دين يشعر بالدهشة والارتياح لوجود إيثان الصغير أمامه، وينظر إليه بترقب. "إيثان؟ هل أنت هنا حقًا؟"
يبتسم إيثان الصغير وهو يومض ببريق في عينيه، ويقول بصوت دافئ، "نعم، دين. أنا هنا من أجلك."
تمتلئ عينا دين بالدموع، وهو يضع يده برفق على كتف إيثان الصغير. "أنت هنا لأجلي؟ لماذا؟"
يبتسم إيثان بلطف ويجيب، "لأنك أخي، دين. و الإخوة يكونون معًا في السراء والضراء."
دين يشعر بالارتياح لكلمات إيثان، ويبتسم بصعوبة وهو يقول، "شكرًا لك، إيثان. أنا سعيد لرؤيتك هنا."
إيثان يغمر دين بضمة دافئة، ويقول بحنان، "أنا هنا لأنك لست وحيدًا، دين. سنكون دائمًا معًا، مهما حدث."
ترتفع الدموع في عيني دين بينما يسمع صوتًا يهمس له من الباب المظلم، يخبره بأن الوقت قد حان لرحيله. يضيق قلبه وتعلو مشاعر الحزن والخوف داخله، لكنه يحاول أن يظهر قوة أمام إيثان.
يحتضن دين إيثان بقوة، كأنه يحاول حبس كل لحظة معه في ذاكرته. "عليك أن تعتني بنفسك، إيثان. ولا تنس أبدًا أنك شجاع وقوي."
إيثان يبكي بحرقة ويضم دين بشدة، يشعر بالفزع واليأس لفقدان أخيه. "أرجوك، لا ترحل! أنا لا أريد أن أفقدك مرة أخرى!"
دين يترك إيثان ويتجه نحو الباب، يعلو صوت الصراخ والبكاء خلفه. قلبه ينكسر بألم مع كل خطوة يخطوها، لكنه يدرك أنه لا مفر من الرحيل.
يغلق دين العينين ويضع يده على مقبض الباب، يشعر بالحزن والألم يملأ كل خلية في جسده، وفي ذلك اللحظة يتذكر كل لحظات حياته، كل أحلامه التي لم تتحقق، وكل الأشخاص الذين تركهم خلفه.
ثم، ببطء شديد، يفتح دين الباب المظلم، يتنفس بعمق آخر نفس من رائحة الظلام، ثم يختفي وراءها، تاركًا وراءه إيثان يصرخ اسمه بين الدموع والألم.
عندما اختفى إيثان الطفل، توقفت الحركة في جسد دين. انقطع النبض وتوقف القلب عن النبض، ليتجمد الزمن في لحظة الوداع الأخيرة. لم تعد تتراقص خيوط الحياة في عروقه، ولم يعد ينبض قلبه بالأمل والحب.
ليو يصرخ بينما يحتضن جثمان دين البارد، دموعه تظهر على عينيه. "دين لا ترحل! هيا قاوم فأنت لن ترحل بهذه بساطة"
لكن لا صوت يرد، لا حركة تلمح لحياة جديدة. دين يبدو كجثة هامدة، مكبل بقيود الموت.
تحيط بيو لحظة من الصمت المطبق، وجهه ينعكس في عيون دين المغلقة، يبكي بلا توقف لفقد صديقه وأخاه.
ثم، في لحظة مفاجئة، تنقطع الدموع وتتجمد الأنفاس، لتملأ الهدوء المكان. تتحول الحزن إلى هدوء غامض، وتصبح الدموع ذكرى باهتة في الجو.
أنت تقرأ
الصياد/ The Hunter
Fantasyعندما يُعبث بكتاب غامض يكشف عن أسرار عالم سفلي، ينقلب عالمه رأسًا على عقب. حينما يعلم أنه فتح بوابة لكائنات لا تُصدق، تسلك طريقها إلى أرض الواقع قادمة من العالم السفلي. فهل سيتمكن من تدارك الأمر و إعادتها إلى العالم السفلي؟ أم هل ستكون نهايته محطمة...