I

58 10 4
                                    

ليسَ هُنالك ما يُخيفُني أكثر مِنْ فِكرةِ
فِقدانُك




أيها الطبيب هُنالِك حالة طارئة أرجوا بأن تُسرع في مجيئك
لا يُمكِنُنا السيطرة على هذه الوحوش هنا
أنهم مخيفين

سأقتلع فروة رأسي من جذورها يا إللهي
أرجوا أن تلطف بي ولا يأكلوني

لا تضحك أيها الطبيب هم مخيفون للغاية لا أعلم كيف تُحِبهم حتى

أصمت جيف سأصل بعد دقائق لا تقتل ذاتك
إتفقنا؟!
أجل أتفقنا

أنهيت المكالمة عِند هذا الحد ودخلتُ إلى موقف السيارات الذي يمتلئ بسيارات الموظفين

قُدت سيارتي إلى الطابق الرابع
والشكر لله

هنالك مكان لسيارتي العزيزة
ركنتُها في المكان الفارغ الذي وجدته

ونزلتُ وانا أحمل سترة المشفى بيدي واريد
أن أرتديها

لكن مهلآ صوت شهقاتٍ خفيفة تصدُر
من الجانب هناك

هرولتُ بسرعة لأخر الموقف لأجد شيء أوقع قلبي بين قدميَّ

شيءٌ صغير ذو شعرٌ أشقر يضع رأسه بعلى قدميه
دنوتُ منه حتى آراه

لكن ليتني لم أفعل لأني كدتُ أبتلعه
لقد كان يُدمي قلبي أكثر فأكثر

سحبته لأجلسه بين أحضاني وأداعب شعره لكن ما آلم قلبي أكثر هو فعلته بعدها

لقد تشبث بثيابي ووضع رأسه في عنقي يكمل بكائه هناك والغريب

أن بكائه كان صامت فقط شهقاتٍ صغيره
أشعر بذاتي تقع عميقًا لأفعاله

كنت امسح على شعره عله يهدأ لكن
لم يحدث شيء مما أردت

ضيقت عناقي له وبدأت أنشد له ما يهواه قلبي

أغمِض عينيكَ يا صغيري
دعني أضمك إلى قلبي بِوَلهٍ
مسكنك هنا لا تحزن يا صغيري
أبقي يديك حولي ولا تخف
سننام ولن نشعر بالألم
سأنام بين أحضانك الدافئة
ولن أخاف من شيءٍ
أنت مسكني وأنا سقفك
أنت قلبي وأنا روحك
لا تخاف أنا هنا

كنت أنشد له تلك التهويدة ألتي أحبها
وأنا أهدئ به إلى أن شعرت به يتوقف عن البكاء

نظرت له عندما رفع رأسه لي وهو ينظر
بتسائل ربما

إبتسمت له وأنا أقول
بطلي الجميل أين والدتك لما أنت هنا
نظر لي بحزن وإمتلئت عيناه بالدموع لأشهق بخفة وأقول لا لا تبكي جميلي لنذهب لكي أجلب لك لعبة

إبتسم لي بعدها
أجل هو طفل

أعتقد بأن عمره يتراوح بين السنتين والثلاثة
حملته بين يدي عندما لم أجد منه أي رد

دخلت الى المشفى لأجد جيف يكاد يبكي لكنه نظر بصدمه للطفل الذي بين يدي

أوه طبيب كاي هل هذا إبنك؟!

لا لنتحدث لاحقآ عندما أضغط الجرس أدخل الطفل الثاني

حسنآ دكتور كاي

دخلت إلى غرفتي الخاصة في المشفى
لأجه ينظر إلى الحلوى التى في العلبة

أوه هنالك عُصفورٌ جائع أيريد أن يأكل حلوى

إبتسم بوسع وأظهر لي قُبلات الملائكة خاصته
وقد تناثر خصلاته الشقراء على وجهه عندما هز رأسه بالإيجاب

أنظروا سأطعم صغيري الجميل لكن أولآ لنرى ماذا يوجد في حقيبة الباندا هذه

أيمكنني فتحها طفلي؟!
لا أعلم لما لا يتحدث وفقط يهز رأسه

لأفحصه أولآ بعدها سنرى ماذا يوجد بحقيبته

فصحت جسده واجريت له فحص فيتامينات وقد كان هادئ بشكل مهلك للقلب

عندها وحدت بأن تحاليله كانت تدل على أنه
يمتلك نقص في الفيتامين دال

وهذا يشرح لماذا لا يتحدث
غير اني أعتقد بأن عائلته لم تنتبه له ولم تتحدث معه
لهذا تأخر في الحديث

دخل جيف بهدوء وقال بأني لا امتلك أي مواعيد اليوم  لأنه أخذ جميع المواعيد بدلآ مني
وهذا جعلني أشعر بالسعادة

غادر جيف وبقيت انا والصغير لوحدنا

شعرت بأنه متعب لهذا بدأت أغني له تهويدة
لكي ينام

وقد أعجبتني تحركاته الصغيرة حيث عاد لوضع
رأسه الأشقر في عنقي
وبدأ يتنفس بهدوء هناك
أردت الصراخ لشدة ظرافته لكني تمالكت ذاتي

بدأت أغني له تلك التهويدة ألتي هدأته
في موقف السيارات

أغمِض عينيكَ يا صغيري
دعني أضمك إلى قلبي بِوَلهٍ
مسكنك هنا لا تحزن يا صغيري
أبقي يديك حولي ولا تخف
سننام ولن نشعر بالألم
سأنام بين أحضانك الدافئة
ولن أخاف من شيءٍ
أنت مسكني وأنا سقفك
أنت قلبي وأنا روحك
لا تخاف أنا هنا

بينما شعرت به يسقط في عالم الأحلام
تمنيت له أحلام ظريفة كخديه تمامآ

لكن ما جعلني اشعر بالفزع ومحاولة تهدأت صدمة الصغير
هو...

يتبع.

Addio

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 23 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Noiحيث تعيش القصص. اكتشف الآن