شتاءٌ غريب.

57 15 18
                                    

كانت تبدو أكثر حلاوة من تلك القهوة المُرَّة عندما رأيتها لأوّل مرة
حاولت للعديد من المرات ألا أحدِّق بها كثيرًا، بل كنت أغازل فنجان قهوتي بعينيّ حتى لا اسمح لهما بالنظر إلى السكر الماكث على حافة المقهى
وبينما داخي في صراعٍ عميق، أينظر أم لا، تسترق عيني نظرة دون إذن مني، يا لسعادة عينيّ عندما تلتقي بعينيها، املأي فنجانكِ أيتها السُّكر بقهوة مُرّة، ولا تضعي فيها السكر، أنت حلوةٌ بما يكفي لتجعلي القهوة حلوة

حلّ فصل الشتاء، وازداد انحدار مستويات صحتي للأسوأ، لم تجب عن أي تساؤل من بعد أول فضول أرسلته إليها، كانت تتجاهل كل شيء، ترهلت صحتي للغاية، ومكثتُ في سريري، أُصاب بالحمى صباحًا، أُحدق إلى القمر مساءً، أُفكر هل مازلتِ تجعلين القهوة المُرَّة حلوة؟
في اليوم التالي بعد أن رأيتُ إجابتكِ عن فضولي الغير مرغوب، طلبتُ قهوةً مُرّة بدلًا من الحلوة، ارتشفتها ولم أستسغ طعمها، كانت لاذعةً للغاية، لذلك كنت أُدخِّن التبغ حتى لا أرتشف تلك المرارة، ولكن ما إن تاتِ أنتِ يصبح مذاق القهوة حلوًا، يا للسكر الماكث أمامي!
لطالما مكثتُ في المنزل عندما يخيِّم الشتاء، أُحدق  إلى السماء كل مساء، أُدخِّن التَّبغ بدون أن أتطلع إلى اي شيء، ولكن هذه المرة الأولى التي يخيم فيها الشتاء على أطراف منزلي، وأنا لا أرغب به.

قهوةٌ حُلوة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن