الملاك الأسود: the black Angel

هروب

في تلك  الغرفة المعتمه.. يتسلل من النافذة شعاع من ضوء القمر لينير بها الغرفة وليمحو ظلامها..
كاشفًا عن  جسد تلك الصغيرة ذات الخُصل الفضية   المستلقية على الأرضية الباردة وتحتها   بركة من الدماء .. ليتوقف جسدها عن الإرتجاف.. وتحاول رفع نفسها.. لكن كل محاولاتها بالنهوض بائت بالفشل.
لتتدفق دموعها على وجنتيها بغزارة..

هي كانت تعلم ان الخطة لو بائت بالفشل، سيكون عقابها مريرًا..ولكن هي كانت عازمة على فعل هذا.
على الأقل بإمكانها قول انها حاولت.. وان ماتت الآن فستأخذ شرف هذه المحاولة الفاشلة..

أخذت الأفكار تتجول بخاطرها.. عما يجب عليها فعله.. مؤكد ماتعرضت له الآن هو جزء من العقاب.. وليس بأكمله

هي لن تنتظر قدومهم ، بل ستفعل شيء آخر.. ستمنح نفسها الحرية لكن بشكل آخر.. مادمت لن تستطيع الهروب وخصوصًا بعد ماحدث؛فستخلص نفسها بطريقة آخرى  

والطريقة الأمثل لحصولها على الحرية.. وتحرير نفسها من هذا السجن هو "الموت"

أجل هي ستفعل هذا، ستقتل نفسها.. السبب الذي كان يمنعها رحل ولم يعد هنا الآن ليمنعها عن التفكير بشيء مثل هذا..

ستُخلص نفسها وتتبعه.. ستذهب إليه في العالم الآخر.. ستأخذ حريتها.. وتخرج من هذا السجن اللعين..

أخذت تجول بنظرها عن أكثر آداة حادة من الأدوات  المبعثرة حاولها.. محاولة الوصول لها لتلتقطها أخيرًا..

نظرت لي مافي يدها بـأعين لامعة وسرعان ماشكلت  ابتسامه على شفتيها .. فهاهي ذا ستأخذ خلاصها.. وتذهب إليه.. لتغرسها بقلبها بكل ما اوتيت به من قوة..

.
.
"ايفا "
غرستُ الأداة الأشبه بالسكين في قلبي.. لتنساب دموعي على وجنتاي، لا أعلم هل هذا بسبب الألم.. ام لأن هذه ستكون النهاية..

أشعر الآن بالوحدة أكثر من آي وقت مضى.. لم أكن أعلم ان الموت مخيف وموحش هكذا.

دقات قلبي تبطأت.. ولم اعد قادرة على التنفس،  لأبتسم تلقائيا فور تخيل صورته امامي
ولأتحدث مكلمة نفسي :
"آد أنا قادمة.. انتظرني" 

لأغلق عيناي وليبدأ وعيي بالتلاشي من بعدها..

.

.

.

.

.

.

.
يناظر الأوراق بملل محتسيًا قهوته.. ليسمع صوت طرقات صادرة من ذاك الباب ذو اللون الأسود..
ليحرك شفتيه مردفًا:

" ادخل.. روي"

ليدخل المدعو روي موجهًا نظراته نحو ذاك الشخص مردفًا بنبرة هادئة على عكس مابداخله:

"ماسبب استدعائك لي سيدي"

ليترك الآخر الكوب من بين يده واضعًا اياه على المكتب امامه.. رافعًا نظارته تجاه ذو الأعين الذهبية مردفًا بنبرة آمره: