الفصل التشويقي

6 1 1
                                    

استفاق جاد فجأة ليجد نفسه ملقى على أرضية باردة وصلبة. حاول جاهدًا تذكر كيف وصل إلى هنا، لكن ذاكرته كانت ضبابية ومشوشة. رفع رأسه ببطء، لتقع عيناه على جدران باهتة وملطخة بالصدأ.

نهض بتثاقل، وأدرك أن المكان عبارة عن بهو ضيق ومظلم، يشبه إلى حد كبير مشاهد الكوابيس التي تطارده منذ سنوات. تقدّم بخطوات حذرة نحو نهاية الممر، حيث برز أمامه باب خشبي قديم. وبينما كان يقترب، سمع صوت خطوات مترددة تقترب من الجهة الأخرى.

توقف جاد في مكانه، وجسده يرتجف من الرعب. فجأة، فتح الباب ببطء ليكشف عن رجل يرتدي عباءة سوداء، وجهه مختبئ خلف قناع معدني بارد. همس الرجل بصوت عميق ومخيف:

"أهلاً بك في المكان الذي لا يعود منه أحد كما كان."

ابتلع جاد ريقه بصعوبة، وحاول أن يتحدث لكنه شعر وكأن لسانه تجمد. أدرك أن عليه مواجهة هذا المجهول ليخرج من هذا الكابوس.

"من أنت؟ وأين أنا؟" سأل جاد أخيرًا بصوت مرتجف.

"أنا مرشدك في هذه الرحلة،" أجاب الرجل ببرود. "هذه العمارة تحتوي على أسرار وظلمات لا يمكن تصورها. كل طابق يحتوي على روح معذبة، وعليك مساعدتها لتحرير نفسك."

شعر جاد بالارتباك والخوف. "ولماذا يجب عليّ فعل ذلك؟"

ابتسم الرجل الغامض من خلف قناعه. "لأنه السبيل الوحيد للخروج. وأيضًا، لأنك السبب في وجودهم هنا."

بدأ جاد يصعد السلالم المهترئة، كل خطوة تُحدث صوتًا مخيفًا. عندما وصل إلى الطابق الأول، وجد نفسه في غرفة مظلمة، مليئة بالرموز الغامضة على الجدران. في وسط الغرفة، كان هناك شاب جالس على الأرض، عينيه مغلقتان وكأنه غارق في بحر من الظلام.

تقدم جاد نحوه بحذر. "مرحبًا، من أنت؟"

فتح الشاب عينيه ببطء، وحدق في جاد بنظرة فارغة. "أنا مجرد ظل، جزء من كابوسك."

"ماذا تقصد؟" سأل جاد.

"كل ما هنا هو جزء منك، جزء من معاناتك. عليك مساعدتي لأتمكن من مساعدتك." قال الشاب.

شعر جاد باضطراب داخلي. "وكيف أساعدك؟"

ابتسم الشاب بحزن. "اجعلني أواجه مخاوفي، اجعلني أتحدث عن ألمي."

بدأ جاد يدرك أن هذه المهمة ليست فقط لتحرير الآخرين، بل لتحرير نفسه من عبء الألم الذي يحمله في قلبه. جلس بجانب الشاب وبدأ يستمع له، محاولًا فهم آلامه وأحزانه.

بعد ساعات من الحديث، بدأت الغرفة تضيء ببطء، واختفى الشاب بهدوء تاركًا خلفه شعورًا بالارتياح. وقف جاد ونظر حوله، وأدرك أنه أنهى مهمته في هذا الطابق.

صعد السلالم مجددًا، عازمًا على مواجهة كل طابق بروح جديدة. كان يعلم أن رحلته هذه ليست فقط لإنقاذ الآخرين، بل لإنقاذ نفسه من ظلمات عقله.

لكن السؤال الذي يبقى هو: هل سيتمكن جاد من تحرير الجميع أم سيغرق في ظلمات لا مخرج منها؟



النهاية.........

انتظروا الفصل الأول الذي سوف ينزل بعد أسبوع 🩶

انتظروا الفصل الأول الذي سوف ينزل بعد أسبوع 🩶

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 28 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غياهب العقل: رحلة في عمق الذاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن