مغامرة كين

7 1 0
                                    

بعد عناء طويل وطريق أطول بين الأزقة والبيوت
وصل كين أخيراً إلى مشفى المدينة الكبير نسبياً تتخلل حوائطه الكثير من النوافذ ويوجد فيه ثلاث أبواب باب ضخم في منتصفه وباب حديدي صغير في يمينه لحالات الطوارئ وباب من الخلف لحالات خاصة وتزين الورود الملونة جانبي بابها الكبير المفتوح دائماً ، ودائماً ما يكون في ازدحام ، ناس تدخل وأخرى تخرج ، كان كين بالكاد يستطيع الوقوف لوح بعينيه للمشفى وقال فرحاً:

"أخيراً وصلت ، أصبر أيها الطالب لقد اقترب علاجك ."

ثم دلف إلى المشفى فاستقبلته ممرضة من ممرضات
المشفى ترتدي رداء الطبيب زهري اللون وتضع قبعة
طويلة الجانبين على رأسها وتحمل بيدها مجلداً وقلم
فقالت بابتسامة طويلة وهو تحني رأسها وتكتب :

"أهلاً بكم كيف أساعدكم ."

لكن ما إن نظرت إليهم حتى وقف شعر رأسها من
شكل كين المتفحم وصاحت صوتاً خفيفاً ما جعل كين يهدئها فقال لها :

"لا تخافي أرجوكي أنا في عجلة من أمري أريد أن أضع
هذا الصبي عند الطبيب راني هل هو موجود ؟"

راقت لها كلمات كين الهادئة فهدئ فؤادها واستعادت توازنها فقالت لكين بلطف :

"الطبيب راني نعم إنه موجود لكن هل له علم
بذلك فهو لديه الكثير من المرضى الآن ولا أعتقد أنه
سيستقبل المزيد ."

"لا بأس أخبريه أن المريض هو كين وهو سيتفهم
الأمر ."

"حسناً انتظر هنا سأذهب لكن...."

ثم بدأت تمحلق فيه من رأسه حتى أسفل قدميه تنظر بعمق للحروق والكدمات التي تملأ جسده فأحس كين
بنظراتها المرتابة فقال لها بنبرة لطيفة وصوت هادئ :

"لا تنظري إلي هكذا أنا لدي أمر مهم يجب أن أقوم به لا
داعي للقلق فأنا قوي ."

"في الحقيقة أريد أن أعرف ماذا جرى لكما ."

لم يرد إخبارها الحقيقة كي لا تبلغ عنه فنسج قصة
من خياله :

"كان الصغير يلعب بمصباح الغاز فعلقت يديه داخل
لهبه فهلعت ورحت أنقذه قبل أن يؤذي نفسه
وعندما أخرجت إصبعيه حاولت إطفائه فلم ينطفئ
وبسبب قلة خبرتي انفجر المصباح في يدي وهذا ما
حصل . لذا أرجوكي أسدي لي خدمة وأخبري الطبيب راني بسرعة . "

" أنا آسفة سأذهب حالاً انتظر قليلاً هنا ريثما أعود ."

"لا داعي لذلك فأنا قادم ."

كان ذلك صوت رجل يقترب نحوهم بهدوء ، يرتدي زي الطبيب الأبيض ويضع ، يديه في جيبي ردائه ، يرتدي نظارة كروية الشكل ، بني الشعر ، حنطي البشرة ، يبدو من ملامح وجهه أنه في الأربعينات من عمره، تقدم نحو «كين» ثم مد يده وقال بابتسامة لطيفة :

"أنا والطبيب المذكور رفقاء عمل ويسعدني أن آخذ
المريض إليه ."

"أهلا أيها الطبيب لميم ستكون ذا عون إذا
فعلت ذلك شكراً ."

لعنة التناقضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن