الفصل الثالث
« سأوصد قلبي »أقسمت أنك لن تميل مع الهوى ، أين اليمين وأين ما عاهدتني ، أقلبى أنت أم أنك بالكاد تحيا وتدق حين تلمح طيفهِ .
طال لقائهم الصامت يبث كل منهم إشتياق عيناه لرؤية الآخر ، كادت تُظهر سعادتها برؤيته حين تذكرت .
ألم يكفيها عذاب قلبها بل ذكَّرها عقلها حين لاحت بعيناها السعادة ، كما لو كانت السعادة أمر محظور عليها ...
إبتلعت ريقها بهدوء تستجمع قوة تلاشت برؤيته ، فكيف لها أن تنسى سنوات عمرها بأكمله ، تحشرج صوتها بهمهمة وهى تلقى تحيتها عليه ..
_ مرحبا ..كلمة واحدة نطق بها لسانها حلق بها قلبه المشتاق بسماعه صوتها ، لحظات برؤيتها جعلته يشعر بأنه لم يكن على قيد الحياة ، والآن فقط رُدت إليه روحه ، كم كان لصوتها العذب أثر مبهج بداخله ، كإرتواء الزهرة للماء بعد أن جفت أوراقها لتحيا من جديد .
بهمس حالم يقابل همستها المضطربة أجابها "حاتم" ..
_ مرحبا ، كيف حالك "دليلة" ...؟!!_ بخير ... و ... وأنت ...( قالتها بتردد تتمنى ردًا يطمئن قلبها بأنه فقط بخير )
لكن إجابته خابت بظنها ليجيبها بوله وإشتياق أعاد رجفة قلبها من جديد بعد أن ظنت أنها بدأت بنسيانه ...
_ لست بخير ، وأنتِ بعيدة عني لن أكون أبدًا بخير ....ضغطت بقوة شفتيها اللاتى كانت ستخبراه بأنها مثله تمامًا لتلحق بنفسها منكسة عيناها ملقية بعبارتها التى أعادته للواقع ...
_ مبارك ... حمل "جنات" ، قريبًا ستصبح أب ...تنهد بضيق وهو يهرب من هذا الواقع الذى أطبق بحلقاته فوق صدره وكاد يختنق من تلك الحياة ...
_ لا أريد سواكِ فقط ، لم أكن أتمنى سوى أن أكون معك أنتِ ، إنني أُحـ ....قاطعته "دليله" بإضطراب فلن تترك نفسها تنساق خلف ما رفضته من قبل لتردف وهي تصعد الدرج هاربة من وجوده الذى يعصف بكيانها وإتزانها ...
_ بعد إذنك ...بخطوات سريعة كانت "دليلة" قد وصلت لشقتهم تلتقط أنفاسها إثر هذا اللقاء العاصف بينما تحرك "حاتم" نحو السيارة مغادرًا بعد أن تبع هروبها بأعين محبطة للغاية ...
________________________________
بيت القمحاوي ...
بعد إلتقاط أنفاسها دلفت "دليلة" إلى حيث تجلس "جنات" و"حُسنه" ترحب بوجود أختها ، رغم ما تشعر به من إحساس خاطئ بتعلقها بـ"حاتم" حتى الآن لكن ذلك رغمًا عنها هى لم تختار أن يستوطن قلبها ، بل تتمنى لو أنها لم تشعر بهذا الشعور تجاهه مطلقًا ...
_ مرحبا "جنات" ، كيف حالك وطفلك كيف هو الآن ...؟!!هزت "جنات" كتفها وهى تقوس شفتيها مجيبة إياها ...
_ لا أدرى ، لا أشعر بشئ بعد ...إبتسمت "دليلة" وهى تجلس لتشاركهم زيارة أختها محاولة تناسي كل شئ وعليها النسيان بصورة أكبر حتى لا تقع فريسة خطأ لا يغتفر ...
أنت تقرأ
ربيع بلا زهور ( لقد كانت أيامنا جميلة لكنها .. كانت)
Romanceقصة خفيفة بقلمي قوت القلوب (Rasha Romia) ، مشاركة بإحتفالية جروب بيت الروايات والحكاوي المصرية ، تدور حول دليلة التى تتنازل عن عشقها وحبها مقابل العائلة وأحكام الجد ، لكن متي يعود الربيع لحياتها وتزهر أيامها بزهور الفرح ...