العاصمة
كانت العربة تتحرك بالإثنين متجهة نحو الجهة الشرقية من العاصمة الامبراطورية، كان أليكس يقوم بمراقبة الطريق، كان يترقب اقترابهما من العاصمة مطلا برأسه من النافذة.
إلى أن رأى شيئا سره للغاية حتى أنه اخذ يصرخ:
_ماايك! لقد وصلنا أستطيع رؤية المنازل تطل من الأفق!
اقترب مايكل من النافذة ذاتها و أخرج رأسه ليرى
_اوه لقد وصلنا بسرعة حقا!
كان أليكس يراقب بحماسة شديدة، منظر الناس يمشون في الشوارع المزدحمة، رؤية الأسواق ممتلئة بالبضائع و المشترين، صرخات الاطفال و ضحكاتهم و هم يلعبون و يركضون هنا و هناك، كلها مشاهد جذبت اهتمامه، فكشخص لم يكن من عادته الخروج إلى الأماكن المزحمة فقد كانت تجربة مختلفة له، كانت بمثابة فصل جديد يكتشفه، جانب الحياة بين كثير من الناس البسطاء، هذا الجانب الذي لم يسلط عليه أي اهتمام من قبل.
توقفت العربة و نزل الإثنان،نزل أليكس و الابتسامة لم تغادر وجهه بعد قائلا و هو ينظر إلى مايكل:
_مايك...دعنا نتجول في الأرجاء!
و قبل أن يتمكن مايكل من اجابته كان الفتى قد بدأ بالركض نحو الازدحام في السوق
_مهلا أليكس انتظر!!، لا تذهب بمفردك ستضيع!
لم يلتف حتى و اكمل طريقه
_اااه تبا إنه يبتعد...
تبعه جريا محاولا اللحاق به حتى لا يضيع، كان أليكس ينظر إلى البضائع المختلفة و الناس و هم يشترون، نادرا ماكان يرى العامة و تعاملاتهم لذلك بدا له كل شيء ممتعا و مختلفا عن العادة.
كانت أعين مايكل مربوطة باتجاه واحد، كان أليكس، خشي أن يبتعد مجددا و لا يجده.
_[هااه هذا الفتى لا يتعب ابدا.....انه مليء بالحيوية اخشى حقا أن أغفل عنه للحظة!]
.
.
.
.
الفندقحل الظلام و استطاع الفتيان إيجاد فندق لقضاء ليلتهما فيه أخيرا.
_هاه أشعر بالتعب حقا!...
_ربما هذا بسبب كل الركض الذي قمت به اليوم، فلتخلد إلى النوم الآن فقد تأخر الوقت
_لازال الوقت مبكرا للنوم! لا أشعر بالنعاس...
قال أليكس هذا بينما كانت عيناه تكافحان حتى لا تغمضا، حاول ألا يتثاءب او يستسلم للتعب تحديا لكلام مايكل
_هيا هيا كف عن التظاهر بالقوة و اخلد إلى النوم بسرعة، سنغادر في الصباح الباكر
_لكن!...
_تعلم كم أن والدك صارم بشأن وقت النوم!
_....
لم يستطع أليكس الرد على هذا لصحته، استسلم في النهاية لكلام مرافقه رغم عناده و غط في النوم بمجرد أن لمس رأسه الوسادة.
_يالعناده....رغم تعبك إلا أنك تحب أن تكون عنيدا هاه؟....
كانت ليلة طويلة لمايكل، فبكونه مصاص دماء بالغ فهذا يعطيه القدرة على البقاء مستيقظا دون الحاجة للنوم إلا احيانا ليعيد ادخار طاقته، عكس أليكس الذي لازال طفلا لم يبلغ حتى السابعة عشر بعد.
انتظر بزوغ الفجر و هو يطل من النافذة، بقي يراقب منظر طلوع الشمس و ظهورها بعد اختفاء نورها الذي دام ليلة طويلة و هادئة.
قام بالاستعداد للمغادرة و توجه نحو سرير أليكس ليوقظه
_أليكس....استيقظ حان وقت المغادرة!، إنه الفجر استيقظ و جهز نفسك حتى نذهب
_اممم أنا مستيقظ....
تجهز بدوره و نزل الدرج المؤدي إلى مخرج النزل حيث ينتظره فارسه خارجا، كان يحمل في يده خريطته التي أخذها معه و فور أن رآها مايكل تملكه الفضول ليسأل:
_ماهذا الذي تحمله معك؟
ضحك أليكس ضحكة خفيفة و أجاب:
_انها خريطة الامبراطورية، أخرجتها حتى أخبرك عن الوجهة التالية!
_و ماهي وجهتنا إذا؟
وجهتنا هي السبب الذي جعلنا نأتي إلى شرق العاصمة فهي أقرب بقعة لها!
_انت تقصد...
_أجل! نحن متجهان إلى الغابة!
أنت تقرأ
رحلة بين طيات التاريخ
Fantasyمسار مرسوم بخط رفيع بحبر من الحماسة، بفرشاة تحركها يد ترتجف مع كل نبضة لهذا القلب المتلهف، تكاد الصرخات تخترق ضلوعه، يرغب في فتح نافذتي الغموض على مصراعيهما و يخطو خطوته الأولى في كتابة قصته، قصة فتى يدون عظمة إمبراطورية الاختلاف، امبراطورية تجمع بي...