كانت حياة آريان الاولى طويلة ومظلمة، لذلك اصبح قويا، كان يستطيع التحمل البقاء بدون ماء او طعام او نوم، يستطيع تحمل التعذيب، لكن لا يمكنه تحمل البقاء لوحده، كان هذا كابوسه.. يعيده لتلك الأيام عندما تركه الجميع وبقي يمشي من دون توقف وسط الوحوش، من دون صوت..
عندما استيقظ آريان، وجد انه من الصعب عليه التنفس، وعادت له الاحداث الاخيرة، نظر الى السقف بهدوء وهو يفكر انه فشل حتى بشنق نفسه، واظلمت عينيه على الفور، ألن يسمحوا له بالموت؟ هل عليه انتظار الموجة الثالثة حينما يكون الجميع مشغولا وعلى غفلة يقفز من مكان عالي، او يمكنه التظاهر بمساعدة ايثان بجرعاته وصنع سم ليشربه..
لاحظ انه لا يشعر بالألم في رقبته، هل اعطوه مسكنات للألم او كان بسبب ورود إيف؟ قالت ان تلك الورود ستاخذ الالم عنه وتذبل
بحركة بطيئة جلس على السرير، توسعت عيناه العسلية بصدمة وهو يحدق للشخص الجالس بجانبه، وشد على اللحاف من دون وعي
"ماذا تفعل هنا؟"
كان رجلا طويلا، في الخمسينات من العمر، كتفيه عريضان ويمتلك بنية ضخمة وعضلية، شعره ابيض وعيناه زرقاء داكنة، يرتدي قبعة سوداء وبدلة رسمية، ووجهه مشرق بابتسامة باردة
"تشرفت بلقائك، انا راسيل رئيس النقابة ومدير أكاديمية روان سابقا، اعتذر لاني لم اتمكن من استقبالك بنفسي عندما وصلت"
"من فضلك لا تعتذر، كيف أجرؤ على ان آخذ من وقت شخص ثمين ومشغول مثلك؟ لي الشرف بمقابلتك، اسمي آريان"
كانت كلمات آريان منمقة ومغلفة بالرسمية، مع ذلك كان من الغريب ان راسيل لا يشعر بالاحترام او المودة الصادرة منه، نظر الى بعضهما البعض، على الرغم من انهما كانا مختلفين في العمر ببضع عشرات من السنين، الا ان عيونهما كانت متشابهة بشكل مدهش، باردة وقاسية
لقد كان هذا الشخص أقوى مستخدم قوى خارقة عرفه آريان، يتحكم في الجاذبية، وظهرت له قدرات اخرى ثانوية، مثلا كان يستطيع معرفة قدرة خصمه ونوعها من خلال هالته، ويستطيع ابطاء حركة خصمه، او تسريع حركة جسده، لم يكن يعلم آريان كم كان يخفي في جعبته، لكنه كان صامدا حتى الموجة الخامسة
ليس هذا فحسب..
كان هذا الوغد هو من جمع مجموعة علماء وامرهم باجراء التجارب عليه..
كان عديم الرحمة، مجرد تذكر ما فعلوه به تجعل معدة آريان تتقلب ويشعر بالغثيان، في البداية شرحوا جسده ولم يجدوا شيئا غريبا، بعدها اقترح راسيل اخذ اعضاء او أجزاء من جسدي واستبدالها باعضاء بشر آخرين، ليرميه بعدها لسرب من الوحوش ويرى إذا ما كانوا سيهجمون عليه، وبعد ان فشل، كان ياخذ عينات من جسده ويحاول صنع بشر يشبهونه..
طبعا كل هذه التجارب كانت تجرى من دون تخدير، لانه كان من الصعب العثور او صنع مسكنات، فكان آريان يصرخ حتى يفقد الوعي في كل مرة، صرخ وصرخ ثم توقف عن الصراخ، في مرحلة ما، بدى وكأنه وجد طريقة ليقاوم الألم، واصبح هادئا ولم يصدر منه صوت بينما هم يقطعون جسده
أنت تقرأ
انا الشرير
Paranormalمات الجميع.. في النهاية خالفت وعدي لنفسي وانهيت حياتي بيدي. "مفاجاة! عيد ميلاد سعيد" عندما فتحت عيني، وجدت نفسي في الماضي، بجسد طفل، نظرت للقصر الذي كنت اعيش به باستغراب، لقد عدت حقا.. كان ابي وامي يقفان يرتديان ملابس جملية للاحتفال، ينظران لي بابتس...