البآرت الأول::
بعد أن غرق الكون في السكون ,و أوى الناس إلى فــراشهم طالبين الراحة إستعداداً لصباحٍ جديد يحمل معه الأمل والتفائل ,
كانت هي تستلقي على سرير وتنظر إلى السقف كأنه شاشة تلفاز يعرض فلماً رومانسياً, سرحت بذهنها بعيداً تفكر بيوم غد وماذا سيحصل فيه... فجأة قفزت من السرير بعدما أُطفِئت أنوار المنزل, حملت ملايتها وتسللت إلى غرفة جدتها.... فتحت باب الغرفة ببطئ وهمست:: هالموني هالموني
الجدة:: يونا!؟ لما أنت هنا؟ ألم تنامي بعد؟
حضنت ملايتها وإستلقت بشقاوة الأطفال بجانب جدتها
الجدة:: يااه عودي إلى غرفتك
لكنها لم تستجب لعبارات تلك العجوز المحبوبة .. وظلت في مكانها ثم عانقة جدتها قائلة:: هالموني إروي لي قصة كما كنت تفعلين منذ زمن
الجدة:: بووه؟؟
يونا:: تشيبااال
الجدة:: لقد أصبحت راشدة ولا زالت تريدين سماع حكاية ما قبل النوم ؟!
يونا:: ديه فهذا يشعرني بالدفئ
الجدة وهي تمسح على شعر يونا المستلقية في حضنها :: هذه آخر حكاية سأرويها لكِ , بعدها لا تـُريني وجهكِ إلا في صباح الغدّ , هل فهمتِ ؟!
سحبت يونا يد جدتها وقبلتها ثم إحتضنتها وهي تـُغمض عينيها بسعادة :: حسناً موافقة صغيرتي ههه
*إبتسمت الجدة و بدأت تحكي لـ حفيدتها إحدى قصص ماضيها ,
والتي تعشق يونا سماها بكل تفاصيلها وتتمنى أن تعيشها يوماً ما
( المنازل القديمة - الملابس الطويلة الخاصة بالنساء الكوريات - الأحذية الخشبية ذو الصوت المميز )
والكثير مما تخيلته من خلال حكايات الجدة
بعد أن أنهت الجدة حديثها نظرت لوجه يونا ورأتها مغمضة العينين ..
تنهدت بإرتياح وهي تسحب يدها بلطف من حضن حفيدتها
الجدة:: هذه الشقية نامت بسرعة
لكن عبس وجهها حين تشبثت كيوري بيدها وهي تهمس :: كلا لم أنم بعد
صرخت الجدة وهي تسحب يدها بغضب ::
إذهبي ل غرفتكِ ونامي فأنت تزعجينني ولا أستطيع النوم
إنقلبت تلك الأخيرة بعناد وهي تهمس بصوت نائم :كلا سأنام بجانبكِ
دفعتها الجدّة قائلة بضجر: :لا أريدك بجانبي أيتها المزعجة .. إذهبي لغرفتكِ حالاً ... أو إنزلي للطابق السفلي وأفسديه كـالعادة ..المهم دعيني أنام بسلام
يونا وعنادها يزداد :: كلا كلا كلا , أريد النوم هنا ..
إبتسمت الجدة بضجر وهي تـُـغطيها:: إن صحوتُ على ركلة من قدمكِ فأنتِ ميتة ..ها
قفزت يونا من مكانها و ركضت بإتجاه النافذة تـُزيح الستائر وسط نظرات الجدة المستغربة ..
فتحت بعدها النافذة وأخرجت رأسها تنظر للسماء تتأمل القمر فجأة ...
وصلها صوت جدتها الساخر يقول : هل تمثـّلين مشهداً الآن ؟! عودي للنوم ودعي غبائك ينام أيضاً ....
ضحكت يونا وهي تنظر لجدتها :: جدتي هل تعلمين !!غداً سيكون يوماً رائعاً ومزدهراً وأنا متأكدة من أن مستقبلي سيتغر أيضاً
الجدة باستغراب:: هل عدت لأحلام اليقظة مجددا؟ ً
يونا:: أنا متحمسة ليوم غد أظن أنه سيكون مميز
الجدة:: ما الذي يـُميز على أي حال ؟!! ..هل ستصبحي أقل إزعاجاً أم أنكِ ستنضجين وتصبحين إمرأة مثالية
يونا:: آني لا شيء من هذا
الجدة:: هاه هيا إغلقي النافذة فقد ضاع دفئ الغرفة هباءً يا حمقاء ..
أغلقت يونا النافذة وعادت بخطوات سريعة تأخذ لنفسها مكاناً على سرير الجدة الفسيح
والمماثل لسريرها .. لكنها ولسبب لا تعلمه تحبُ سرير جدتها أكثر ..
في صباح اليوم التالي كانت يونا تقف أمام نافذة الصالة العملاقة,
تنظر للخارج بضيق صبر وتنظر للساعة بين الحين والآخر ..
وتساؤلات الجدة التي تجلس على مائدة الإفطار لا تتوقف عن سبب وقوفها ..
يونا بملل :: هالموني أتممي إفطاركِ ولا تشغلي بالكِ بي ..
الجدة:: ما بالك هذا الصباح؟ منذ أن فتحت عينيك وأنت تراقبين تلك النافذة هل ترين شيئاً لا نراه؟ أم أنك تواعدين شاباً بالجوار
يونا:: بووه!؟ أواعد ههه من أنا؟ أظن أن مرض ألزهيمار بدأ ينتابك
الجدة:: ما الذي تقولينه أيها الحقيرة
يونا:: لا تهتمي لكلامي فأنا مجرد فتاة غبية تتفوه بالحماقان
الجدة:: لقد أصبحت صريحة بالآونة الآخيرة
يونا:: أوه لقد آتى.... ثم ذهبت مسرعة
الجدة:: ياااه يونا من؟
سيؤول:: الساعة الثامنة صباحاً..
بدأ المنبه بالرنين أو بمعنى أصح بالتكلم قائلاً:: عدد سكان كوريا يفوق 100مليون شخص ( معلومة خاطئة) تم القبض هذا الأسبوع عن تلات لصوص ومجرم يتاجر في المخدرات, هناك تسع أنفاق..
قاطعه هونغ زي ( تاو ) بضغطه على زر إقافه بضجر, تمدد على السرير ثم توجه إلى الحمام غسل وجهه ونزل لطابق السفلي, قام بتحضير القهوة بينما يرتدي ثيابه, حمل كوب القهوة بيده وخرج متجهاً إلى مركز الشرطة حين يعمل, فعند دخوله إنضبط الجميع وقام بتحيته, إقترب منه شيومين ( أحد فريق التحقيق ) قائلاً:: سنباي إن المتهم لازال لا يريد الإعتراف بجريمته ويقول أنه لا يتذكر
تاو بغضب:: ماذا!؟ هل كنتم تتحدثون معه بلطف أم كنتم تنتظرون أن يخبركم بكل شيء بسهولة, لكن سأجعله يعترف بكل شيء ويتذكر يوم ولادته
شيومين:: سانباي إنه مازال متهماً لايجب أن نقسو عليه كما يقول القانون المتهم بريئ حتى تتبث إدانته
تاو:: ما الذي قلته لتو؟ أعده فلم أسمعك جيداً
شيومين بخوف:: أوه قلت يجب علينا أن نجعله يعترف بشتى الطرق ولو كان متهماً
تاو:: جيد إذاً أحضر لي ماءاً بارداً والأفضل أن يكون به قطع من التلج
شيومين:: لما تريد الماء البارد في هذا الجو المثلج؟
تاو بضجر:: أريد أن أغتسل به هل لديك مشكلة؟
شيومين:: آه سأحضر حالاً " وذهب فور إنتهاء جملته"
تاو:: يا إلهي لما يلتف حولي سوى الأغبياء
توجه إلى غرفة التحقيق ودخل المتهم بغضب:: إلى متى سأظل في هذه الغرفة العفنة
تاو مع ابتسامة ساخرة:: لازلنا نحتاجك وأيضاً لم ترى إهتمامنا بك بعد
المتهم:: ومن تكون؟
تاو:: سأعرفك بنفسي أنا المحقق هونج زي تاو, لابد أنك سمعت بي ها
توسعت عينا المتهم وبلع ريقه خوفاً قائلاً:: أوه أليس أنت المحقق الذي يعذب المجرمين؟ وليس هناك قضية إلا وقام بحلها
تاو مع إبتسامة:: ديه لكن أنا أعذبه في حالة إذا لم يعترفو بجرائمهم وأيضاً إذا ظلو صامتين حتى يصل وقت غذائي, فهذا يزعجني
المتهم:: أوه كم الساعة الآن؟
إنتهى البآرت.....