مدينة بون الالمانية، نهر راين.
الساعة الحادية والنصف مساءًا.
سمعت من نانا ان الارواح تتواجد في كل شيء على الارض، وان كلها لها طاقات معينة؛ هذه الطاقات تتوهج حول كل شيء يأخذ حيز من المكان، نحس بها في همسات حفيف الاشجار وانقلاب موجات الانهار الصغيرة، هسهسة الرياح مابين المنازل وحتى الجماد له نوعًا معينًا من انواع الطاقة حيث ان جميعه له طريقته المميزة في ابراز هالته واعلامنا بوجوده.هناك اشخاص إيجابيين لو تقربت منهم سترتسم ابتسامة على وجهك بشكل تلقائي وسوف ينشرح صدرك بينما هناك اشخاص اخرين لو وقفت بجوارهم يحدث العكس تمامًا؛ لان هذه هي الطاقة، تنتقل بشكل غير تلقائي لكن تأثيرها عظيم.
وتعلمت دومًا ان اقدر النعم التي حظيت بها، ان اتلذذ في الطبيعة وصورها المتعددة، في الدائرة، المحيط خاصتها والطريقة المدهشة التي تخترق فيها هالتنا حينما نقف في اراضيها.
اخبرتني نانا ان الغابات تمتلك اكثر حقول الطاقات نقاءًا، فما بين جذوعها المنتصبة عاليًا التي تمتد جذورعها عميقًا تحت التراب والطين، وما بين فروعها التي تخلق سقوف من الحياة الخضراء بأوراقها، تتواجد الموجات الايجابية وتنتقل؛ وهذه الموجات تكون حديثة الولادة، صافية، تأتي من رحم الارض، من المكان الذي خُلق طبيعيًا من دون تدخل فاني.
وحينما ندخل فيها، في الغابات، فنحن ندخل ما يشبه فقاعة، طاقة، عندئذ تستقبل هي الهالات البشرية التي تكون مشوهة جدًا بالعالم المعاصر والحديث؛ بالطبع هالات البشر وطاقاتهم لا يمكن ان تكون ملوثة تمامًا او نقية كليًا ولكنها تزداد سلبية بسرعة مع كل ثانية تمر وسهولة بسبب دخول التطور في حياتنا الذي أصبح يمزقنا ببطء عن اتصالنا بالعالم الحقيقي، وهذا يؤثر في صحة المرء الجسدية والعقلية.