في تِلكَ اللّحظة المصيريةَ تتوالى الأقْدار بِلا صوت, تنسجم وتتجه نحو اِلِتقَاء مصيري, تقاطعْت مع القرار لتخِلق دوامة متناغمة لا يمكن نسيانها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجمدت ملامِحُها في لحظة عابرة . اتسعت عيناها بشكل لم تعهده من قبل. إجتاحت الصدمة گأنها عاصفة ثلجية مفاجئة. حسنًا جملته الأخيرة كانت كالقنبلة التي انفجرت في صمت الليل.. رمشت لثواني و أدارت رأسها لأمها لثواني أُخرى
ماذا يقول هذا الأن هكذا نبست داخل عقلها
لن ننسى الأخرين توقف الإسلام والأكل داخل فمه
بينما الأم تنظر بذهول وهي متجمدة في منتصف حركتها
ترددت جمانة وتوقفت الكلمات في حلقها
"ماذا... ماذا تقصد؟!"
نظر الأب هنا وهناك ثم ثبتت عيناه البنيّتان في عسليتاها و أردف
"ماذا ماذا أقصد.. لن أسمح لك بالإلتحاق بالجامعة"
تجمعت الدموع في عيناها وقالت بهدوء
"حسنًا لكن لماذا.. هل هناك سبب.. هل أغضبتك في شيء.. هل رأيت شيئًا مني لم يعجبك.."
رغم أنهُ جرحها بكلماته التي كانت كسكينٍ حاد إخترق روحها إلا أنها ظلت هادئة ومتماسكة لم ترفع صوتها أو إنفجرت غضبًا فقط أرادت التأني لعله يملك سببًا واضحًا لرأيه
"ليس هناك أي سبب... هكذا وفقط"
أغمضت عيناها عسليتان وشدت قبضتها أكثر مزالت تريد أن تصبر مزالت تحاول إبقاء أنفاسها منتظمة
إستعاذة بالله في أعماقها
حتى سمعت صوتًا أخرجها من كمدها و إرتخت قبضتها و إستراح قلبها و أخرجت زفيرًا طويلا.
كان صوت ضحكته وهو يضع يده على فمه والأخرى يقبضها وهو يضرب في الطاولة بخفة
ثم أشار بسبابته نحوها وهو يستهزأ بردّت فعلها
لوهلة كاد قلبها أن يتوقف
ثم زفر الجميع وعادوا لحركتهم وحياتهم من جديد . وإسلام الذي بلع أكله ثم زفر و لف ذراعه على كتف والده وقال بتفاجئ
"لم أعلم أنك تمزح هكذا, عندما تفرغ علمني قليلا من مهاراتك سيد صالح سونا, كدت أن تجلِطنا لوهلة"
فأردفت عائشة وهي تشير بسباباتها تدعي بأنها تحاسبه على فعلته ورفعت حاجبها وهي ترمقه بعيناها الخضراء
"ولكن جديًا, كفّ عن المزاح الثقيل, إنه لايناسبك بتاتًا, انت رجل كبيرٌ الأن "
فقلد حركتها الأخيرة بعفوية و أمسك خدها بأصابعه الوسطى وسبابة كأنها طفلة صغيرة. وهذا ماجعل وجهها يحمر وهي تنظر نظرة سريعة على الأولاد خجلاً منهم
ثم أعاد بنظره لجُمَانة بجدية
"ولكن حقًا بنيّتي أنا أعي ما أقول وتعلمين أنني رجلٌ يخاف على مستقبل أولاده كثيرًا. خاصة و أنتِ فتاة ستحتاجينها جدًا "
أومأت جمانة برأسها تفهمًا فتابع
"لذا سأرسلك للدراسة في أمريكا إن شاء الله"
مجددًا إجتاحت الصدمة أنفاسهم والجميع أمال رأسه وأصيبوا بالدوار و إسلام الذي رمى الملعقة على صحن و حدّت عيناه الخضرواتان
"حسنًا أبي إذا كنت تريد حقًا أن تصيبنا بجلطة فأهنئك لقد نجحت"
ثم قام من مكانه وهو ينظر ويخاطب الأخرين
"هيا جهزوا نفسكم فلنذهب للمستشفى..! "
أنت تقرأ
Juman
Romanceالإيمان هو شعلة التي تنير طريقنا في أظلم الليالي وهنا بالتحديد هو من كان يجسد ظلام وانا من سيأخذ بيده إلى رحلة تحول شكه إلى ثقة وخوفه إلى شجاعة ووهمه إلى حقيقة و أُخِمِدُ نار غرورهِ وأُسكِن السكينة قلبهِ وأُبين لهُ الدين الحقّ