تبون تعرّفون شلون صرت اول شيف يسمّم سجن مركزي بالكامل، وبروحي؟ الحين بقولكم شلون، ولكن خلّوني اقولكم عن طفولتي، وشلون حبيت الطبخ من صغري. طبعاً لكل نهاية لازم بداية. وبدايتي كانت صعبة في نبراسكا، خصوصاً مع اهلي الّي ضروفنا كانت صعبه جداً.
سنة 1968 مزارع نبراسكاانا عندي ٣ اخوان، العود جيكوب، والوسطي آندرو، وانا ايلاي اصغرهم. ابوي تركنا واحنا صغار بسبب يارتنا سوفي. تبون تعرّفون شنو سوّت سوفي؟ ولا شي، ابوي الّي قرّر يتحرّش فيها ويخون امي معاها. اكيد بتقولون عنه حيوان ووصخ. ولكن بالواقع، سوفي وايد جميلة. امي بطّلت تهتم بنفسها وما قامت تعطي ابوي ويه. كانت كل يوم تمتن وتصرّخ على ابوي و تنحّشه من البيت من كثرة مشاكلها. يعني تقدرون تلومون امي ومو سوفي. المهم، اخواني جيكوب و آندرو كانوا يشتغلون بمزرعة شوي بعيدة عن بيتنا. فانا وامي نقعد نطبخ العشة على ما يرجعون من الشغل، كل يوم ماعدى الأحد لأنها إجازة. امي كانت تعطيني فلوس وتقولي مر البقالة ويّيب لنا الخضروات. البقالة تبعد من بيتنا نص ساعة مشي. واذا كنت محظوظ، عادي تمر سيارة وتوصّلك ببلاش. كل يومين اروح البقالة. الأكل ببيتنا كله طازج لأنه ماعندنا ثلاجة. في مرة امي طرشتني البقالة وطلبت مني وايد اغراض. لسوء حظّي، ماكان في سيارة عابرة عشان توصّلني البقالة. مشيت نص ساعة وبعدها دخلت البقالة. بعد ما شريت الأغراض، الچيس كان وايد ثقيل. وانا راجع البيت، بدا يطق مطر فبسرعة ركضت وانا معاي الأغزاض. للأسف زلقت وطاح الچيس من ايدي ونّشق. رجعت البيت ونص الأغراض مو معاي. امي طقّتني طق وعطتني درس خايس. "شسوّي يمه، طق مطر وزلقت مو بيدي." ردّت عليّ بعصبية "لأنك غبي! انت عارف احنا فقارة وماعندنا فلوس. ارجع الحين ولقّط الّي طاح." قلتلها "بس يمّه..." وطقّتني على حلجي. رجعت وانا متألم ومتضايق من امي. "شسوّي مو بيدي. مادري ليش امي مو راضية تفهم." وانا بنصّ الطريج، وقفت يمّي سيارة تناديني بأسمي "ايلاي...ايلاي بسرعة تعال." ورحت للسيارة ولا ابوي ومعاه سوفي راكبة يمّه "شتسوّي قاعد تمشي بالمطر بروحك؟" قلتله "امي طرّشتني البقالة ومن المطر زلقت وطاحوا نص الأغراض. والحين قالتلي ارجع لقّطهم، ،انا بصراحة ماذكر وين طاحوا؟" التفت ابوي وطالع سوفي "مو قلتلچ انها شريرة؟" ردّيت على ابوي وقلتله "لا يبه، انا الغلطان، ركضت وطحت. تدري احنا ماعندنا فلوس وايد، فلازم القى الأغراض." ابوي ركّبني معاهم بالسيارة واتّجه للبقالة. سوفي سألتني "شلونك ايلاي، سمعت انّك طباّخ صغير؟" ردّيت عليها "تمام، قاعد اتعلم شوي شوي." ردّت وسألتني "يعني اقدر اقول انّك شيف صغير؟" ابتسمت بويّها وقلت "اي نعم." بعدها وصلنا عند البقالة وابوي عطاني فلوس وقالي "امسك الفلوس، بسرعة روح اشتر الّي طيّحته وناطرك انا عشان ارجّعك البيت." ابتسمت وانا رايح ادخل البقالة، سمعت سوفي تهاوش ابوي وتقوله "انت تتعب على الفلوس، والحين تعطي زوجتك السابقة؟" ردّ عليها ابوي "هذيل الفلوس حق ولدي..." ودخلت بسرعة وشريت الأغراض الّي فقدتها وطلعت لبوي. شفت سوفي معصّبة ومچفسها ايدها وقاعدة تطالع جدّام. اكيد تناجروا. "ايلاي حبيبي، انا وسوفي وايد متأخرين على چم شغله. آسف بس لازم ترجع مشي." فهمت السالفة كلّها وشكرته وردّيت البيت. اول مادخلت البيت وعطيت امي الأغراض، عصّبت وسألت "من وينلك فلوس؟" ردّيت عليها "صادفت ابوي وعطاني فلوس وشريت." عصّبت امي حيل وقالت "مانبي شي من ابوك!" وقطّت الأغراض كلها. عصّبت عليها انا وقلت "يمه ما يصير تقطّين الأكل. انا تعبت عليه رايح ياي." وعطتني ظهرها وراحت المطبخ. خذيت الأكل وبديت انا اقطّع الخضروات واحمسّهم مع زيت. الريحة صبغت البيت كلّه، حتى امي بدأت تسكّر حلجها اخيراً وتذوق معاي. "زينه الطبخة، استمر على ما اجهّز الطاولة حق اخوانك." بعدها دخلوا الأخوان وقعدوا ينطرون الأكل. بسرعة نچبت لهم الأكل وشفتهم يتلذّذون فيه. "يمه تسلم ايدچ، وايد حلو الطبق." ردّت امي "اخوكم الّي طبخ." طالعوني وهم متفاجئين "براڤو يا ايلاي. لو كل مرة انت تطبخ لنا العشى، امي اخيراً ترتاح." ردّت امي عليهم "على فكره، هذي فلوس ابوكم. الغبي اخوكم، طيّح الخضراء بالشارع وابوكم عطاه فلوس." تمّوا ساكتين وبعدها آندرو قال "شغلك حلو يا ايلاي، استمر."
أنت تقرأ
وصفة الموت
Historical Fictionايلاي اصغر اخوانه، يقصّ عليكم قصّته وشلون بدا يصير طبّاخ ناجح بكذا ولاية وبعدها شلون سمّم مركز شرطة بالكامل.