كان الأسْبوع مُزْدحِمًا جِدًّا بِالنِّسْبة لِكلٍّ مِن جِيسونْغ ومينْهو ، كان على جِيسونْغ اِجتِياز الاخْتبارات النِّهائيَّة فِي الجامعة ، لَكنَّه لَم يَجتَز سِوى الاخْتبار الأوَّل ، كَونُه تَعرَّض لِإصابة بِسَبب مِينْهو ، عِنْدمَا دَفعَه بِشدَّة - مِن غَيْر قَصْد - وضرْب عَمودِه اَلفقْرِي بِزاوِية الطَّاولة الحادَّة وَأدَّت قُوَّة السُّقوط إِلى اِصطِدام رَأسِه مُبَاشرَة بُعْدِها لِذَا ؛ اِضْطرَّ مِينْهو لِلاعْتناء جِيسونْغ ومحاولة مُراضاته ، لَكِن جِيسونْغ لَم يُكَلمه مُنْذ الحادثة ، مُدلَّل سريع الانْزعاج...
يَتَحرَّك العرْق البارد مِن جَبهَتِه نَحْو رَقبَتِه بِوتيرة بَطِيئَة ، رَغْم أنَّ اَلغُرفة ذَات الإضاءةِ السيئَة تَتَجمَّد برْدًا ، حَدَّق فِي صَحْن باسْتَا كُولْورْجيونيس المقابل لِصحْنه ، مَا الأمْر أَلَّا يُحِب جِيسونْغ باسْتَا كُولْورْجيونيس ؟ لَا بِالطَّبْع لَا ، جِيسونْغ اِعْتَاد على طلب هَذِه الباسْتَا بِالتَّحْديد فِي كُلِّ مَرَّة يَزُور المطْعم الإيطاليُّ ، يَطلُبها مع اللُّكْنة الإيطاليَّة المبالغ بِهَا رَغْم أنَّ النَّادل كان كُورْيَا بِشَكل صَارِخ وَالذِي بدَا أَنَّه يَكرهُ عَملِه يوْمًا بَعْد يَوْم ، إِذْنً لِمَا لََا يَأكُل ؟... بِالطَّبْع ! لََا بُدَّ أَنَّه يَنتَظِر مِينْهو لِيبْدأ أوَّلا ، يَالِي غبائِك مِينْهو أَنْت الأكْبر وْجيسونغ مُحتَرَم جِدًّا ، لَن يَبدَأ بِالْأَكْل أوَّلا بِالطَّبْع
حَمْل مِينْهو شوْكته وأخْذ أَوَّل قَضمَة مِن الباسْتَا مُنتظَرا جِيسونْغ أن يَشرَع فِي الأكْل ، لَكنَّه لَم يَتَحرَّك ، جَامِد مَكانِه يُحدِّق فِي صَحنِه بِتعابير جَامِدة ، اِنْزلَقتْ الشَّوْكة مِن يَدِه مُحْدِثة طُرُقا مِن الأرْض الخشبيَّة ، نزل مِينْهو بِلَا تَردُّد يَحمِل الشَّوْكة اَلتِي وَقعَت بِالْقرْب مِن إِقدَام جِيسونْغ الزَّرْقاء المتيبِّسة ، اِبتسَم مِينْهو وَلُف أَصابِع جِيسونْغ حَوْل الشَّوْكة مَرَّة أُخرَى
" أَصابِعك بَارِدة ، هل يَجِب أن أَشعَل الحطب ؟ "
جِيسونْغ لََا يُجيب ، لَم يَرفَع نَظرُه عن طَبقَة حَتَّى ، هذَا اَلمُدلل لََا بُدَّ أَنَّه يُريد مِن مِينْهو أنَّ يُراضِيه
" هَيَّا جِيسونْغ أخْبرَتْك أَنِّي أسف بِالْفِعْل ، لَم أَكُن أَقصِد ذَلِك "
سَقطَت الشَّوْكة مَرَّة أُخرَى ، لَكن هَذِه المرَّة فِي البرَكة الحمْراء الدَّاكنة أَسفَل جِيسونْغ ، تَنهَّد مِينْهو وَحَملهَا مَرَّة أُخرَى
" لََا دَاعِي لِكلِّ هذَا حُبيْبِي ، أنَا أُحبُّك وأنْتَ تَعلُّم هذَا ، هَيَّا لََا ترْميهَا مَرَّة أُخرَى "
وَضْع مِينْهو الشَّوْكة فَوْق الطَّاولة بِجانب صَحْن جِيسونْغ
"تَعلُّم أنَّ صَلصَة الباسْتَا تُصْبِح غَيْر شَهيَّة عِنْدمَا تَبرُد ، لَقد تعبْتُ وَأنَا أُحَاوِل جَعْل طعْمهَا مِثْل باسْتَا مَطْعَمك اَلمُفضل"
مَرَّر مِينْهو أَصابِعه على كَدَمات وَجْه جِيسونْغ البنفْسجيَّة المتعفِّنة
" أَردَت أنَّ أَخذَك إِلى المطْعم مُبَاشرَة ، لَكِن أصابَتْك . . . "
ساد صَمْت لَاذِع فِي غُرفَة المعيشة المحاطة بِالْبطاقة السَّلْبيَّة لَم يَسمَع فِيه سِوى صَوْت القطرات تَسقُط على البرَكة اَلتِي صَنَعتهَا سابقًا
تَنهُّد مِينْهو ثُمَّ جلس على فخْذًا جِيسونْغ مِمَّا جعل جَسدُه يَتَهاوَى إِلى الأمَام لَولَا مِينْهو اَلذِي سَارَع بِإمْساكه وإعادته مكانه ، ثُمَّ رَفْع وَجهِه لِيقابه ، البشَرة المزْرقَّة والشِّفاه البنفْسجيَّة ، كَدَمات قِرْمزِيَّة دَاكِنة وَبقَع سَوْداء ، الجلْد بدأ بِالتَّقشُّر بِالْفِعْل
" مَا أَجمَلك "
العيْنان الجاحضتان تُحدِّقَان فِي اللَّامكان وَقرَّر مِينْهو أَنهَا تُحْدِق فِيه لِذَا اِخْتَار أن يَحمَر خجلا رد على ذَلِك
" أخْبرَتْك دائمًا أنَّ لََا تَنظُر لِي هَكذَا تَعلُّم أَنِّي أَخجَل مِن هذَا . . . رَغْم أنَّ نظْرتك تَبدُو مُختلفَة قليلا عن المعْتاد "
سَقطَت يد جِيسونْغ مِن الطَّاولة على فَخْذ مِينْهو اَلذِي ضرب صَدْر جِيسونْغ بِخفَّة
" اُنظُر إِلَيك ، تَتَصرَّف بِشهْوانيَّة كالْعادة "
اِبتسَم مِينْهو وفتْح سَحَاب بِنْطاله يَفرُك قضيبه بيْنمَا بِيَده اَلحُرة مَرَّر على كَامِل الجسد البرْد ، اِمْسِك بِيد جِيسونْغ اَلتِي كَانَت على فَخذِه ولفِّهَا حَوْل قَضيبِه جاعلا مِن جِيسونْغ يَمسِد قضيبه بدلا عَنْه ، شعر بِعقْدَته تَتَشاكَل أَسفَل بَطنِه وَتَعثرَت أنْفاسه فِي حَلقَة ثُمَّ أَطلَق خُيُوط سَمِيكَة على يد جِيسونْغ
وَضْع مِينْهو وَجهُه على رَقبَة جِيسونْغ يَستنْشِق بِشدَّة
" رائحَتك جَمِيلَة ، جَمِيلَة مِثْل . . .
جُثَّة "
✪✪✪