاد يسترجع هو طلق نرجس منذ سنه وفوقها اشهر وهذا الولاد يبدو أن عمره سنه وبضعت أشهر إن كان كذالك فقد تكون تزوجت وجلبته أو انه .. أنه أبنة .. هل يعقل ؟؟ ولديه قد توفيا في تلك اليله العصيبه لا يعقل مستحيل هي قد اجهضت في الشهر الثامنه في الشهر ... لحظة!! الثامن هناك الكثير من الامهات يجلبن ابنائهن في الثامنه ومن ضمنهم هو والدته أنجبته في الثامن هل يمكن ؟؟ ... هل يمكن ؟؟ هل يمكن ؟؟
واخير فك لسانه وقد قال لنرجس
( مبروك .. يبدو انكِ قد تزوجتي؟؟)
ينتظر الإجابه وقلبه يهدر واخيراً نرجس تشجعت وقد قالت له
( لم اتزوج .. هذا أبنك يا مُحمد)
ردد عقله جملتها من دون توقف ... هذا أبنك يا مُحمد...هذا أبنك يا مُحمد...هذا أبنك يا مُحمد...هذا أبنك يا مُحمد...
( أبني ... كيف يمكن؟ الم يتوفوا أبنائنا نرجس)
اختصرت نرجس الإجابه وقد التمامت انها اعلمته
( توفي واحد وانا خبأت الاخر )
سقط هذا الكلام على رأس محمد وكأنه اليوم يوم الصدمات له ولكن لم يستطع أن يكمل الحديث خبأته .. عنه .. خبأت عنه أبنه .. أبنه .. رن في سمعه صوتها عندما نادته قائله
( تعال إلي يزن ) ومدت ذرعها
نظر إليها محمد بغضب كمُن في عسليتيه بشده ويده من دون شعور كانت تضغط على الصغير أخذ يتنفس بشده غضب .. غضب وبشدة ايضاً وعقله مكتظ بكلام كثير وأفعال كثيره وقصه حبكتها الحياه كان يظن انها هي المظلومه ولكن هو من خرج المظلوم فيها ... سمع صوت الصغير ارتفع ليبكي بقوه شديده انتفض محمد من مكانه يراه يبكي حاول تهديئته وهو يقول بهمس
( حبيبي .. حبيب بابا ما الذي يبكيك ؟؟ اششش)
لم يتوقف الصغير عن البكاء حتى ألتقط عبدالعزيز الصغير من يدين محمد يحول تهدئته وبالفعل صمت الصغير ونظر لعبدالعزيز يتمتم ( بابا ) ومن ثم نظر الى محمد ولازال يقول ( بابا) ..يا هولك يا محمد ( بابا) ..... الذي حُرمت منها سنين .. بابا .. الذي كان قلبك يتقطع إرباً ويبكي دماً لا دموع .. بابا .. واه من سنين مضت في الحُزن .. واه من أولاداً فقدتهم ولم يُكونوا قليلين .. كانوا أربعه بحقكم فقد أربعه وهو من يتمنى أن يسمعها من أحدهم ... شعر بمراره في حلقه وألم  شديد في قلبه وشعر بماء عينه وهو ينظر لنرجس كيف تهدي الطفل والصغير ينظر إليه ويشر بإصبعه ويقول بابا
هل أسشعر أنه اباه حقاً ؟؟ ام انه مجرد إستغراب لكونه رأى شخص قريب .. اه وألف اه .. ألم لا يحتمل أن ترى صغيرك وانت لا تعلم متى ولد؟؟  لا تعلم ما اسمه ؟؟ ولم تسميه ؟؟ بل والأسوء تظنه ميت وتعيش وعينيك دموع على ما فقدت وبالاخير تجده مخبأ عنك كي لا تأذيه ...
رأت نرجس نظرة عيونه أختفى الغضب منها وبقيت البهت والحزن والخيبه والمراره واهمها الخذلان ..
دمعت عينيها تلقائياً ونزلت دموعها على خده هي تعرف محمد وتعرف ضعفه وحساسيته التي يحاول ان يخفيها امام الجميع تحت مسمى الرجوله تعرف عندما يتألم ..
رأته كيف عاد أدراجه وركب سيارته ومعه عبدالعزيز كان يحاول ان يضحك على كلام عبدالعزيز يحاول ان يتكلم وكان يجيد ويتكم بقلبه حتى يبقى وحيد ويخرج ما بداخل قلبه ..
تحركت سيارة محمد بعيداً لتجلس نرجس على الكرسي الخارجي وهي تبكي تحاول إن تخفض من صوت بكائها الشديد ... تبا لها هي تشعر به .. تبا لها هي لا زالت تحبه وتعشقه
شعرت بمن يربت على كتفها لترفع وجهها لتجد الدكتور ماجد وهو ينظر لمسار سيارة محمد
( ليس قليل ان يعرف المرء ان لديه ابن وهو من كان يعيش تحت سقف ألم ودموع يا ابنتي )
ردت نرجس ودموعها تزداد
( سوف يأتي انا متأكده يستحيل أن يترك أبني معي يا دكتور سوف يأخذ أبني مني يا دكتور .. يا لهولي لقد علم )
همس بخفوت قبل ان يرحل
( حقه .. هذا الولد ولده ايضا نرجس)

.. وتلك اليله حلقت اعلام الألم والدموع لتسقط فوق سقوف البيوت ..
—————-
لا تكتفي بالمشاهده وتغادر عزيزي شجع غيرك ولو بكلمه ولو بتمييز صغير على روايتها دعم لتلك الكاتبه المسكينه ..
( سوف تكون الروايه باللغه العربيه الفصحى إن شاء الله )

ومرت ســـنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن