03|‌ⓃⓄⓉⒺ

40 15 60
                                    

آلَفــــــصـــلَ آلَتُـــــــآلَتُـــــــ: شـــــــلَلَ

____________

كالسفن التي مرت في بحر قلبي، أحببتُها، لكنها غادرتني بلا وداع، كالمسافرين الذين عادوا إلى نقطة الانطلاق، تاركين خلفهم آثار الخيبة في أعماقي.

إنها كالزمره جوهرة عتيقه من واجبنا تقديسها

"إنها إنها هي"

قال بصوت مهزوز خافت لم يمكن لأحد غيره سماعه
يتلعثم عند كل كلمة تخرج من ثغره

اصبح كسفينة غدر بها البحر وانتقمت منها الرياح جسده اصبح اثقل كأنه كيس رمل أما عاد يستطيع حمل نفسه، كل ما كان يقدر على إبصاره هيا صورتها أمامه أكانت صورة طريحه الفراش قبالته أو صورة شخص آخر تتراءا عليه

وكأن ذكرياته تتسباق على من ستصل أولا على من ستجعله خليلا للأرض

تقدم بأقدامه المتهالكة من كثره ثقل جسده الذي إرتمى عليها، يحثها على إسناده فهو عاد خائره قوه

دفع باب برعشة داهمت يديه، خافقه ينبض بسرعه جنونية تكاد تخترق صدره

ينظر الى تلك التي تتربع على يديها مغديات ومحاليل، وأنبوب أكسجين يستولي على ثغرها يمدها بالهواء

حط باطن يده على حافة السرير مقتربا شيئا فشيئا منها توزانه يشل مع كل خطوة يخطوها

نظرة لها نظرة آخيره تمتلئ بالشوق وتعبر عن حنين الذي إعتصر قلبه طول فترة التي غابت فيها هيئتها عن ناظريه

ثم تقدمه أكثر منها ليمسح على شعرها حريري بلطف تتساقط الدموع على وجنتيه كهطول المطر الأمر إلا أن دموعه كانت ساخنه تعبر على وجنتيه الباردة برودة الجليد

حالها وحاله متشابهان فهو شاحبه الوجه خال من حياة وهي تماثله تماما

إقشعر بدنه وتوقف دم في عروقه حين سمع صوت، بحتها الفريده تحاول قول شيء ولكن قناع أكسجين يعيقها

إنتبه جالس قبالها لهذا وقام بإنزال قناع قليلا فاسحا المجال لها للتكلم، واول ما صدر من صوتها المرهق أثر المقاسي التي عاشتها

"من أنت ؟!"

سألته تنظر إلى عينه وهي ترفع حاجبها بخفه، تنتظر إجابه ترضيها فمن هذا الغريب الذي سيبكي عند فراشها هكذا

"هذا أنا يا، روزا"

قال بينما راحت يده تمسك يدها تحاصرها،كان رأسه منخفضا للأسفل يحاول قدر مستطاع عدم إظهار ضعفه أكثر من ما هو ظاهر لناظريها

NOTE حيث تعيش القصص. اكتشف الآن