2

654 37 214
                                    








تحذير : الفصل يحتوي على مشهد جنسي قصير.






إثبات وجودك بالتعليق يجعلني أستمر˖°
————————








~ مِن ذكريات سيزَر~



في فترةِ مابعدَ الظّهيرة، حيث كانَت الشّمس في أوجِ حماستِها ناثرةً الضّياء الدافئ على الحشائشِ الخضرَاء المُهملة، في فناءِ هذا المنزلِ الصّغير الخشبِي الّذي يحتاجُ لترميم..

يجلسُ الفتى ذو الثمانية أعوام فوقَ الحشائشِ اليابسَة على رُكبتيه المغطّاة بلاصقِ الجُروح.. بجانبِ جذعِ شجرةِ التّفاح الأحمرِ الهائلة الّتي تساقطَ منها بعضَ التّفاح في أرجاءِ المكان، يزحفُ برويّة و بعيناه الكبيرتانِ الصّفراوتان الّتي هبطَت عليهما غرّةُ شعرهِ القصير، كانَ يُراقب مخلوقٌ شدّ إنتباههِ مختبئٌ بداخلِ جحرٍ صغيرٍ في جذعِ الشّجرة،

يقتربُ بهُدوء زاحفًا تجاه الجُحر، و لقَد كان يسمعُ زقزقةِ العصافِير تشدو على الأغصَان ،كما يسمعُ صوتَ والدته الّذي خرجَ من نافذةِ المطبخ المفتوحة وهي تتحدّث عبر الهاتِف السّلكي بصوتِها المُعاتِب "كيفَ حصلتُ على رقمِك؟ هَل هذا فقَط ما يهمّك؟!"، و أثناءَ ذلِك قرّب سيزَر الصّغير وجههُ لجحرِ الجِذع، محاولًا تفكيكَ غموضِ هذا المخلوق المتكوّر بالدّاخل.. صفراوتَيه تحطّ عليه و تقرأهُ ليُدرك أنّ هذا راكُون!

مدّ يدَيه لكَي يسحبهُ خارجًا، فإذَا بالرّاكونِ يعضّه فجأةً، ليسحبَ سيزَر يديهِ لنفسهِ ناظرًا لإصبعهِ الّذي عُضّ "أوتش!.." و لكنّهُ لم يستسلِم ليمدّ يداهُ مجددًا ممسكًا بهذا الفِراء الّذي يُقاتل، و صوتُ والدتهُ من نافذةِ المطبخِ لا زالَ يصدَح "الأمرَ يزدادَ صعوبةً..لا أستطيعَ تربيتهُ لوحدِي..يجِب أن تعُود!" صوتها كان مُرتجِف لكنّها تحاربُ الرّجفة وهي تُكلّم أب ابنهَا الغَير شرعِي عبر هذا الهاتفِ القديم..

سحبَ أصفرُ العينان الرّاكون بالإجبَار و لقَد كانَ يحفرُ مخالبهُ في الأَرض رافضًا الخُروج من الجِذع، و لكنّ سيزَر يُريده.. يريدَ إخراجهُ و إكتشافِه.. ليعضّه مجددًا و هذهِ المرّة لم يسحبَ الفتى يداهُ بَل إستمرّ بالقبضِ على هذا الحيوانِ المُعترِض حتّى نجحَ في سحبهِ خارجًا، "سحقًا لَك! على الأقَل أرسِل لنا المال!.." صدحَ صوتُ والدتهُ النّاقم الرّاجي، صوتُها المُزري كما حالتِها،

كَبش الشّيطان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن