Hi!
أصوات ثرثرة النساء ، قهقهات الرجال و همس الفتيات .
القاعة تضج بالحضور من مختلف الأعمار.
نساء متأنقات يتنافسن على المركز الأول لأفضل إطلالة الليلة .
تتباهى كل منهن بثراء زوجها و حسن ذوقها .
هم الرجال الوحيد بطنهم و مطالعة مؤخرات النساء اللواتي يجبن المكان ذهابا و إيابا ، في أيديهن كأس من الشمبانيا اللاذعة ،
على أطراف الكوب بقايا أحمر الشفاه باللون الأحمر القاتم .
فتيات في مقتبل العمر يتهامسن حول الفتى الوسيم الواقف في الردهة يطالعهن بتفاخر بتسريحة شعر باهضة و ابتسامة واسعة .
موسيقى الجاز الجميلة متناثرة في الجو تمنح للمكان جاذبية خاصة .
الخدم يراقبون كؤوس الحاضرين بترقب ، بمجرد أن ينفذ الشراب لأحدهم يسارعون لسكب المزيد .
إنها مجرد حفلة عيد ميلاد لإبنة جورج.
جورج الوسيم أو بالأحرى والدي الذي يرتدي بذلة بلون بني قاتم يضع دبوسا ألماسيا على ياقتها .
تسريحة بسيطة لما تبقى من شعره المخطط بالأبيض و نظارته الطبية التي لا تفارقه .
يناظر الدرج من الحين إلى الآخر في انتظاري.
أراقب القاعة عن كثب لكني لا ألمح الشخص الذي أريد رؤيته.
تقدمت ناحية الدرج أشد فستاني الطويل كي لا أتعثر به و رحت أتفحص خطواتي خوفا من الوقوع .
انخفض صوت الضجيج من حولي تدريجيا لأرفع بصري أرى المكان مجددا ، الجميع يطالعني لكني قررت التركيز على وجه أبي.
تابعت السير حيث كان أبي قد مد يده مسبقا لمساعدتي على تخطي آخر درجة .
صفق الجميع بحرارة لذلك كنت مضطرة لرسم ابتسامة عريضة على شفتاي .
" تبدين جميلة جدا كالعادة عزيزتي "
قال والدي بينما يمسك بجانبي وجهي يناظرني بكل حب .
" تعالي معي لأعرفك على ضيوفنا "
أومأت له بسعادة مزيفة أتبعه لعله يقودني إلى ضيفي المفضل .
يحب والدي أن يحتفل بيوم ميلادي بشكل كبير.
لذلك لا أنجو كل عيد ميلاد لي من حضور هذا الحفل الذي يعم بأشخاص لا أعرف منهم سوى الأقلية.