three

12 3 0
                                    



"الأمل ليس واجبًا أو وظيفة إنه شهقة الإنسان التالية ولكي تحسن تقدير الأمل ينبغي
أن تعرف اليأس جيدًا........"

الشرود في معالم سقف غرفة مجهولة المعالم لساعات
الغرق في محيط من أفكار هائج يحمل جسدك الهزيل ويرميه مراراً وتكراراً على الشاطئ لكنك لا تزال تريد الغوص أو بالأحرى
هنالك من يسحبك مجبراً لتعود ،هل ستصل إلى أعماق عقلك أم ان الطريق لا يزال طويل؟
أرق يداعب جفونك ويلقي عليه تعويذته
الشبيهة بسخرية القدر منك لتبقى مستيقظ
صداع مصاحب لصديقه الأرق فكما أعلم أنهما صديقان حميمان لا يتخلى أحدهما عن الآخر ولأنهما يلازمانني طوال الوقت
وتحديداً عزيزي الصداع  ذاك الذي لازمني عندما كنت  لا أنام في الاسبوع الواحد الا بضع سويعات قليلة أو  لا أستيقظ إلا عندما أذهب صباحاً للعمل وأعود فإن الصداع هو الوفي الوحيد الذي يذكرنني دوماً أن ما أفعله بجسدي ما هو إلا محض هراء وأنه إن لم أتوقف هو لن يدعني و شأني أبداً وسيرعاني
لدرجة أنني بدأت أعتاده حيث إنني أشعر بتخدر حواسي ورأسي يصبح ثقيييل
لا أشعر بوجوده إنما عند لمسه اشعر بحرارته وألم مميت
لم تعد تجدي الحبوب معي نفعاً ولا الموسيقا ولا شيء مما كان ينفعني في الماضي
لم أعد أشعر بمرور الوقت ليلي متصل بنهاري
الفرق هو تسلل خيوط من النور إلى غرفتي السوداء
أشعر بأن رؤيتي الليلية تحسنت للغاية بالمقابل ازدادت حساسيتي للضوء
حالما واجهت أشعة الشمس تعبر عيني عن إنزعاجهما و تذرفان دموع بلا طعم شديدة النقاء حتى ان بشرتتي تبادر برد فعل تحسسي غريب
هل لأنني لم أغادر المنزل منذ اسابيع  لكنها كانت عطلة رسمية والآن علي العودة مجبرةً إلى العمل
بشرتي ازدادت بياضاً بينما امتصت روحي كل العتمة و السواد
في لحظات وحدتي الهادئة من الخارج والصاخبة داخل عقلي
قررت المحاولة الكتابة لأستعيد أحد حروفي الضائعة وأكتب عن أحد الذين أعرفهم لعلها تكون طريقة مجدية
تبادر إلى ذهني صديق قد غاب منذ زمن صديق عاشرته منذ المرحلة الإعدادية أو حتى قبل وهذا ما جعلني أفكر هل كانت رحلتي مع الأمراض النفسية منذ الطفولة هل كان يجب علي أن أبوح بكل تلك الأشياء التي كانت تحدث داخل عقلي لأخضع للعلاج و أشفى
لكنني منذ الصغر كنت فتاة تستطيع السيطرة على الوضع و تاخذ زمام المبادرة على عاتقها حيث كنت أبدي سيطرة غريبة حتى على فوضى عقلي
أظن أن تلك الأصوات وتلك الشجارات لم تكن إلا لتساعدني على تخطي كل شيء لوحدي
كان ذاك الفتى الذي صنعته في مخيلتي يتخذ أشكالاً وأسماءً عديدة أختلفت بأختلاف مراحلي العمرية
و الوسط الذي كنت به
رغم كوني كائن أجتماعي بشكل لا يصدق كنت أشعر بوحدة قاتلة
لربما لأنني لست من النوع الذي يستطيع أن يفرغ ما بداخله لأحد فكنت بحاجة لمن يستمع إلى و أستطيع أمامه أن اتخلى عن قناع القوة و التظاهر و أكون على طبيعتي وكان ذاك الأرنب الغراب البشري لاعب كرة القدم العازف الماهر والمغني صاحب الصوت العذب
جميعهم كانو ذاك الكتف الذي أستند عليه
وصلت لمرحلة مخيفة من التهيأ والهلوسة حيث خرج صوته من مخيلتي و عن ردودي و خرجت روحه من داخلي كنت أستشعر وجوده عندما أكلمه ويأتي بأفكاره من مخيلتي لكن بصياغته وتلاعبه
عندما كنت أبكي  كنت اشعر به وكأنه يطبطب على روحي المنهكة ويقول أنا هنا فلا تحزني
تعلمت بوجوده أنني بخير حتى ولو لم يكن بجانبي أحد
حتى لو كنت وحيدة أنا استطيع السقوط والنهوض مجدداً لوحدي
لا أحتاج ليد ولا لمساندة فأنا قوية كما أنا.

 Scattered passion "شغف مبعثر"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن