الفصل الرابع « الغريم ... »

31 5 0
                                    

الفصل الرابع
« الغريم ... »

أيبكي من فرط ما حل به ، هذا القوي الذى لا يبكيه شئ .

قلب شق لنصفين دون أن ينتبه له أحد ، حين تيبس "حاتم" وهو يستمع لإسم غريمه ، لكن .. هذا غير معقول وغير قابل للتصديق ، لحظات من محاولة الإستيعاب قبل أن يهتف بعدم تصديق ...
_ من ...؟!!!!!!

أعاد عمه تكرار إسم هذا الذى تجرأ وطلب الزواج من حبيبة قلبه ..
_ "مُهاب" ... ما بك يا "حاتم" ؟! هل هناك مشكلة  ؟!!

كالمغيب تمامًا نهض بإنفعال وقد إكفهر وجهه بقوة وإتخذت عيناه بريق هادر لما فعله هذا الخائن ...

كيف يجرؤ على فعل كهذا ، كيف يُخيل له بإقتحام قلب وحياة "دليلته" ...
خرج من المعرض بإنفعال لا يدرى أين يتجه أولاً ، أيذهب إلى هذا الخائن ليلقنه درسًا بما تطاول به على حقه ..

لكنه تراجع عن الذهاب لـ"مهاب" فردعه لن يكون سببًا بإنهاء أن يتكرر الأمر مرة أخرى ، فعليه الذهاب لـ"دليلة" نفسها ، كيف وافقت ، كيف ستتركه وتكون ملكًا لغيره ..

لم يدرك كيف وصل لمحل الزهور الخاص بـ "دليلة" ليلحق بها قبل إغلاقها فلن يترك الأمر بهذه السهولة وعليه التحدث معها بأى شكل ...

وضعت باقة الزهور عن يدها بعدما أتمت تنسيقها ، كانت تظن أن بهذا ستُنهي عمل اليوم وتعود للبيت ، تذكرت ما حدث بالأمس حين فاجئها والدها بأمر طلب "مهاب" لخطبتها ...

بفكر مشغول وقلب أعلن إحتلاله ، ظنت أن تلك هى الفرصة المناسبة لكلاهما لنسيان الآخر .

حينما تتزوج لابد وأنها ستجبر نفسها على نسيان "حاتم" ، وهو بدوره سوف يكمل حياته بعيدًا عنها دون التفكر بها ، هى ليست خائنة لأختها ، ليست خائنة لوفائها ..

لكن لم يعد هو طريقها بل أصبح طريقه وعرًا يتعثر به قلبها ولابد من التخلي عن هذا الطريق ...

نعم موافقتها على الزواج هو التفكير الصحيح ، إذا لم يكونا قادران على النسيان فلابد من الإجبار على ذلك ...

قطع شرودها صوته المعاتب لتتضارب دقات قلبها فقد فاجئها بحضوره ..
_ أتريدين الزواج و ترك قلبي ، تريدين التخلي عني يا "دليلة" ..؟!!

كانت تتوقع أن تكون أقوى وأن تتحلى برد فعل مقتضب ، لكن لكل تحمل نهاية ...

وجدت نفسها تبكي بقوة وهى تجيبه بإستسلام ...
_ لم أعد أقدر يا "حاتم" ، لم أعد أحتمل ، إنني أموت باليوم ألف مرة ، تلك الحياة صعبة جدًا على ...

تهدج قلبه وإرتجفت أوصاله متوسلاً ..
_ لا تفعلي هذا بنا ، أرجوكِ لا تتركيني وتحرقي قلبي ، بدونك أنا جسد بلا روح ، أنتِ روحي التى أحيا بها ...

أغمضت عيناها بأسى فهى لم تعشق أحد يومًا كما عشقته ، إنه روحها المتيم ، لم لا تستطيع نسيان هذا العشق ، لم يتغلل بداخلها ...

ربيع بلا زهور ( لقد كانت أيامنا جميلة لكنها .. كانت)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن