لم أعلم أنك تدخن

47 3 0
                                    

انفصلت عنه و لكنه صديقي... لم يرد أحد منا أن تدمر تلك الصداقة...لكن تبين أن الحفاظ عليها بعدما حدث، أمر صعب.

*أأنا من من أفقدك روحك؟*

يجلس على الأرض الخشبية لبيت الشجرة...قدماه تتأرجحان في الهواء، ناظرا للامكان في محاولة منه لتصفية ذهنه...و قد مل المحاولة.

أخرج علبة السجائر من جيب سترته الجلدية السوداء و معها ولاعة نحاسية... أضرم النار بطرف السيجارة الأبيض و زج بالجزء ناري اللون في فمه...و صار يعب سم تلك اللفافة...ينفت دخانها في عقله يجعل كل أفكاره ضبابية...و لو للحظة.

إلى أن شعر بأقدام حافية تحوم حوله...و يجلس صاحبها على حافة المنزل حدوه...

"منذ متى و أنت تدخن؟"

"منذ مدة" أجاب بصوت خال من معالم الحياة

"أنت تحرق رئتاك فقط...هذا لا ينفع" نظر له بأعين...لم يعهدها مينهو...إنطفئت بها أخر شعلة شغف

"ليس و كأن ما احضنته رئتاي غير محروق، جيسونغ" نظرة يائسة حزينة و مشاعر مختلطة...أيا كان ما حذث تلك الليلة...فقد كان الأسوء

"و مالذي جعله كذلك؟" أراد أن يسخر و لكن...الذكرى كانت مؤلم كفاية لتجعله غير قادر على الاستخفاف بالشرخ الذي فصل تلك القلوب...لذا هو اكتفى بنبرة مؤنبة.

"أنا جعلته كذلك...أنا الخائن" ندم سرت حرقته دموع صامتة على خدود الخائن

"مينهو لقد مللت هذا الحال" تنهد بتقل...تسائل ما الفرق بين الصواب و الخطأ على أي حال؟ كيف يمكن تصنيف أي فعل في أي خانة...

"و أين ترى النهاية؟" إلاهي...لقد صمت العالم للحظة حتى أن جيسونغ تمكن من سماع صوت احتراق السجارة.

"لن أقول...لن أقول إلا أن تطفئ السجارة" اتخد قرارا لا يعلم إن كان الأفضل و لكنه سيخاطر على أي

"لا تقل إذا...لن أفعل " لم يرد لقد رفض...هو لم يرد أن يتوقف عن عقاب نفسه...هكذا شعر

"حقا مينهو أتذهب السجارة عقلك فارغا أفضل مما تفعل قبلاتي؟" العالم اليوم كان هادئ بشكل مريب.

"جيسونغ دعني أقول أن السجارة لا تعوض نقرة من شفاهك على خاصتي...و لكني تعبت" شهقة غادرت تغره...كانت ثقيله على قلب جيسونغ...لم يعتد رؤية
مينهو بهذا الضعف

"لا أقوى على النظر لوجهك البرئ بملامحي المدنسة...*شهقة* و لا ينفك صوت بكائك تلك الليلة عن الظهور في كوابيسي*شهقة*...لا أستوعب نقاء قلبك...كيف سمحت لنفسك بالبقاء كصديق لي بعد ما حذث؟؟أنت حتى تسأل عن حالي و تبتسم بوجهي...تتصرف و كأن شيئا لم يكن...لكن علاقتي الحالية بك، غير واضحة و أكاد أظن أنها استراتيجية انتقام بارد...بيد أني أتدكر من أنت و من تكون...كيف يمكن لملاك أن ينتقم؟ ملاك تجرع ما يكفي من الظلم ليسقط نفسه من النعيم للجحيم...و مع ذلك هو اختار البقاء مظلوما على أن يكون ظالما...أنت حتى لم تعاقبني...لم تؤنبني...لم تخاصمني...و في الحقيقة هذا أشد قسوة من أي شيء آخر...روحك النقية تشعرني بالتدني...و هذا قاس" 

"مينهو هيونغ أنا لا أنتقم منك...أتظن أن ألمك يهون علي...أتظن أن شهقاتك ستحملني لنشوة انتقام...أنا أؤنب نفسي لعدم قدرتي على مسامحتك...لم أئبه لكونك جرحتني فندمك كان كاف ليوضح لي أنك تثوب أيها الخائن...و مع ذلك لم استطع التغاضي عن خيانتك...فأنا إنسان أيضا...كيف أقود لنفسي  لتسامح من دمرها. عدت لكوني صديقك و أنا عازم على تخطيك...إذ بي أراك تتخبط في الندم أكثر مما تخبطت بين شظايا الألم حتى...و الأن بحقك أخبرني كيف يفترض بي تخطيك؟ هاه؟ كيف ؟ أسمعك تتأسف لي بين نوبات بكائك كل ليلة و أنت في شرفت غرفتك...لماذا مينهو؟ لماذا تتأسف في تلك الأثناء و أنت تعلم أن موعد نومي سابق لها؟ نادم و يائس لهذا الحد؟ دعني أخبرك إذا ، أني لم أستطع النوم بسلام منذ تلك الليلة الشنيعة...و سمعت مناجاتك لليل، القمر و النجوم...و كنت يائسا لدرجة أني دعيت لأكون قادرا على غفران جرمك في أقرب وقت و بكيت معك في صمت كل ليلة، بينما أرجو من الإلاه أن يزرع صبرا في قلبي يسمح لي بنسيان فعلك المشين... صدقني مينهو، رؤيتك تنهار و عدم القدرة على الوقوف بجانبك هي تعريف للقسوة في حد ذاتها"

صمتا...بعد أن أفرغا جزءا فقط مما كان في جعبتهما...اختفت الكلمات من أذهانهم و لم يسمع في ذلك المكان إلا شهقات مينهو التي أدمت قلب جيسونغ.

قرب مينهو السجارة مرة أخرى من شفتيه و لكن على غفلت منه...أبعدها جيسونغ يمسك فك حبيبه الخائن مديرا وجهه نحوه...

ثم حط بشفافه على شفاه مينهو...ببطئ يحرك كرزتاه على قطنيتا حبيبه...كم مر على أخر مرة قبله؟ كم مر مذ داق هذا النعيم؟ دموع مينهو سالت بغزارة إقتحمت تلك القبلة...و شهقاته كانت تدوي بالمكان...جيسونغ في الحقيقة أحب أنه السبب في تلك الدموع و لكنه لن يعترف أبذا...

جيسونغ أدرك أن هذه العقبة خلفت أثرا إيجابيا على علاقته بمينهو...جعلتها أقوى...خولت لهم فرصة النظر لأعماقهم و التعرف على مشاعرهم بشكل صريح...

مينهو أدرك أن السجائر كانت عقابه و القبل كانت هديته...وعد نفسه قبل أن يعد جيسونغ حتى...أن ما حدث لن يتكرر...بل أنه سيفعل كل ما باستطاعته ليمحي تلك الذكرى الشنيعة من سجل ذكريات جيسونغ..صديقه المفضل و حبيبه.





لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 23 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

«سجائر و قبل» [Minsung]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن