- أخبرني يا نور، كيف أتيتَ للحياة؟كان هذا أول ما تفوه به إلياس عقب سؤاله عَن «اللّٰه» فتبادل نور وليلى النظرات الحائرة قبل أن يُجيب نور:
- أمي ولدتني، هاجي إزاي يعني؟
- ومِن أين أتت بكَ أُمك؟
ازدادت حيرة نور وهو يقول في غرابة:
- مِن أب..
- أصبت، فكما لكُل إنسانٍ أبًا وأُمًّا كانا سبب وجوده، فإن للعالم كذلك خالقًا أنشأه.
الآن سأسألكما: أيُمكن للإنسان أن يولد دون أبٍ أو أم؟ بقبيل الصدفة؟- لأ.
- إذًا أيُمكن للعالم أن يوجد فجأة؟ نتيجة الصدفة البحتة؟ بكُل هذه الدقة والجمال؟ أيُمكن أن يتواجد مِثل هذا النظام المُبهر دون خالقٍ له؟
سألهما فتبادلا النظرات ثُم أطرقا يُفكران لدقائق، وكان أول المتحدثين نور حيث همس:
- أكيد، في خالق لكل ده.
ابتسم إلياس وربَّت على كتفه ثُم التفت إزاء ليلى يسألها:
- وماذا عنكِ؟ ماذا تعتقدين يا ليلى؟
- أنا.. مُتفقة مع نور.
همست فقال لهما مُوضِّحًا:
- فهذا الخالق هو «اللّٰه» يا رفيقاي..
«اللّٰه» هو: الإله المعبود بحق، خالق الكون والكائنات.
أتؤمنان بوجوده؟أومآ برأسيهما فابتسم ثُم قال:
- إن هذه الآيات تصفُ لنا اللّٰه-عزَّ وجل-ففي الأولى يقول: ﴿قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ أي أن اللّٰه واحد لا خالق سواه ولا إله غيره.
- ليه؟ ليه واحد؟ إيه اللي يثبت ده؟
سألت ليلى وقد بدا أنها تهاجمه بسؤالها؛ تخشى أن يعبث إلياس بعقلها ومعتقداتها، لن تُصدق كُل ما يقوله دون إقناع عقلها أولًا! لكنه قابل حدتها بابتسامة وشابك أصابع كفيه يقول:
- أحد أي واحد؛ فاللّٰه واحدٌ لا ثاني له، واحدٌ لا شريك له، واحدٌ لا ينقسم أو يتبعض.
أمَّا دليل ذلك فهاكم:
دليلي سؤالٌ سأطرحه..
أخبرني يا نور كيف تجد مملكتي «عدن»؟
أنت تقرأ
الأَرَاضِي المَنْسِيَّة.
Aventuraبينَ طيَّات الزمان والمكان، بينَ الحقيقة والأسطورة، وبينَ أعماق المُحيطات وأعالي السماوات، تقع هي في ذلك المكان حيثُ لم يُخلق مَن هو قادر على إيجادها، هي فقط مَن تصنع الطريق نحوها، سامحة لقلة بالوصول إليها، فإن كُنت مِن «المنوَّرين» انتظر بصبر؛ فبال...