02

38 1 0
                                    

دخلت ماري مع ياسمين إلى القصر، وملأتها الدهشة؛ فالفخامة كانت أقل ما يمكن أن يُوصف به المكان. كان اللون الأبيض يسود في كل زاوية، بينما أضفى السقف الأزرق لمسة سحرية جعلتها تتخيل بسهولة أن هذا قد يكون اللون المفضل لدى كلاوس. بدا المكان وكأنه لوحة فنية، مذهل بكل تفاصيله. أسطح السيراميك اللامعة والثريا المتدلية جعلتا ماري تنسى كل ما حولها من شدة روعته!

أخذتها ياسمين في جولة حول بعض الغرف، بدأت ماري تشعر بالتوتر يتصاعد في صدرها مع كل خطوة قاطعت ياسمين قطار أفكار ماري قائلة: "ترى، هل أعجبك المكان؟" سألت ياسمين وهي تلاحظ الارتباك في ملامح ماري.

"إن المكان رائع للغاية، لقد أعجبني كثيرا" أجابت ماري بصوت خافت، لكن قلبها كان يدق بقوة.

لسبب ما، كل ما توغلت في القصر أكثر أحست بألفة، و كأنما رأت هذا المكان من قبل لكنها لا تتذكر.

بعد عدة خطوات توقفت ياسمين أمام باب كبير جداً و قالت لماري: "هذه غرفة كلاوس. غرفتك في نفس الطابق والممر كما طلب، لتكوني قريبة منه إن احتجتِ إليه."

شعرت ماري بالارتياح، فقد كانت قلقة من فكرة مشاركة الغرفة مع كلاوس، لكن فكرة أنها ستبقى في غرفة أخرى حتى و لو قريبة منه أعطتها بعض الطمأنينة. "هذا جيد، شكراً."

عندما دخلت ماري إلى غرفتها، كانت الغرفة جميلة للغاية، بها بابان: واحد يؤدي إلى الحمام والآخر إلى الخزانة. المنظر من النافذة كان ساحراً، حيث تداخلت أضواء الغروب مع ألوان السماء.

قالت ياسمين: "حاولنا تجهيز الغرفة بأسرع وقت ممكن. أما الخزانة، فهي فارغة الآن لأن كلاوس أخبرنا بوصولك قبل بضع ساعات فقط. لا تقلقي، سيكون كل شيء جاهزاً بحلول الغد."

"بالتأكيد، أنا أتفهم ذلك، شكراً لكِ." شعرت ماري بالخجل، فقد كانت تشعر كأنها عبء. "أشعر بالخجل لأنني سببت لكِ كل هذه المتاعب."

"لا تقولي ذلك يا ماري، هذا واجبي." أجابت ياسمين بحنان. "سأتركك الآن لتستريحي. لدي بعض الأعمال التي يجب إتمامها."

"حسناً."

أضافت ياسمين: "العشاء سيكون في الساعة الثامنة. لكن إذا كنتِ جائعة قبل ذلك، يمكننا تحضير أي شيء تودينه."

أجابت ماري، وهي تبتسم بلطف: "لا، أنا بخير. شكراً."

قالت ياسمين: "إذا احتجتِ إليّ، استخدمي الهاتف الأرضي واطلبي الرقم 65. سأكون هنا."

"حسناً."

أضافت ياسمين: "أهلاً وسهلاً بك في العائلة. آمل أن تعجبي و ترتاحي في هذا المكان."

"شكراً جزيلاً، ياسمين. أنا ممتنة جداً لوجودك هنا."

أجابت ياسمين: "لا شكر على واجب، عزيزتي. أراك قريباً." ثم استدارت لتغادر، ولكن ماري ترددت في سؤال ياسمين عن كلاوس.

مؤامرة زهرة الربيع || The Primrose Conspiracyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن