48.إعتراف

41 0 3
                                    

لا، ليست مجرد أفكار عابرة، إنها دوامات تبتلعني، تيارات قوية لا ترحم. عاصفة تعصف بكل جزء من كياني، وأنا عالقة في هذا الجحيم الداخلي، لا مفر منه. كل تلك الأصوات المتداخلة في رأسي، لا يمكنني إسكاتها. يظنون أنني مجرد فتاة تعيش حياة عادية، لكنهم لا يدركون أنني أعيش في ظلام نفسي، أحاول النجاة من هذه المتاهة.

1- "أنا هنا، في قلب هذه الفوضى."

2- "أخرج، لا مكان لك هنا."

3- "أنا لا أحتاجكم، يكفيني شعوري بالكآبة والوحدة."

كلما حاولت الهروب، تتصاعد الأفكار أكثر، تخرج من بئر لا قاع له. أفرز سموم اليأس، لن أكون وحيدةً في هذه المعاناة. داخلي غابة مظلمة، تحتفل فيها شياطين الجنون. أفرحوا أيها المجانين، هذا الألم معدٍ. ابتعدوا عني، إنني روح  معذبة.

1- "أنت طبيب نفسي، أم مجرد مريض نفسي؟"

2- "بل أنا الطبيب والمريض معًا."

.3-" لا أريد أن أكون انتم لا اريد ان اكون ليست وحدي في جسد واحد، تبا لهذه الحياة. لماذا أُعاقب على أخطائهم؟

1- "لأننا، أنت ."

2- "اصمت."

1- "ااصمت مثل الآخرين، انزوي في زاوية وابقَ صامتًا."

1- "يكفي أن أشعر ليشتعل العالم."

2-"أنت مجرد هرمونات وأحاسيس عابرة."

3- "لن تقيدني بعد الآن، سأشعر بكل شيء."

اهدأ،
سأجن وأحرق العالم، ثم أحرق نفسي
. قلت لك، اهدأ.
لقد رحل الجميع اما من احد هنا
اهدأ الآن
. لا أريد أن أشعر،
أريد فقط أن أحتفل بالجنون.

اعلموا، أنني بشر. اختفائي لا يعني أنني شيطان. بل أنا روح هائمة، طائرة بعيدًا عن الجميع. ننعزل في أعماق أنفسنا، وهم مجرد طرقات على باب بعيد. أنا سيدة الكسل، وأبقى الوحيد الذي يعرف كيف يسيطر على هذا العقل.

لكن هذه ليست النهاية، بل بداية جديدة. كل صباح أستيقظ لأجد نفسي في نفس الدوامة، في نفس المتاهة. أبحث عن مخرج، عن نور في نهاية النفق. أحيانًا أجد بصيص أمل، شعاع من الضوء يخترق الظلام. لكن سرعان ما يختفي، وتعود الظلال لتبتلعني من جديد.

أصارع كل يوم، معركة لا تنتهي. أحاول التمسك بالواقع، باللحظات الصغيرة التي تذكرني أنني ما زلت حيًا. لكن الأصوات لا تهدأ، تستمر في الصراخ. أحيانًا أشعر بأنني على حافة الجنون، أنني على وشك السقوط في هاوية لا نهاية لها.

أحاول أن أجد السلام في الفوضى، أن أخلق نظامًا من العدم. أكتب لأفرغ ما بداخلي، لأحول الألم إلى كلمات. لكن حتى الكلمات تخونني أحيانًا، لا تعبر عن عمق ما أشعر به. أبحث عن الخلاص، عن طريقة لتحرير نفسي من هذه السلاسل.

وفي كل ليلة، أعود لنفس المكان، لنفس الصراع. أواجه نفسي في المرآة، أرى تلك العيون المتعبة، تلك الروح المثقلة بالهموم. أحاول أن أهدئ العاصفة، أن أجد السلام الداخلي. لكن الطريق طويل، والمعركة مستمرة.


ولكن لن أستسلم، سأظل أحارب، سأظل أبحث عن الضوء في نهاية النفق. لأنني أعلم، رغم كل شيء، أن هناك أمل. ربما ليس اليوم، وليس غدًا، لكن في يوم ما، سأجد السلام. سأجد نفسي.

إعتراف.HSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن