(6)يوم مصيري

76 9 5
                                    

استيقظ آدم من نومه صباحًا، واستعد للخروج، ولكن ليان أمسكته من ذراعه قائلة بصوت ملؤه التحذير: "إياك أن تخرج اليوم!"

تفاجأ آدم وسألها: "ولماذا؟"

أجابت بجدية: "اليوم هو يوم يكون فيه السحرة أقوياء جدًا. هل نسيت؟"

هز رأسه متذكرًا بصعوبة، ثم طلب منها ورقة وقلم.. نظرت إليه بدهشة وقالت بغضب: "أنت غريب، أنا أحذرك من خطر، وأنت تطلب ورقة وقلم؟"

أعطته ما طلب، فذهب إلى غرفته وأغلق الباب وراءه.. جلس يكتب، فقد كانت الكتابة ملاذه الآمن، وطريقة للتعبير عن مشاعره المكنونة.. بدأ يخط قصيدة عن ليان، مشيدًا بجمالها الداخلي والخارجي:كلما التقيت بها تزيد إعجابي بها.. إنها تمتلك جاذبية خاصة تجذب الجميع إليها، تبدو دائمًا بسعادة وإيجابية، وتنبعث منها طاقة جميلة تضيء حياة من حولها. إنها لا تقتصر جمالها على مظهرها الخارجي، بل تتألق أيضًا بروحها الطيبة وذكاءها، عندما تكون بجانبها، تشعر بالراحة والسعادة، وكأنك في عالم خاص بك فقط، عندما قابلتها لأول مرة كانت تبتسم برقة وسعادة، كانت عيناها تتلألأ بالذكاء والحنان، وكانت تشع بجمالها الطبيعي الساحر انتشت رائحة الورود الملونة حولها، و تسللت أشعة الشمس الدافئة من خلال أوراق الأشجار لترقص على وجهها البهيج، كانت تشعر بالسلام والهدوء في تلك اللحظة الساحرة، وكأن الزمان قد توقف حتى يتأمل جمالها، اسلوبها الرقيق وابتسامتها الدافئة التي تضيء يومي انها تمتلك قلباً كبيراً ينبض بالطيبة والعطاء، تجعلني لحظات الحديث معها تبدو كأنها قصة خيالية مشوقة أرغب بالبقاء فيها إلى الأبد..

في تلك اللحظة، دخلت ليان فجأة إلى الغرفة، ما أثار ارتباك آدم، فأخفى الورقة خلف ظهره بسرعة.. اقتربت ليان وسألته بفضول: "ماذا تخفي وراء ظهرك؟"

تملكه الغضب ورد بحدة: "قلت لكِ لا شيء! اتركيني وحدي!"

ابتعدت ليان بحزن وقالت بصوت مكسور: "حسنًا، أعتذر."

ترك آدم الورقة تحت الوسادة وخرج من الغرفة وقال لها بإصرار: "سأخرج الآن، لا يهمني ما سيحدث."

بقيت ليان صامتة، مشاعر الخوف والحزن تتلاطم في قلبها.. خرج آدم متجاهلًا العاصفة التي بدأت بالخارج، متجهًا نحو الغابة للبحث عن الجوهرة، كان الجو مظلمًا وباردًا، والسماء ملبدة بالغيوم.. شعر بأن هناك من يراقبه.

التفت فجأة، ليجد أمامه نفس الشاب الذي قابله عندما دخل المملكة لأول مرة. صاح آدم بتوسل: "أخبرني، أين أجد الجوهرة؟"

رد الشاب بسرعة: "هذا اليوم خطير! اذهب إلى البيت فورًا!"

لكن آدم أصر: "أين الجوهرة؟ أريد أن أعرف!"

قال الشاب: "عليك الذهاب إلى النهر الأخضر، هناك ستكتشف كل شيء. ولكن اذهب الآن قبل أن تراك الساحرة."

وقبل أن يختفي الشاب، حذر آدم للمرة الأخيرة.

وبالرغم من فضوله، قرر آدم العودة، لكن الوقت كان قد فات، فقد رأته الساحرة. ظل الوقت يمضي، ولم يعد آدم إلى المنزل.. ليان، التي كانت تغرق في قلقها، قررت الخروج والبحث عنه، غير مدركة للمصير المظلم الذي ينتظرها...

إيستازياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن